بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمدُ لله ربِّ العالمين
اللهمّ صلِّ على محمّد النبيِّ المصطفى وآله الأطهار الميامين واللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين.
۩ المفهوم الصحيح للمساواة ۩
وهنا ينبغي الالتفات إلى مسألة الاختلافات الروحيّة والجسميّة بين المرأة والرجل ، وهي مسألة التفت إليها الإسلام بشكل خاص وأنكرها بعضهم منطلقين من تطرّف في أحاسيسهم .
إن أنكرنا كلّ شيء فلا نستطيع أن ننكر الاختلافات الصارخة بين الجنسين في الناحية الجسميّة والناحية الروحيّة ، وهذه مسألة تناولتها تأليفات مستقلّة ملخصّها : إنّ المرأة قاعدةُ إنبثاق الإنسان وفي أحضانها يتربّى الجيل ويترعرع وهي لذلك خلقت لتكون مؤهلةً جسميّاً لتربية الأجيال كما أنّ لها من الناحيةِ الروحيّة سهماً أوفى من العواطف والمشاعر .
وهل يمكن مع هذا الاختلاف الكبير أن ندّعي تساوي الجنسين في جميع الأعمال واشتراكهما المتساوي في كل الأمور ؟ّ!
أليست العدالة أن يؤدّي كل كائن واجبه مستفيداً من مواهبه وكفاءاته الخاصّة ؟!
أليس خلافاً للعدالة أن تقوم المرأة بأعمال لا تتناسب مع تكوينها الجسمي والروحي ؟!
من هنا نرى الإسلام مع تأكيده على العدالة يجعل الرجل مقدّماً في بعض الأمور مثل الإشراف على الأسرة ووو... ويدع للمرأة مكانة المساعد فيها .
العائلة والمجتمع يحتاج كُلٍّ منهما إلى مدير ، ومسألة الإدارة في آخر مراحلها يجب أن تنتهي بشخص واحد وإلّا ساد الهرج والمرج .
فهل من الأفضل أن يتولّى هذه المسؤوليّة المرأة أم الرجل ؟ كل المحاسبات البعيدة عن التعصّب تقول : إنّ الوضع التكويني للرجل يفرض أن تكون مسؤوليّة إدارة الأسرة بيد الرجل والمرأة تعاونه .
مع إصرار المصرّين ولجاج المتعصبين على إنكار الواقع فإنّ وضع الحياة الواقعيّة في عالمنا المعاصر وحتّى في البلدان التي منحت المرأة الحريّة والمساواة بالشكل الكامل على حدِّ زعمهم يدلّ على أن المسألة على الصعيد العملي هي كما ذكرناه وإن كانت المزاعم خلاف ذلك .
وللمزيد من التوضيح يمكنكم مراجعة موضوع " وما خلق الذكر والأنثى " على الرابط التالي : https://mehrab-alnour.yoo7.com/t1471-topic#7513
ترقّبوا الموضوع الثالث ضمن هذه السلسلة تحت عنوان " القيمة المعنويّة للرجل والمرأة "
لكم مودّتي تحيّاتي والسلام عليكم ..
تفسير الأمثل ج2 / ص 154 – 157