هو العزيز
قال أمير المؤمنين(ع):ما من أحد إلّا ولقلبه عينان يدرك بهما الغيب فإذا أراد الله بعبد خيراً فتح له عيني قلبه.
وقال أيضاً:
زيّن القلب بالتقى تنل الفوز والبقاء
ثمّ بالصبر والحجى ثم بالخوف والرجاء
وله أيضاً:القلوب أربعة:صدر وقلب وفؤاد ولب,فالصدر للإسلام والقلب للإيمان والفؤاد موضع المعرفة واللب للذكر.
يقول أحد المحققين:القلب على معنيين متفاوتين:أحدهما هذا العضو الصنوبري الشكل على يسار صدر الإنسان.والقلب يراد منه هنا تلك العضلة المجوفة التي يجري فيها دم يميل بلونه إلى السواد وبه تستدام الحياة.والقلب بهذا المفهوم لا يختص بالإنسان بل هو عند سائر الحيوانات وحتى عند الأموات أيضاً.
أما المعنى الآخر للقلب فهو تلك اللطيفة الإلهية الروحية المتصلة بالقلب بمعناه الأول.وهذه اللطيفة تسمّى قلباً حيناً ونفساً وروحاً وإنساناً وأحياناً أخرى والقلب بمعناه الثاني ينطوي على صفات الإدراك والعلم والمعرفة,وإليه يوجّه الخطاب والعتاب والمؤاخذة,وهو في نفس الوقت متصل ببدن الإنسان.جاء في الحديث:إن القلب يصدأ كما يصدأ الحديد,أي يركبه الرين بمباشرة المعاصي والآثام فيذهب جلاؤه.
و عن الإمام جعفر الصادق(ع):يصدأ القلب فإذا دكّرته بلا إله إلّا الله انجلى.وروي عنه أيضاً:ما من مؤمن إلّا ولقلبه أذنان في جوفه:أذن ينفث فيها الوسواس الخنّاس,وأذن ينفخ فيها الملك فيؤيّد الله تعالى المؤمن وذلك قولهأيّدهم بروح من).
ذُكر في الكافي أن ابن عيينه سأل الإمام الصادق(ع) عن معنى الآية الشريفةإلّا من أتى الله بقلب سليم),قال له:القلب السليم الذي يلقى ربّه.
وليس فيه أحد سواه,وقال:كلّ قلب فيه شرك أو شك فهو ساقط,وإنما أراد الزهد في الدنيا لتفرّغ قلوبهم للآخرة.
وجاء في حديث آخر:القلوب أربعة,قلب فيه نفاق وإيمان إذا أدركه الموت وصاحبه على نفاقه هلك,وإن أدركه على إيمانه نجا وقلب منكوس وهو قلب المشرك وقلب مطبوع وهو قلب المنافق وقلب أزهر أجرد وهو قلب المؤمن كهيئة السراج إن أعطاه الله شكر وإن ابتلاه صبر.