بسم الله وبالله والصلاةُ والسلامُ على رسوله وآله أجمعين ..
من كلام الإمام الخامنئي ( دام ظِلُّه ) عن نتائج حركة النبوّة :
إنّ الطرق الذي يدعو الأنبياء الناس إليه هو طريقٌ طبيعيٌّ ومنسجم مع فِطرة الإنسان ، وحركة الناس في هذا الطرق حركة طبيعيّة , ولهذا فإنّها تتُم بسرعة وسهولة .
أمّا الأنظمة الجائرة والجاهليّة التي تُبعِدُ الناس عن هذا الطرق فهي مُخالفة لطبيعة الإنسان وفِطرته , ولهذا فهي غيرُ مستقِرّةً ومحكومة بالزوال .
ومن هنا يُمكن معرِفة نتائج حركة الأنبياء والنبوّات , فخلافاً للنظريّةِ السطحيّةِ والساذجة ، لم تكُن حركة الأنبياء فاشلة ، وبالتاي لم يعترِها الباطل ، بل كانت تُحقق النجاح والانتصارات ، ويهدون الشعوب في مسيرتهم ، وسوف يبقى هذا حتّى نهاية العالم .
وكُل واحد من حاملي رسالة الحق قد تقدّم بالبشريّةِ عِبر التاريخ الممتدّ للتاريخ , وقد يسّروا سير الإنسانيّةِ نحو الهدف نحو الهدف الأساس للخلقة ، وهو الوصول إلى السموِّ والتكامل .
ونتيجة ذلك . صارت البشريّة في هذه المرحلة التاريخيّة اقرب إلى أهداف الأنبياء على أثر الوعي الذي هو من ثمار دعوة الأنبياء أيضاً وبعد العمر المديد الذي عاشته .
وسوف تستمر هذه المسيرة الطبيعيّة إلى ذلك اليوم الذي تتقدّم فيه بآخر خطوة على يدِ آخر الحُجج الإلهيين نحو التربية والرُشد وتطوي طريق التكامل والعلو الذي لا انتهاء له بسرعة اكبر من الأوقاتِ والأزمنة .
النقطة المهمّة جدّاً هنا ، هي أنّ الانتصارات والتوفيقات المرحليّة كانت وليدةَ عاملينِ مصيرين : الإيمان والصبر . وكُل الهزائم التي حصلت أثناء هذا المسير كانت نتيجة افتقادها هذين العاملين .
مختصر الكلام هنا حول خاتمة النبوّات ، هو أنّ دعوة الأنبياء عبر مراحل التاريخ وفصوله ، كلما كانت مصاحبة بالإيمان والصبر الكاملين منهم ومن أتباعهم ، كان نصيبها النصر والفلاح .
والتوفيق في إيجاد المجتمع الصالح والنظام المطلوب وتحطيم الأنظمةِ الجاهليّة .
أسألكم الدعاء ، تحيّة وتقدير والسلامُ عليكُم .