وصى سيدنا الإمام علي ابنه الحسين- عليهما السلام- قائلا : ـ
يا بني .أوصيك بتقوى الله عز وجل في الغيب والشهادة ،وكلمة الحق في الرضى والغضب ، والقصد في الغنى والفقر ، والعدل في الصديق والعدو، والعمل في النشاط والكسل ، والرضا عن الله تعالى في الشدة والرخاء .
يا بني: ـ ما شر بعده الجنة بشر ، ولا خير بعده النار عافية .
اعلم يا بني. أن من أبصر عيب نفسه شغل عن غيره، ومن تعرى من لباس التقوى لم يستتر بشئ من اللباس أبدا ، ومن رضي بقسم الله تعالى لم يحزن على ما فاته ، ومن سل سيف البغي قتل به ، ومن حفر حفرة بئرا لأخيه وقع فيها ، ومن هتك حجاب غيره انكشفت عورات بيته ، ومن نسي خطيئته استعظم خطيئة غيره ، ومن كابد الأمور عطب ، ومن اقتحم الغمرات غرق ، ومن أعجب برأيه ضل ، ومن استغنى بعقله زل ، ومن تكبر على الناس ذل ، ومن سفه عليهم شتم ، ومن دخل مداخل السوء اتهم ، ومن خالط الأنذال حقر ، ومن جالس العلماء وقر ، ومن مزح استخف به ، ومن أكثر من شئ عرف به ، ومن كثر كلامه كثر خطؤه ، ومن كثر خطؤه قل حياؤه ، ومن قل حياؤه قل ورعه ،ومن قل ورعه مات قلبه ، ومن مات قلبه دخل النار..