بسم الله الرحمن الرحيم
اللهمّ صلّي على محمّد وآلِ محمّد وعجِّل فرجهُم
۩ والليل إذا يغشى والنّهار إذا تجلّى ۞ وما خلق الذكر والأنثى ۞ إنّ سعيكُم لشتّى... ۩ الليل / 3.
القرآن الكريم ينتخب في تقديم الحل للمشكلات الاجتماعية أقرب الطرق إلى الأذهان.
ف الله سبحانه وتعالى يرفُض السير في الأنفاق الغامضة في مخاطبة النّاس ، ويمشي في الطريق الواضح إلى الهدف ، حتّى تدخُل آياته القلوب كما تدخل المياه العذبة الحقول الطيّبة .
الله عزّ وجل يطرح في هذه الآيات قضيّة اجتماعيّة مُختلفٌ فيها مع قضيّة طبيعيّة متفقٌ عليها.
فالليل والنّهار ظاهرتان طبيعيتان يتفق النّاس على أنّ وظيفة الليل تختلف عن وظيفة النّهار، ويتفق النّاس أيضاً على أنّه يستحيلُ المساواة بينهما في الوظيفة.
أمّا الذكر والأنثى فهناك الكثير من الاختلاف حول أنّ المرأة مسلوبة الحقوق، و أنّ الرجل له الأفضليّة.
وهذا الاختلاف ناشئ في أنّ الناس يتفقون على تصديق القوانين الكونيّة وذلك لأنّهم لا يستطيعون مخالفتها في حين أنّهم يختلفون على الأنظمة الاجتماعيّة بسبب قدرتهم على مخالفتها.
فنحن نرى أنّ البشريّة جمعاء تؤمن بالقوانين الكونيّة وأمّا بالنسبةِ للقوانين الشرعيّة فهم على الأغلب لا يؤمنون بها إلّا قليلاً .
فالكُلُّ يعتقد بأنّ القوانين الرياضيّة والكيميائيّة والفيزيائيّة والبيولوجيّة سننٌ كونيّة ثابتة ، وليس في الإمكان الخروج عليها .
فالأمريكان والروس يختلفون في العقيدةِ ومناهجها، لكنّهم يجتمعون في الطبيعةِ وقوانينها، فهل وجدنا رياضيات أو فيزياء أمريكيّا وأخرى روسيّا مثلاً ؟!
الآن إذا عدنا قليلاً إلى الآيات التالية:
۩ والليل إذا يغشى والنّهار إذا تجلّى ۞ وما خلق الذكر والأنثى ۞ إنّ سعيكُم لشتّى... ۩ الليل / 3.
نرى أنّه من الزمن تفرّع الليل والنّهار ومن الإنسان تفرّع الذكر والأنثى.
وانقسام الشيء يدل على تعدد الوظائف .. وإلّا فلو كانت الوظيفةُ واحدة لما كان هناك دافعٌ للانقسام.
ف القرآن يحدّثنا :
۩ قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون .. ۩ القصص / 71.
وفي آيةٍ ثانية :
۩ قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه ، أفلا تبصرون .. ۩ القصص / 72.
وهنا نلاحظ أنّ الله تعالى عندما ذكر سرمديّة الليل قال بعدها مباشرةً ۩ أفلا تسمعون ۩ في حين أنّه تعالى عندما ذكر سرمديّة النهار قال بعدها ۩ أفلا تبصرون ۩.. فواضح لدى الجميع أنّ حاسة السمع لا تتعطّل خلال النوم بخلاف حاسة البصر فإنّه تتعطّل عن العمل خلال النوم.
وفي آيات أخرى ۩ ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ۩ القصص / 73.
فالسكن يعود إلى الليل وابتغاء الفضل يعود إلى النّهار .
فما أريد أن أقوله هو أن هناك وظيفتين.. واحدة خاصة بالنهار وأخرى خاصة بالليل.. وعليه فليس بالإمكان أن نفضِّل الليل على النّهار وكذلك لا يمكننا تفضيل الرجل على المرأة .
فعلى سبيل المثال: الحديد أقوى من الماء فهل هذا يعني أنّ الحديد أفضل من الماء ؟! .
۩ للرجال عليهّنّ درجة .. ۩ البقرة / 228.
۩ الرجال قوّامون على النساء ۩ النساء / 34 .
وقد استحقّ الرجل هذه الدرجة وهذه القيمومة لأنّه الأقدر والأقوى على تحمُّل أعباء الأسرة ينشر عليهم الرحمة والمودّة والخير ، ويوفِّر لهم الطعام بكدّه وسعيه ، خلاف ما يفهمه البعض بأنّ الدرجة والقيمومة تعني الأفضلية وتعني ظلم المرأة والتعامل معها على أساس إنها سلعة منزليّة .
ف الإسلام لم يترك الرجل قائماً على أهله من دون أن يضع له منهاجاً يتقيّد به، ولم يأمره بتجاوز الحدود وإنّما جعله قيّماً بعدله وحكته في تصرفاته مع أسرته وداخل بيته.
وفي حين قرأتنا لنهج البلاغة فإننا نقرأ للإمام علي (ع) «... إنّ النساء نواقص العقول ... «
لكن هذا لا يعني أنّ عقل المرأة يختلف عن عقل الرجل ، وإنّما معناه أنّ العاطفة عند المرأة تتغلّب على العقل في أكثر الأحيان عند المرأة بسبب التقلبات النفسيّة الطارئة ..
أمّا من ناحية المساواة
المساواة لها اتجاهين :
1 – المساواة في الطبيعة والخلقة .
2 – المساواة في العقيدة .
المساواة في الطبيعة والخلقة .. مرفوضة لأننا لا نستطيع أن نوحِّد بين الوظائف البيولوجيّة عند الذكر والأنثى ، فكل واحد من الرجل والمرأة له دورٌ معيّن حتّى تستمر الطبيعة البشريّة تماماً ..
المساواة في العقيدة .. فلا مانع في ذلك إذ إنّ العقيدة الإسلاميّة تخاطب الجميع من ذكرٍ وأنثى حتّى الواجبات والمحرّمات فإنّها قد وضعت للجميع وليس لبعضٍ دون بعض.
تحيّة وتقدير للجميع.. السلام عليكم.. لا تنسوني من صالح دعائكم.
اللهمّ صلّي على محمّد وآلِ محمّد وعجِّل فرجهُم
۩ والليل إذا يغشى والنّهار إذا تجلّى ۞ وما خلق الذكر والأنثى ۞ إنّ سعيكُم لشتّى... ۩ الليل / 3.
القرآن الكريم ينتخب في تقديم الحل للمشكلات الاجتماعية أقرب الطرق إلى الأذهان.
ف الله سبحانه وتعالى يرفُض السير في الأنفاق الغامضة في مخاطبة النّاس ، ويمشي في الطريق الواضح إلى الهدف ، حتّى تدخُل آياته القلوب كما تدخل المياه العذبة الحقول الطيّبة .
الله عزّ وجل يطرح في هذه الآيات قضيّة اجتماعيّة مُختلفٌ فيها مع قضيّة طبيعيّة متفقٌ عليها.
فالليل والنّهار ظاهرتان طبيعيتان يتفق النّاس على أنّ وظيفة الليل تختلف عن وظيفة النّهار، ويتفق النّاس أيضاً على أنّه يستحيلُ المساواة بينهما في الوظيفة.
أمّا الذكر والأنثى فهناك الكثير من الاختلاف حول أنّ المرأة مسلوبة الحقوق، و أنّ الرجل له الأفضليّة.
وهذا الاختلاف ناشئ في أنّ الناس يتفقون على تصديق القوانين الكونيّة وذلك لأنّهم لا يستطيعون مخالفتها في حين أنّهم يختلفون على الأنظمة الاجتماعيّة بسبب قدرتهم على مخالفتها.
فنحن نرى أنّ البشريّة جمعاء تؤمن بالقوانين الكونيّة وأمّا بالنسبةِ للقوانين الشرعيّة فهم على الأغلب لا يؤمنون بها إلّا قليلاً .
فالكُلُّ يعتقد بأنّ القوانين الرياضيّة والكيميائيّة والفيزيائيّة والبيولوجيّة سننٌ كونيّة ثابتة ، وليس في الإمكان الخروج عليها .
فالأمريكان والروس يختلفون في العقيدةِ ومناهجها، لكنّهم يجتمعون في الطبيعةِ وقوانينها، فهل وجدنا رياضيات أو فيزياء أمريكيّا وأخرى روسيّا مثلاً ؟!
الآن إذا عدنا قليلاً إلى الآيات التالية:
۩ والليل إذا يغشى والنّهار إذا تجلّى ۞ وما خلق الذكر والأنثى ۞ إنّ سعيكُم لشتّى... ۩ الليل / 3.
نرى أنّه من الزمن تفرّع الليل والنّهار ومن الإنسان تفرّع الذكر والأنثى.
وانقسام الشيء يدل على تعدد الوظائف .. وإلّا فلو كانت الوظيفةُ واحدة لما كان هناك دافعٌ للانقسام.
ف القرآن يحدّثنا :
۩ قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون .. ۩ القصص / 71.
وفي آيةٍ ثانية :
۩ قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه ، أفلا تبصرون .. ۩ القصص / 72.
وهنا نلاحظ أنّ الله تعالى عندما ذكر سرمديّة الليل قال بعدها مباشرةً ۩ أفلا تسمعون ۩ في حين أنّه تعالى عندما ذكر سرمديّة النهار قال بعدها ۩ أفلا تبصرون ۩.. فواضح لدى الجميع أنّ حاسة السمع لا تتعطّل خلال النوم بخلاف حاسة البصر فإنّه تتعطّل عن العمل خلال النوم.
وفي آيات أخرى ۩ ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ۩ القصص / 73.
فالسكن يعود إلى الليل وابتغاء الفضل يعود إلى النّهار .
فما أريد أن أقوله هو أن هناك وظيفتين.. واحدة خاصة بالنهار وأخرى خاصة بالليل.. وعليه فليس بالإمكان أن نفضِّل الليل على النّهار وكذلك لا يمكننا تفضيل الرجل على المرأة .
فعلى سبيل المثال: الحديد أقوى من الماء فهل هذا يعني أنّ الحديد أفضل من الماء ؟! .
۩ للرجال عليهّنّ درجة .. ۩ البقرة / 228.
۩ الرجال قوّامون على النساء ۩ النساء / 34 .
وقد استحقّ الرجل هذه الدرجة وهذه القيمومة لأنّه الأقدر والأقوى على تحمُّل أعباء الأسرة ينشر عليهم الرحمة والمودّة والخير ، ويوفِّر لهم الطعام بكدّه وسعيه ، خلاف ما يفهمه البعض بأنّ الدرجة والقيمومة تعني الأفضلية وتعني ظلم المرأة والتعامل معها على أساس إنها سلعة منزليّة .
ف الإسلام لم يترك الرجل قائماً على أهله من دون أن يضع له منهاجاً يتقيّد به، ولم يأمره بتجاوز الحدود وإنّما جعله قيّماً بعدله وحكته في تصرفاته مع أسرته وداخل بيته.
وفي حين قرأتنا لنهج البلاغة فإننا نقرأ للإمام علي (ع) «... إنّ النساء نواقص العقول ... «
لكن هذا لا يعني أنّ عقل المرأة يختلف عن عقل الرجل ، وإنّما معناه أنّ العاطفة عند المرأة تتغلّب على العقل في أكثر الأحيان عند المرأة بسبب التقلبات النفسيّة الطارئة ..
أمّا من ناحية المساواة
المساواة لها اتجاهين :
1 – المساواة في الطبيعة والخلقة .
2 – المساواة في العقيدة .
المساواة في الطبيعة والخلقة .. مرفوضة لأننا لا نستطيع أن نوحِّد بين الوظائف البيولوجيّة عند الذكر والأنثى ، فكل واحد من الرجل والمرأة له دورٌ معيّن حتّى تستمر الطبيعة البشريّة تماماً ..
المساواة في العقيدة .. فلا مانع في ذلك إذ إنّ العقيدة الإسلاميّة تخاطب الجميع من ذكرٍ وأنثى حتّى الواجبات والمحرّمات فإنّها قد وضعت للجميع وليس لبعضٍ دون بعض.
تحيّة وتقدير للجميع.. السلام عليكم.. لا تنسوني من صالح دعائكم.