بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة السلام على أشرف خلق الله سيدنا محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين .
السلام عليكم . . .
هذه الكلمات أكتبها لنفسي . . وإخواني وأحبائي . . ليُذكّروني بها بعد أن قسى قلبي وقبل أن يُنادي المنادي
{ لقد كنتَ في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد }
عندما يلتزم الانسان بأحكام الله تعالى يفرح فرحاً شديداً بهذه النعمة الكبيرة التي أنزلت
عليه وهو يطمع وهذا احساس طبيعي أن يرتفع بايمانه إلى درجات سامية ومراتب عالية فيتعب
في طلب ذلك بالطرق التي يراها مناسبة { فأولئك كان سعيهم مشكوراً }
ثم وبعد فترة من الزمان الذي كان يظنّ كفايته للوصول إلى المأمول . . نجد أن ضعفاً
أصابه ووهناً أخذ يداخله . . لكنّ الأكثرية لا تأبه لذلك . . { وكانوا عنها غافلين }
وتزداد علامات الضعف مع الزمن تماماً كأي مرض يُترك أو يُهمل . . وصاحبنا منصرف عن معالجة
نفسه وإسعافها .
إمّا لاغتراره ببعض أعماله وعباداته وهو يحسب أنّه يُحسن صُنعاً
وإمّا ((سكراً)) واستكانة لمدح الناس له وإعجابهم به (( ذاك حيث تسكرون من غير شراب بل
من النعمة والنّعيم ))
وإمّا لاستخفافه بحالته { وتحسبونه هيّناً وهو عند الله عظيم }
وإمّا لانشغاله عمّا هو أهم ! ! !
وإمّا لضعف همّته وشهامته { ما لكم إذا قيل لكم انفِروا في سبيل الله اثّاقلتم إلى الأرض }
وإمّا لاستغراقه في اللّهث وراء الجاه والمال والسلطان . . مع أنّ الله جلّ جلاله مدح الذين {
لا يريدون عُلُواً في الأرض ولا فساداً }
وإمّا لاغتراره بطول أمله وبُعد أجله .
وإمَّا لتعلُّق قلبه بذنب أو معصية استحوذت على قلبه فأَنْسته ذكر الله.
وأيَّاً كان السبب أو كانت الحال: فالإيمان يضعف، والعمر يمضي، والأجل يُسرع و(اقترب للنَّاس
حسابهم وهم في غفلة مُعْرضون).
وكُلَّما تُركت هذه الحالة وأُهملت، تـأصَّلت واستَفْحلت... حتى يغلب السواد على البياض، فلا
يُفلحُ بعدها أبداً، والعياذ بالله جلَّ ثناؤه.
لا يُفلحُ لأنَّه(ران على قلوبهم ما كانوا يكسِبون)
فمن الأخطاء العظيمة عند أهل الإيمان أن يظنّوا، أنَّ الزمن والوقت كفيلان لحفظ الالتزام،
فيقلّ البلاء، وتضعف المراقبة، وتُهمل المحاسبة... بشبهة أمن الطريق!
وهذا مخالف لصريح مفاهيم الإسلام وقواعده المعروفة، في أنَّ البـلاء يكبر مع الإيمان،
والامتحان يعظم مع الزمن...
بـل تتنـوَّع الاغراءات والشُّبهات والشهوات بأشكال ومستويات وطرق... لم تكن لتخطر على
البال.
ولا مبالغة في وصف ذلك: بعد أن ظهر للعيان، وقامت التجربة بالبرهان.
ولبراءة الذمَّة لا بد من القول:
إنَّ الخطورة تعظم مع تقدم العمر... وكِبَر الإيمان.
وقد رأينا حولنا قوماً من الكبار قد أذهلهم الخوف، وأضناهم الحذر، حفاظاً على إيمانهم.
اللهم إنَّا نعوذُ بك من العديلة عند الموت.
ربِّ:
قد أوْدعتُك يقيني وثباتَ ديني، وأنت خيرُ مستودع، وقد أمرتنا بحفظ الودائع، فرُدَّه عليَّ وقت
حضور موتي، وثبِّتْ قلبي على دينك... حيث نُقل عن نبيِّك(ص):
"وقلبُ المؤمن أشدُّ تقلُّباً من القدْر في غليانها".
وهذا الخوف والحذر من أهل الإيمان ليس مستهجناً.. بل المسهجن عدمه، فهم: (يخافون يوماً
تتقلَّب فيه القلوبُ والأبصار).
وإنَّ من أحبِّ عباد الله اليه، عبداً، أعانه الله على نفسه، فاستشعر الحُزْن، قد خلع
سرابيلَ الشهوات، وتخلّي من الهموم إلا هماً واحداً انفرد به، فخرج من صفة العمى، ومشاركة
أهل الهوى، وصار من مفاتيح أبواب الهدى، ومغاليق أبواب الرَّدى... يقول فيُفْهمُ، ويسكُتُ
فيَسْلم، قد أخلص لله فاستَخْلَصَه، فهو من معادن دينه، وأوتاد أرضه، قد ألزم نفسه العدل،
فكان أوَّل عدلِهِ نفيُ الهوى عن نفسه".
فعلى كل مسلم يُؤمن بالله واليوم الآخر:
1
- أن يُداوم المحاسبة والمراقبة طوال عمره، طال أو قصر.
2
- - وأن لا يتـَّكل في ذلك أحدٍٍ من الآدميين.
3
- وأن يعلم أنَّ جهاده الأكبر، جهادَ النَّفس التي بين جنبيه لا يتوقّف ما دامت
موجودة، وفيه عرق ينبض. لأنَّ( النَّفس لأمَّارة بالسوء إلا ما رحم ربّي).
4
- وأنَّ الخطر عليه يزداد كلَّما ازداد مالُهُ أو جاهه أو سُمْعته أو زاد ألسنة الناس
ذكره، أو مدحُه... أو علا سلطانُه وأُبَّهتُهُ.
5
- أن يتواضع لِمَن أمْحَضَهُ النصيحة ولِمَن أخلَصَهُ العلم.
6
- ان يشكر شكراً حقيقياً وجدِّياً مَنْ حذَّره على عيبٍ من عيوبه.
7
- وبتعبير آخر:
8
- أن لا يقرأ عن سُنَّة أو فضيلة أو نصيحة... إلاّ أخذ بها وضمَّها إلى كنوزه الإلهية
وتزوَّد بها لآخرته.
9
- وقبل كل هذا، وخلاله، وبعده... أن يستعين بالله جلَّ ثناؤه، وهو مؤمنٌ
أنَّه أرأف من الأم بولدها(ومنْ يتوكَّل على الله فهو حَسْبُهُ) (ومن يُؤمنْ بالله يهدِ قلبه) ( ولا
تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم).
10
- فما هي أسباب ضعف الإيمان؟
11
- وما هي مظاهر وعلامات ذلك؟
12
- وكيف يكون العلاج؟
إن شاء الله نتابع الأجوبة على كل هذه الأسئلة . .
اللهم صل على محمـــــد وآل محمــــد وعجل لوليّهم الفــــــرج
[b]
السلام عليكم . . .
هذه الكلمات أكتبها لنفسي . . وإخواني وأحبائي . . ليُذكّروني بها بعد أن قسى قلبي وقبل أن يُنادي المنادي
{ لقد كنتَ في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد }
عندما يلتزم الانسان بأحكام الله تعالى يفرح فرحاً شديداً بهذه النعمة الكبيرة التي أنزلت
عليه وهو يطمع وهذا احساس طبيعي أن يرتفع بايمانه إلى درجات سامية ومراتب عالية فيتعب
في طلب ذلك بالطرق التي يراها مناسبة { فأولئك كان سعيهم مشكوراً }
ثم وبعد فترة من الزمان الذي كان يظنّ كفايته للوصول إلى المأمول . . نجد أن ضعفاً
أصابه ووهناً أخذ يداخله . . لكنّ الأكثرية لا تأبه لذلك . . { وكانوا عنها غافلين }
وتزداد علامات الضعف مع الزمن تماماً كأي مرض يُترك أو يُهمل . . وصاحبنا منصرف عن معالجة
نفسه وإسعافها .
إمّا لاغتراره ببعض أعماله وعباداته وهو يحسب أنّه يُحسن صُنعاً
وإمّا ((سكراً)) واستكانة لمدح الناس له وإعجابهم به (( ذاك حيث تسكرون من غير شراب بل
من النعمة والنّعيم ))
وإمّا لاستخفافه بحالته { وتحسبونه هيّناً وهو عند الله عظيم }
وإمّا لانشغاله عمّا هو أهم ! ! !
وإمّا لضعف همّته وشهامته { ما لكم إذا قيل لكم انفِروا في سبيل الله اثّاقلتم إلى الأرض }
وإمّا لاستغراقه في اللّهث وراء الجاه والمال والسلطان . . مع أنّ الله جلّ جلاله مدح الذين {
لا يريدون عُلُواً في الأرض ولا فساداً }
وإمّا لاغتراره بطول أمله وبُعد أجله .
وإمَّا لتعلُّق قلبه بذنب أو معصية استحوذت على قلبه فأَنْسته ذكر الله.
وأيَّاً كان السبب أو كانت الحال: فالإيمان يضعف، والعمر يمضي، والأجل يُسرع و(اقترب للنَّاس
حسابهم وهم في غفلة مُعْرضون).
وكُلَّما تُركت هذه الحالة وأُهملت، تـأصَّلت واستَفْحلت... حتى يغلب السواد على البياض، فلا
يُفلحُ بعدها أبداً، والعياذ بالله جلَّ ثناؤه.
لا يُفلحُ لأنَّه(ران على قلوبهم ما كانوا يكسِبون)
فمن الأخطاء العظيمة عند أهل الإيمان أن يظنّوا، أنَّ الزمن والوقت كفيلان لحفظ الالتزام،
فيقلّ البلاء، وتضعف المراقبة، وتُهمل المحاسبة... بشبهة أمن الطريق!
وهذا مخالف لصريح مفاهيم الإسلام وقواعده المعروفة، في أنَّ البـلاء يكبر مع الإيمان،
والامتحان يعظم مع الزمن...
بـل تتنـوَّع الاغراءات والشُّبهات والشهوات بأشكال ومستويات وطرق... لم تكن لتخطر على
البال.
ولا مبالغة في وصف ذلك: بعد أن ظهر للعيان، وقامت التجربة بالبرهان.
ولبراءة الذمَّة لا بد من القول:
إنَّ الخطورة تعظم مع تقدم العمر... وكِبَر الإيمان.
وقد رأينا حولنا قوماً من الكبار قد أذهلهم الخوف، وأضناهم الحذر، حفاظاً على إيمانهم.
اللهم إنَّا نعوذُ بك من العديلة عند الموت.
ربِّ:
قد أوْدعتُك يقيني وثباتَ ديني، وأنت خيرُ مستودع، وقد أمرتنا بحفظ الودائع، فرُدَّه عليَّ وقت
حضور موتي، وثبِّتْ قلبي على دينك... حيث نُقل عن نبيِّك(ص):
"وقلبُ المؤمن أشدُّ تقلُّباً من القدْر في غليانها".
وهذا الخوف والحذر من أهل الإيمان ليس مستهجناً.. بل المسهجن عدمه، فهم: (يخافون يوماً
تتقلَّب فيه القلوبُ والأبصار).
وإنَّ من أحبِّ عباد الله اليه، عبداً، أعانه الله على نفسه، فاستشعر الحُزْن، قد خلع
سرابيلَ الشهوات، وتخلّي من الهموم إلا هماً واحداً انفرد به، فخرج من صفة العمى، ومشاركة
أهل الهوى، وصار من مفاتيح أبواب الهدى، ومغاليق أبواب الرَّدى... يقول فيُفْهمُ، ويسكُتُ
فيَسْلم، قد أخلص لله فاستَخْلَصَه، فهو من معادن دينه، وأوتاد أرضه، قد ألزم نفسه العدل،
فكان أوَّل عدلِهِ نفيُ الهوى عن نفسه".
فعلى كل مسلم يُؤمن بالله واليوم الآخر:
1
- أن يُداوم المحاسبة والمراقبة طوال عمره، طال أو قصر.
2
- - وأن لا يتـَّكل في ذلك أحدٍٍ من الآدميين.
3
- وأن يعلم أنَّ جهاده الأكبر، جهادَ النَّفس التي بين جنبيه لا يتوقّف ما دامت
موجودة، وفيه عرق ينبض. لأنَّ( النَّفس لأمَّارة بالسوء إلا ما رحم ربّي).
4
- وأنَّ الخطر عليه يزداد كلَّما ازداد مالُهُ أو جاهه أو سُمْعته أو زاد ألسنة الناس
ذكره، أو مدحُه... أو علا سلطانُه وأُبَّهتُهُ.
5
- أن يتواضع لِمَن أمْحَضَهُ النصيحة ولِمَن أخلَصَهُ العلم.
6
- ان يشكر شكراً حقيقياً وجدِّياً مَنْ حذَّره على عيبٍ من عيوبه.
7
- وبتعبير آخر:
8
- أن لا يقرأ عن سُنَّة أو فضيلة أو نصيحة... إلاّ أخذ بها وضمَّها إلى كنوزه الإلهية
وتزوَّد بها لآخرته.
9
- وقبل كل هذا، وخلاله، وبعده... أن يستعين بالله جلَّ ثناؤه، وهو مؤمنٌ
أنَّه أرأف من الأم بولدها(ومنْ يتوكَّل على الله فهو حَسْبُهُ) (ومن يُؤمنْ بالله يهدِ قلبه) ( ولا
تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم).
10
- فما هي أسباب ضعف الإيمان؟
11
- وما هي مظاهر وعلامات ذلك؟
12
- وكيف يكون العلاج؟
إن شاء الله نتابع الأجوبة على كل هذه الأسئلة . .
اللهم صل على محمـــــد وآل محمــــد وعجل لوليّهم الفــــــرج
[b]