لم يكن مخترعو الهواتف الذكية يتصورون أن هذه الاجهزة ستتحول الى "نقمة" إجتماعية بسبب سوء إستخدامها من قبل البعض، لتتحول معهم الى وسيلة لـ"طق الحنك".
لقد أراد مخترعو هذه الأجهزة أن يقدموا تقنية متطورة الى فئة معينة من رجال الأعمال والمسؤولين تسمح لهم بسبب طبيعة أعمالهم بأن يكونوا على إتصال دائم بالإنترنت يتلقون من خلالها الرسائل العاجلة ويطّلعون على بريدهم الالكتروني بشكل دائم، ولكن كيف أصبحت هذه التقنية بين أيدي الشباب اللبناني؟؟؟
حالة من الادمان الفعلي
هل حاولت أن تنتزع جهاز "البلاكبيري" أو "الآي فون" من بين يدي أحد مستخدميه؟ إن لم تجرب، عليك المحاولة لتكتشف ما المقصود بحالة الإدمان على الهواتف الذكية، إذ سترى حالة من الإرباك والضياع وكأنك أنتزعت طفلاً من بين يدي أمه، أو كما لو أنك أخفيت مخدرات عن مدمن.
وتشير الدراسات التي يقوم بها الدكتور كريستست ديري من جامعة سيدني إلى أنّ كل الظواهر تدل على وجود "إدمان فعلي" على هذه الاجهزة تماما كالإدمان على المواد المخدرة، فلا يستطيع مستعمله الفكاك منها أو التخلي عنها، وإن اجبر يمر بمرحلة ضيق تماما مثل حالة المدمن، إذا امتنع عن المخدر.
ولكن ماذا يقول مستخدموه؟
في المنزل والمقهى، في المدرسة والجامعة، في كل مكان تتواجد فيه ستسمع صوت "رنين" بات معروفاً لدى الجميع، إنه "البلاكبيري".
يقول بعض مستخدميه أنه وسيلة تساعدهم في التواصل مع اصدقاء لا يلتقون بهم بشكل دائم، وبالتالي فهم يعتبرون أنه وسيلة أسهمت بحل مشكلة إجتماعية كبيرة في مجتمعنا الا وهي الاغتراب.
لكنّ البعض الآخر لا يستخدمه إلا للتسلية أو ما يعرف بـ"طق الحنق"، وهم يعترفون أنهم عملياً ليسوا بحاجة الى هذه التقنية ولكنها أصبحت "موضة"، الكل يحمل "البلاكبيري" و"الأي فون" فلماذا لا ندخل هذا العالم!!!!
يشير محمد الى أن "هذا الجهاز أصبح جزءاً من حياته اليومية لأنه اداة للتواصل مع اصدقائه"، ويلفت إلى أن "جميع اصدقائه أصبح لديهم الجهاز ونتبادل الاخبار والاحاديث عبره".
يعترف محمد بأنه "يواجه العديد من الانتقادات من وراء الانشغال الدائم به"، ويشير الى أنه "يسمع الكثير من الكلام عن أن تصرفاته تعبّر عن عدم احترام للموجودين معه"، ويلفت الى أنه "عندما لا يكون الجهاز الى جانبه يشعر بأن هناك شيئاً ما غير صحيح".
أما رانيا فهي تعتبر أن هذا الجهاز "أصبح أمراً مهماً جداً هذه الايام وهو يسهّل الكثير من الأمور ويسمح لنا بالتواجد الدائم على شبكة الانترنت"، وتضيف: "هو مسلٍ جداً ولم يعد لدي وقت فراغ".
رانيا تشير الى أنها "تتعرض الى انتقادات ايضاً من قبل اصدقائها بسبب الاستعمال الدائم للجهاز"، لكنها تشير الى أنها ايضاً توجه نفس الانتقادات الى اصدقائها من مستخدميه.
وهي تعترف بأنه مصدر الهاء لها عن الكثير من الأمور المهمة، وتلفت الى أنها تعمل جاهدةً لكي لا تتعلق به بشكل دائم عبر تركه من وقت لآخر.
هذا ما يقوله مستخدمو الهواتف الذكية عن انفسهم وعن الجهاز، ولكن ماذا يقول المحيطون بهم عنهم،، وهم الذين على ما يبدو يعانون كثيراً من تصرفات أصدقائهم.
"مزعجون" يبحثون عن "الترف" و"الموضة"
هو "ترف" و"تسابق في المظاهر"، بهذه العبارة يصف فادي مستخدمي "الهواتف الذكية"، ويرى أنه "دليل إضافي على طبيعة مجتمعنا الاستهلاكي والذي يهتم بالمظاهر أكثر من أي شيء أخر"، ويضع هذه "الموضة" في إطار "التسابق بين المواطنين على إقتناء أفخم السيارات والمنازل والملابس حتى ولو كان كل ذلك بالدَّين ويفوق قدرتهم المالية".
أما سامر، فيعتبر أن "هذه "الموضة" أسهمت في "تسخيف" الحياة وحوّلتها الى "مضيعة" للوقت، فلم يعد الشباب يهتمون بقضايا مجتمعهم وهي لم تعد تعنيهم، فحياتهم أصبحت مع هذا الجهاز الذي أصبح هو "الصديق والأم والأب والحبيب".
عباس، من جهته، يعتبر أن اصدقاءه "من مستخدمي الهواتف الذكية" باتوا "مزعجين" و"لا يحترمون اصدقاءهم عندما يجتمعون لتمضية الوقت معاً"، ويشير الى أنه "يضطر لينزع الجهاز من بين أيديهم في الكثير من الأحيان"، ويلفت الى أنه "ليس من المنطقي أن تحدث شخصاً هو في عالم آخر وتضطر لتعيد له الحديث أكثر من مرة لكي يركز معك"، ويضيف: "في بعض الأحيان يكون هناك شخصان معنا على نفس الطاولة ويتواصلان مع بعضهما بواسطة البلاكبيري وهنا تكون المشكلة كبيرة، ويعتقد الاخرون أنهما يتكلمان عنهم"
.
هي مشكلة إجتماعية سيُكتب الكثير عنها، ورغم الكثير من الإنتقادات التي يواجهها مستخدمو هذه الاجهزة سيكون على الجميع الإلتحاق بهم عاجلا أم أجلاً، فاليوم نعيش عصر "الهواتف الذكية"، لكن المطلوب أن يضع كل فرد منا حدوداّ لهذه الأجهزة لكي لا يصبح عبداً لها.
منقول من موقع النشرة
لقد أراد مخترعو هذه الأجهزة أن يقدموا تقنية متطورة الى فئة معينة من رجال الأعمال والمسؤولين تسمح لهم بسبب طبيعة أعمالهم بأن يكونوا على إتصال دائم بالإنترنت يتلقون من خلالها الرسائل العاجلة ويطّلعون على بريدهم الالكتروني بشكل دائم، ولكن كيف أصبحت هذه التقنية بين أيدي الشباب اللبناني؟؟؟
حالة من الادمان الفعلي
هل حاولت أن تنتزع جهاز "البلاكبيري" أو "الآي فون" من بين يدي أحد مستخدميه؟ إن لم تجرب، عليك المحاولة لتكتشف ما المقصود بحالة الإدمان على الهواتف الذكية، إذ سترى حالة من الإرباك والضياع وكأنك أنتزعت طفلاً من بين يدي أمه، أو كما لو أنك أخفيت مخدرات عن مدمن.
وتشير الدراسات التي يقوم بها الدكتور كريستست ديري من جامعة سيدني إلى أنّ كل الظواهر تدل على وجود "إدمان فعلي" على هذه الاجهزة تماما كالإدمان على المواد المخدرة، فلا يستطيع مستعمله الفكاك منها أو التخلي عنها، وإن اجبر يمر بمرحلة ضيق تماما مثل حالة المدمن، إذا امتنع عن المخدر.
ولكن ماذا يقول مستخدموه؟
في المنزل والمقهى، في المدرسة والجامعة، في كل مكان تتواجد فيه ستسمع صوت "رنين" بات معروفاً لدى الجميع، إنه "البلاكبيري".
يقول بعض مستخدميه أنه وسيلة تساعدهم في التواصل مع اصدقاء لا يلتقون بهم بشكل دائم، وبالتالي فهم يعتبرون أنه وسيلة أسهمت بحل مشكلة إجتماعية كبيرة في مجتمعنا الا وهي الاغتراب.
لكنّ البعض الآخر لا يستخدمه إلا للتسلية أو ما يعرف بـ"طق الحنق"، وهم يعترفون أنهم عملياً ليسوا بحاجة الى هذه التقنية ولكنها أصبحت "موضة"، الكل يحمل "البلاكبيري" و"الأي فون" فلماذا لا ندخل هذا العالم!!!!
يشير محمد الى أن "هذا الجهاز أصبح جزءاً من حياته اليومية لأنه اداة للتواصل مع اصدقائه"، ويلفت إلى أن "جميع اصدقائه أصبح لديهم الجهاز ونتبادل الاخبار والاحاديث عبره".
يعترف محمد بأنه "يواجه العديد من الانتقادات من وراء الانشغال الدائم به"، ويشير الى أنه "يسمع الكثير من الكلام عن أن تصرفاته تعبّر عن عدم احترام للموجودين معه"، ويلفت الى أنه "عندما لا يكون الجهاز الى جانبه يشعر بأن هناك شيئاً ما غير صحيح".
أما رانيا فهي تعتبر أن هذا الجهاز "أصبح أمراً مهماً جداً هذه الايام وهو يسهّل الكثير من الأمور ويسمح لنا بالتواجد الدائم على شبكة الانترنت"، وتضيف: "هو مسلٍ جداً ولم يعد لدي وقت فراغ".
رانيا تشير الى أنها "تتعرض الى انتقادات ايضاً من قبل اصدقائها بسبب الاستعمال الدائم للجهاز"، لكنها تشير الى أنها ايضاً توجه نفس الانتقادات الى اصدقائها من مستخدميه.
وهي تعترف بأنه مصدر الهاء لها عن الكثير من الأمور المهمة، وتلفت الى أنها تعمل جاهدةً لكي لا تتعلق به بشكل دائم عبر تركه من وقت لآخر.
هذا ما يقوله مستخدمو الهواتف الذكية عن انفسهم وعن الجهاز، ولكن ماذا يقول المحيطون بهم عنهم،، وهم الذين على ما يبدو يعانون كثيراً من تصرفات أصدقائهم.
"مزعجون" يبحثون عن "الترف" و"الموضة"
هو "ترف" و"تسابق في المظاهر"، بهذه العبارة يصف فادي مستخدمي "الهواتف الذكية"، ويرى أنه "دليل إضافي على طبيعة مجتمعنا الاستهلاكي والذي يهتم بالمظاهر أكثر من أي شيء أخر"، ويضع هذه "الموضة" في إطار "التسابق بين المواطنين على إقتناء أفخم السيارات والمنازل والملابس حتى ولو كان كل ذلك بالدَّين ويفوق قدرتهم المالية".
أما سامر، فيعتبر أن "هذه "الموضة" أسهمت في "تسخيف" الحياة وحوّلتها الى "مضيعة" للوقت، فلم يعد الشباب يهتمون بقضايا مجتمعهم وهي لم تعد تعنيهم، فحياتهم أصبحت مع هذا الجهاز الذي أصبح هو "الصديق والأم والأب والحبيب".
عباس، من جهته، يعتبر أن اصدقاءه "من مستخدمي الهواتف الذكية" باتوا "مزعجين" و"لا يحترمون اصدقاءهم عندما يجتمعون لتمضية الوقت معاً"، ويشير الى أنه "يضطر لينزع الجهاز من بين أيديهم في الكثير من الأحيان"، ويلفت الى أنه "ليس من المنطقي أن تحدث شخصاً هو في عالم آخر وتضطر لتعيد له الحديث أكثر من مرة لكي يركز معك"، ويضيف: "في بعض الأحيان يكون هناك شخصان معنا على نفس الطاولة ويتواصلان مع بعضهما بواسطة البلاكبيري وهنا تكون المشكلة كبيرة، ويعتقد الاخرون أنهما يتكلمان عنهم"
.
هي مشكلة إجتماعية سيُكتب الكثير عنها، ورغم الكثير من الإنتقادات التي يواجهها مستخدمو هذه الاجهزة سيكون على الجميع الإلتحاق بهم عاجلا أم أجلاً، فاليوم نعيش عصر "الهواتف الذكية"، لكن المطلوب أن يضع كل فرد منا حدوداّ لهذه الأجهزة لكي لا يصبح عبداً لها.
منقول من موقع النشرة