منتدى محراب النور الثقافي

أهلاً و سهلا بكم في منتدى محراب النور الثقافي
نرجو منكم التسجيل في منتدانا و المشاركة
و لكم جزيل الشكر و التقدير

الادارة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى محراب النور الثقافي

أهلاً و سهلا بكم في منتدى محراب النور الثقافي
نرجو منكم التسجيل في منتدانا و المشاركة
و لكم جزيل الشكر و التقدير

الادارة

منتدى محراب النور الثقافي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى محراب النور الثقافي

--------- ملتقى شبابي ثقافي ---------


    عباد الرحمن(المجلس الأول)

    لسان الصدق
    لسان الصدق


    عدد المساهمات : 66
    تاريخ التسجيل : 13/02/2011
    العمر : 38

    عباد الرحمن(المجلس الأول) Empty عباد الرحمن(المجلس الأول)

    مُساهمة من طرف لسان الصدق 11/10/2011, 2:06 am

    هو العليم
    أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم-بسم الله الرّحمن الرّحيم
    قال الله تعالى في كتابه الكريم:"وعباد الرّحمن الّذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً"
    من جملة صفات عباد الرّحمن هي أوّلاً أنّ كلامهم مع الأعداء كلام سليم أيضاً لا عوج فيه,فما بالك بكلامهم مع الأصدقاء.فحديثهم قد اكتسب صفة السّلامة من سلامة قلوبهم نتيجةً لكثرة المجاهدة ورياضة النّفس.وعلى العموم فإنّ سلامة جوارح الإنسان لا تحصل إلّا من سلامة قلبه,فالقلب هو الحاكم على البدن,وسلامته أو مرضه لا بدّ وأن تظهر على أعمال الجوارح.
    قال أمير المؤمنين عليه السّلام(المرء مخبوء تحت لسانه)) فمدار الإنسانية منوط بالنفس,وسعادته وشقائه أمران مخفيّان ومستوران,وما دام الإنسان صامتاً فإنّ كفره أو إيمانه وصلاحه أو فساده,وزهده أو طمعه,وتواضعه أو تكبّره تبقى مخفيّة أما إذا تكلّم يتّضح حاله.أهل الظاهر لا يدركون سوى الظاهر,لكن أهل الباطن يدركون الأمور الباطنية أيضاً وهو قولهم(إتّقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله)).وقال أمير المؤمنين عليه السّلام(ما أضمر أحد شيئاً إلّا أظهره الله في فلتات لسانه وصفحات وجهه)).وهذا الكلام موعظة كبرى لكيلا نخفي في نفوسنا أمراً فيظهر قبحه في كلامنا الذي هو ترجمان القلب.كثيراً ما ترى البعض ينقبض صدره من ذكر الله في المجالس,إمّا إذا دار الحديث حول الدنيا ترى على محيّاه آثار السّرور ومعالم البهجة والإنشراح.
    قال الحق:"أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم...ولنعرفنّهم"وقال أيضاً:"يعرف المجرمون بسيماهم".
    ألم تلاحظوا كيف تغيّر لون الشّخص القادم من السفر عند ذكر الأماكن التي رآها؟فترى انفراج أساريه عند ذكر الاماكن التي شعر فيها بالإرتياح,وترى الحزن والضجر بادٍ عليه عند ذكر الاماكن التي واجه فيها النصب والأذى.
    وعلى هذا فسلامة اللسان من سلامة قلب الإنسان.قال تعالى في كتابه الكريم على لسان النبي إبراهيم عليه السلام(الذي خلقني فهو يهديني والذي يطعمني ويسقينِ وإذا مرضت فهو يشفينِ الذي يميتني ثمّ يحيينِ والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدّين.ربّ هب لي حكماً وألحقني بالصّالحين,واجعل لي لسان صدقٍ في الآخرين,واجعلني من ورثة جنّة النعيم,واغفر لأبي إنّه كان من الضّالين,ولا تخزني يوم يبعثون,يوم لا ينفع مال ولا بنون,إلّا مَن أتى الله بقلب سليم)).
    ثمّة مسألة هامّة ينبغي الإشارة إليها تضمّنتها الآيات المذكورة أعلاه,وهي كيف يدعو العبد ربّه حيث تشير الآية الشّريفة إلى ضرورة افتتاح الدّعاء أوّلاً بالثّناء على الله,وعرض بعض نعمه التي منّ بها عليه,والإعلان عن خجله من بعض الذنوب التي ارتكبها,ثمّ يعرض بعد ذلك حاجته.
    في الآيات الإنفة الذكر,طلب خليل الرّحمن عليه السلام من ربّه ستّة أشياء وهي:
    1-ربّ هب لي حكماً وألحقني بالصّالحين.
    2-واجعل لي لسان صدق في الآخرين.
    3-واجعلني من ورثة جنّة النعيم.
    4-واغفر لأبي إنّه كان من الضّالين.
    5-ولا تُخزني يوم يبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون إلّا مَن أتى الله بقلب سليم.والحاجة الأخيرة التي طلبها النبي إبراهيم عليه السلام هي:
    6-أن لا يخزيه في ذلك اليوم,لا خزي أكبر منه لأنّ مكنون القلب يظهر في ذلك اليوم كما يقول تعالى(وحصّل ما في الصّدور)).
    ويُفضح الإنسان أمام الملائكة والأنبياء والأولياء والأئمة الطاهرين عليهم السلام بالإضافة إلى أن الأرض والزمان والسماء وجوارح الإنسان تشهد عليه بأجمعها(اليوم نختم على أفواههم وتكلّمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون)).يا لها من فضيحة!وكثيراً ما ينكر الإنسان ذنوبه ويغلظ الإيمان أنّه لم يأت بها((يوم يبعثهم الله فيحلفون له كما يحلفون لكم...)).
    أجل,إنّ تجسيد الأعمال يوم القيامة أمر عظيم,إلّا أنّ الله تعالى يغشى في ذلك اليوم عباده الصالحين برحمته,كما يقول تعالى(يوم لا يخزي الله النّبي والّذين آمنوا معه...)).
    ولكن لا ينبغي أن يفوتنا أنّه تعالى ذكر صفات وخصائص الّذين آمنوا مع النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بأنّهم..((والّذين آمنوا معه أشدّاء على الكفّار رحماء بينهم تراهم ركّعاً سجّداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السّجود)).
    هؤلاء هم الأشخاص الذين وعد الله بأن يجعلهم في مأمن من الفضيحة والخزي في يوم القيامة.
    يصف الله جلّ شأنه ذلك اليوم بالقول:(يودّ المجرم لو يفتدي من عذاب يومئدٍ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته الّتي تؤويه ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه)).
    ذكرت عدّة وجوه في تفسير الآية الشّريفة(إلّا مَن أتى الله بقلبٍ سليم)).تنتهي جميعها إلى معنىً واحد,فقالت طائفة أنّ المراد من القلب السّليم هو الخلو من حبّ الدّنيا وقوى الغضب والشهوة ونفوذ الشّياطين,لأنّ القلب الملوّث بحبّ الدّنيا وعناصر الشّهوة والغضب قلب مريض.وقال آخرون:إنّ المراد من القلب السّليم هو ذلك القلب الّذي يبدو صاحبه في فزع وحيرة كمن لدغته الحيّة,فالعرب تسمّي الملدوغ بالحيّة"سليماً".يقول تعالى(وهُم من خشيته مشفقون)).أي في هلع وإشفاق من خشية الله.وجاء أيضاّ في وصف أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه كان ((يتململ تململ السّليم)),ويخاطب الدّنيا قائلاً(يا دنيا غرّي غيري.إلهي الويل ثمّ الويل لي ثمّ الويل لي إن كان الزّقوم طعامي)).
    واعتبر بعض المفسّرين((القلب السّليم))هو القلب الخالي من أي فكر عدا الله,ولا محبّة فيه إلّا لله(من خشيَ الرّحمن بالغيب وجاء بقلب منيب)). وجاء في معنى القلب المنيب أنّه القلب الخالي ممّا سوى الله.إلّا انّ المراد من جميع هذه التّعابير هو شيء واحد ولا ينال مثل هذا القلب إلّا القليل من أولياء الله الكُمّل والمخلصين من عباده.

      الوقت/التاريخ الآن هو 17/5/2024, 10:07 am