منتدى محراب النور الثقافي

أهلاً و سهلا بكم في منتدى محراب النور الثقافي
نرجو منكم التسجيل في منتدانا و المشاركة
و لكم جزيل الشكر و التقدير

الادارة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى محراب النور الثقافي

أهلاً و سهلا بكم في منتدى محراب النور الثقافي
نرجو منكم التسجيل في منتدانا و المشاركة
و لكم جزيل الشكر و التقدير

الادارة

منتدى محراب النور الثقافي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى محراب النور الثقافي

--------- ملتقى شبابي ثقافي ---------


2 مشترك

    طيّ طريق الولاية منحصر في المواظبة على ذكر الله

    لسان الصدق
    لسان الصدق


    عدد المساهمات : 66
    تاريخ التسجيل : 13/02/2011
    العمر : 38

    طيّ طريق الولاية منحصر في المواظبة على ذكر الله Empty طيّ طريق الولاية منحصر في المواظبة على ذكر الله

    مُساهمة من طرف لسان الصدق 28/9/2011, 8:11 pm

    أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم
    بسم الله الرّحمن الرّحيم
    وصلّى الله على محمّد وآله الطّاهرين
    ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدّين
    ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم
    قال‌ الله‌ الحكيم‌ في‌ كتابه‌ الكريم‌:
    أَلآ إِنَّ أَوْلِيَآءَ اللَهِ لاَخَوْفٌ علیهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ* لَهُمُ الْبُشْرَي‌' فِي‌ الْحَيَو'ةِ الدُّنْيَا وَفِي‌ الاْخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَـاتِ اللَهِ ذَلِكَ هُوَ الْفُوْزُ الْعَظِيم.
    نجد في‌ هذه‌ الآيات‌ أنّ الولاية‌ الإلهيّة‌ لا تتحقّق‌ بمجرّد الإيمان‌ البدائي‌ّ، وذلك‌ في‌ ضوء القرينة‌ القائمة‌ في‌ تفسير قوله‌: أَوْلِيَآءَ اللَهِ بقوله‌: الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ. وإنّما تتحقّق‌ بالإيمان‌ الّذي‌ يأتي‌ بعد ارتقاء معارج‌ التّقوى‌ والعمل‌ الصالح‌؛ فهو ـ إذَن‌ ـ لون‌ من‌ الإيمان‌ الرّاسخ‌ الوطيد الّذي‌ يتلو الإيمان‌ البدائي‌ّ، ويكتسب‌ بعد العمل‌ في‌ ضوئه‌، وبملازمة‌ التّقوى والعمل‌ الصّالح‌ خلال‌ مدّة‌ مديدة‌. ويستوي‌ الإيمان‌ علی سوقه‌ قويّاً شيئاً فشيئاً بسبب‌ ديمومته‌ مقروناً بالعمل‌ الصّالح‌ والتّقوى‌، إلی‌ أن‌ تضمر الحجب‌ النّفسانيّة‌ الحائلة‌ بين‌ العبد والحقّ جلّ وعزّ تدريجاً؛ وتهزل‌ نسائج‌ الانشداد إلی‌ المشتهيات‌ المادّيّة‌ والأفكار والهواجس‌ الجسمانيّة‌، فإذا الحجب‌ تتمزّق‌، وحلقات‌ الهوى‌ تتفكّك‌ تماماً نتيجة‌ المثابرة‌ والمواظبة‌ علی ذلك‌، فلا يظلّ أي‌ّ حجاب‌ بين‌ العبد وربّه‌. وهذا هو معنى‌ الولاية‌؛ وكيفيّة‌ الارتقاء إلی‌ تلك‌ الدّرجة‌ إجمالاً .
    ولمّا كانت‌ الولاية‌ قائمة‌ علی ركيزتين‌: الله‌، والعبد؛ فإنّ الله‌ يُسمّى وَلِيّاً والمؤمن‌ يُسمّى وَلِيّاً أيضاً؛ الله‌ من‌ حيث‌ الربوبيّة‌ والفاعليّة‌، والعبد من‌ حيث‌ العبوديّة‌ والتّسليم‌ والقابليّة‌. وهذه‌ هي‌ الولاية‌ الإلهيّة‌، لأنّ رفع‌ الحجاب‌ بين‌ العبد والمعبود قد تحقّق‌ فعلاً .
    وفي‌ المقابل‌ ولاية‌ الشّيطان‌ حيث‌ لا يبقى حائل‌ بينه‌ وبين‌ الشّخص‌ المتمرّد العاصـي‌؛ فنرى‌ الشّيطان‌ هو الّذي‌ يديـر شـؤونه‌ ويدبّـرها ويتصرّف‌بها كيف‌ يشاء, ويرتفع‌ كلّ حجاب‌ بينهما, فالشّيطان‌ ما فتأ فاعلاً، وهذا المسكين‌ ما برح‌ طيّعاً قابلاً، الشيطان‌ وليّـه‌، وهو ولي‌ّ الشيطان‌.
    وإنّها لخسارة‌ كُبرى أن‌ يصبح‌ الشّيطان‌ ولي‌ّ أحد، يتصرّف‌ في‌ شؤونه‌ بواسطة‌ اتّحاده‌ معه‌ .
    وَمَن‌ يَتَّخِذِ الشَّيْطَـانَ وَلِيًّا مِّن‌ دُونِ اللَهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرانًا مُبينًا وقال‌ جلّ من‌ قائل‌:
    قُلْ أَمَرَ رَبِّي‌ بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ * فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عليهِمُ الضَّلاَلةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَـاطِينَ أَوْلِيَآءَ مِن‌ دُونِ اللَهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم‌ مُّهْتَدُونَ.
    وقال‌ تعالی‌ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَـاطِينَ أَوْلِيَآءَ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ.
    يدعو الشّيطان‌ إلی‌ الفحشاء والمنكر والتباهي‌ والاستكبار والشرك‌ والكفر ويجرف‌ الإنسان‌ إلی‌ الضّلال‌ والضّياع‌، ويعده‌ بالخلود في‌ عالم‌ الغرور, ويخيفه‌ من‌ الفقر والمصائب‌ والمشاكل‌. ولكنّ الله‌ يدعو إلی‌ العدل‌ والمعروف‌ والصّلاح‌ والإحسان‌ والتّوحيد والعرفان‌ والذّوبان‌ فيه‌.
    ويهدي‌ الإنسان‌ إلی‌ هذا الطريق‌، ويعده‌ بالخلود في‌ الآخرة‌، والبقاء ولقاء الله‌، والفناء في‌ أسمائه‌ الحسنى وصفاته‌ العلیا، وذاته‌ القدسيّة‌ المقدّسة‌, ويحذّر من‌ الباطل‌ والعبث‌ والغرور ويدعو إلی‌ دار السّلام‌ ومهد السّعادة‌.
    لذلك‌، فإنّ سبيل‌ ولاية‌ الله‌ ينحصر في‌ الابتعاد عن‌ الشّيطان‌ وآرائه‌ وأفكاره‌. أي‌: في‌ الحركة‌ من‌ عالم‌ الكثرات‌ والالتفات‌ والانشغال‌ بعالم‌ الغرور إلی‌ عالم‌ الوحدة‌، والعالم‌ الأصيل‌ وحقيقة‌ العرفان‌ واللّقاء الإلهي‌ّ.
    واجتياز كثرات‌ هذه‌ العوالم‌ وظواهر هذه‌ النشآت‌ والإعراض‌ عنها وذلك‌ بالمضي‌ قُدمَاً للورود في‌ وادي‌ العرفان‌ الأيمن‌ بنداء الله‌ أكبر . ولايتحقّق‌ هذا إلاّ بنسيان‌ الكثرة‌، وذكر الله‌، والتفكّر المتواصل‌ فيه‌، والبكاء علی فراقه‌، والاحتراق‌ بنار هجرانه‌ المتّقدة‌ .
    وما أروع‌ الآية‌ المباركة‌ إذ تكشف‌ لنا هذه‌ الحقيقة‌، وهي‌ أنّ السبيل‌ الوحيد للولاية‌ هو ذكر الله‌، وأنّ الغفلة‌ عن‌ ذكره‌ تؤدِّي‌ إلی‌ الانغماس‌ في‌ الضلالة‌، قال‌ عزّ اسمه‌: فَأَعْرِضْ عَن‌ مَّن‌ تَوَلَّى عَن‌ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إلاَّ الْحَيَو'ةَ الدُّنْيَا* ذَلِكَ مَبْلَغُهُم‌ مِّنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن‌ ضَلَّ عَن‌ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى.
    أوّلاً: نجد في‌ هاتين‌ الآيتين‌ أنّ الحياة‌ الوضيعة‌ والغرور الدنيوي‌ّ والانغماس‌ في‌ الشهوات‌ والأفكار الباطلة‌ والآراء السقيمة‌، كلّ ذلك‌ ملازم‌ للإعراض‌ عن‌ ذكر الله‌ .
    وثانياً: نفهم‌ من‌ الآيتين‌ أنّ غاية‌ البلوغ‌ العلمي‌ّ بنحو مطلق‌ لا ترسو عند هذا المرفأ, بل‌ إنّ هذا المرفأ هو غاية‌ البلوغ‌ العلمي‌ّ والفكري‌ّ لمن‌ كان‌ قصير النظر, وإنّ غاية‌ البلوغ‌ العلمي‌ّ للأشخاص‌ الذين‌ يذكرون‌ الله‌ دائماً ستكون‌ في‌ مكان‌ آخر .
    وثالثاً: تبيّن‌ الآيتان‌ أنّ هؤلاء الأشخاص‌ هم‌ من‌ أهل‌ الضّلالة‌, وأنّ الله‌ أعلم‌ بهؤلاء الضالّین‌ عن‌ سبيله‌ ومطّلع‌ علی أحوالهم‌, وكذلك‌ تدلّ علی أنّ هناك‌ فئة‌ غير هذه‌ الفئة‌ الغافلة‌ عن‌ ذكر الله‌, متّجهة‌ إلی‌ ذكره‌، وهي‌ فئة‌ المهتدين‌, والله‌ عالم‌ بأحوالهم‌, وفي‌ ضوء ذلك‌ فإنّ هذه‌ الآية‌ تكشف‌ لنا بوضوح‌ أنّ الضّلال‌ عن‌ سبيل‌ الله‌ ناتج‌ عن‌ الغفلة‌ عن‌ ذكره‌, وأنّ الاهتداء إلی‌ سبيله‌ نابع‌ عن‌ ذكره‌. إذَن‌، فإنّ ذكر الله‌ يؤدِّي‌ إلی‌ السّلوك‌ وبلوغ‌ المقصود ومقام‌ الولاية‌ .
    وتبيّن‌ الآيات‌ التي‌ تضمّها سورة‌ التكاثر بوضوح‌ أنّ الاتّجاه‌ إلی‌ كثرات‌ هذا العالم‌ يحرم‌ الإنسان‌ من‌ لقاء محبوبه‌، ومن‌ جنّة‌ نعيم‌ اللّقاء والولاية‌, ولذلك‌ فإنّ الظفر بنعيم‌ الولاية‌ والحلول‌ في‌ منزل‌ الأمن‌ والأمان‌ الإلهيّين‌، والتمكّن‌ في‌ ذلك‌ المقام‌ الأمين‌ دون‌ أي‌ حاجب‌ وساتر، يتوقّفان‌ علی نسيان‌ الكثرات‌ التي‌ يعجّ بها هذا العالم‌ .
    أَلْهَـاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ إلیقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (الّتي‌ هي‌ حقيقة‌ التوجّه‌ إلی‌ الكثرات‌، وباطن‌ وحقيقة‌ الالتفات‌ لغير الله‌ تعالی‌) ثُمَّ لَتَرُونَّهَا عَيْنَ إلیقِينِ * ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئذٍ عَنِ النَّعِيم.
    ‌ إنّ المُراد من‌ النّعيم‌ هو مقام‌ الولاية‌, وحيثما ورد في‌ القرآن‌ الكريم‌ ذكر للنّعيم‌ والنّعمة‌، فإنّ القصد هو الولاية‌, وفي‌ هذه‌ الحالة‌ تعتبر الآيات‌ المشار إلیها التكاثر، أي‌ الالتفات‌ إلی‌ الكثرات‌ والتّكاثر مطلقاً، سواء كان‌ في‌ المال‌, أو الولد, أو النّساء, أو المِلك‌ والضَيْعة,‌ أو المُلك‌ والحكومة,‌ أو العلم‌ والمعرفة‌، أو الجاه‌ وعلوّ المنزلة‌، كلّه‌ منبعث‌ عن‌ نسيان‌ الوحدة‌, ولذلك‌ يؤدّي‌ إلی‌ الضّلال‌ عن‌ المقصود ونعمة‌ الولاية‌ ونعيمها, فإنّ الشخص‌ الذي‌ يُمنى‌ بهذه‌ الكثرات‌ سيكون‌ عرضة‌ للسّؤال‌ والاستنطاق‌ عن‌ فقدان‌ الولاية‌, وبالملازمة‌ فإنّها تعتبر النعيم‌، أي‌ الولاية‌ ورفع‌ حجاب‌ الاثنينيّة‌ والبينونة‌، وبلوغ‌ مقام‌ العبوديّة‌ الخالصة‌ متوقّفاً علی نسيان‌ الكثرات‌، والإعراض‌ عن‌ عالم‌ الاعتبار والغرور والباطل‌ والآمال‌ الزائفة‌ العابثة‌, ومن‌ المعلوم‌ أنّ نسيان‌ الكثرات‌ لا يتيسّر إلاّ بذكر الله‌؛ إذَن‌ فذكر الله‌ المتواصل‌ يؤدّي‌ إلی‌ بزوغ‌ نورالحقيقة‌ والظفر بمقام‌ الأمن‌ والتمكّن‌ في‌ مَنْزِلِ الوَلاَية‌.

    إيهاب برّو
    إيهاب برّو


    عدد المساهمات : 407
    تاريخ التسجيل : 09/01/2011
    العمر : 33
    الموقع : محراب النور الثقافي

    طيّ طريق الولاية منحصر في المواظبة على ذكر الله Empty رد: طيّ طريق الولاية منحصر في المواظبة على ذكر الله

    مُساهمة من طرف إيهاب برّو 30/9/2011, 7:21 am


    بسمه تعالى

    السلام عليكم

    أخي لسان الصدق نوّرتنا من جديد بمواضيعك القيِّمة والنيِّرة أثابك الله وجزاك خير جزاءِ المحسنين Smile

    ما تفضّلت به في غاية الاهميّة والدقّة ندعوه تعالى ان يوفقنا للعمل وفقه Smile

    ننتظر المزيد منكم تحيّو وتقدير والسلام عليكم Smile

      الوقت/التاريخ الآن هو 17/5/2024, 6:04 pm