منتدى محراب النور الثقافي

أهلاً و سهلا بكم في منتدى محراب النور الثقافي
نرجو منكم التسجيل في منتدانا و المشاركة
و لكم جزيل الشكر و التقدير

الادارة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى محراب النور الثقافي

أهلاً و سهلا بكم في منتدى محراب النور الثقافي
نرجو منكم التسجيل في منتدانا و المشاركة
و لكم جزيل الشكر و التقدير

الادارة

منتدى محراب النور الثقافي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى محراب النور الثقافي

--------- ملتقى شبابي ثقافي ---------


4 مشترك

    معرفة الله عند إمام الموحدين

    shaza
    shaza


    عدد المساهمات : 381
    تاريخ التسجيل : 24/03/2011

    معرفة الله عند إمام الموحدين Empty معرفة الله عند إمام الموحدين

    مُساهمة من طرف shaza 10/9/2011, 3:49 pm


    تختلف المساعي لمعرفة الله تعالى عن المساعي لتحصيل باقي المعارف اختلافاً جذرياً؛ ذلك لأن الذي يسعى لمعرفة شيء، إنما يجعله موضوع دراسة يتوصل منها إلى الحقائق المتعلقة بذلك الشيء، أما الذي يسعى لمعرفة الله تعالى، وهو الحق المحيط بكل حقيقة وبكل شيء، فهل يستطيع أن يجعله موضوع دراسة، وإذا جعله موضوع دراسة فإلى أي شيء يريد أن يصل بعد الحق المحيط؟! وإلى أية نتيجة يريد أن يتوصل؟!
    إن الله سبحانه وتعالى يقول:
    (ذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال؟) يونس – 32.
    ولهذا، فإن أمير المؤمنين (ع) غضب حينما سأله السائل أن يصف له الله حتى كأنه يراه عياناً (1).
    فغاية كل علم هو بلوغ حقائقه، أي الإحاطة بثوابت الصدق من معاني وجوده؛ وهي جزئيات الحق الذي تبقى الإحاطة به بعيدة المنال، حيث لا يوجد سبيل علمي إلى الله تعالى من خلال أنماط التعلم في التكوين النفسي للإنسان، كالتسليم والتعليل والتصديق والتفاضل والتكامل والتعميم والاستقراء والاستنتاج... الخ.
    بل السبيل إلى معرفة الله تعالى تبدأ من نفس الإنسان وقلبه، أي عكس معرفة الأشياء، حيث تبدأ في خارج النفس ومحيطها، ثم بعد المعرفة تصير حقائق تنطوي عليها النفس في داخلها.
    ولقد رسم أمير المؤمنين لنا معلماً واضحاً في هذا الاتجاه من المعرفة الذي يبدأ بتطهير النفس بحب الله تعالى، بحيث يمكن القول وبيقين أن معرفة الله تعالى في قلب أي آدمي إنما تساوي بمقدارها، مقدار حبه لله تعالى، فالذي يمتلك حب الله تعالى بصدق ويمتلئ قلبه به دون أي حب آخر، يكون قد امتلك العلم كله، وكان هذا نهج كل الأنبياء والعارفين، وقد بينه القرآن العظيم في قصة سيد الموحدين إبراهيم الخليل(ع).
    فقد كان قلب الخليل مفعماً بالحب لربه، مما دفعه لسلوك سبل المعرفة الفطرية في أنماط التعلم فجرب السبل من فكره وذاكرته في النظر إلى النجوم، فلما رآها تأفل، علم أنها ليست بمكانة المحبوب الفاطر الذي لا يأفل ولا يتغير، فوجه وجهه إليه: (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين، فلما جن عليه الليل رأى كوكباً قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين، فلما رأى القمر بازغاً قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين، فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون. إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين) (الأنعام: 75-79).
    فقد امتلأ قلب إبراهيم(ع) بصدق بحب الله تعالى فأراه الله حقيقة ملكوت السموات والأرض فكان من الموقنين، وصار بذلك يحاجّ قومه بما امتلك ويقول:
    (أتحاجّوني في الله وقد هدانِ ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئاً وسع ربي كل شيء علماً أفلا تتذكرون، وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطاناً فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون، الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم) (الأنعام: 79–83).
    فقد كان إبراهيم (ع) ذا قلب سليم وفطرة نقية، ولكنه حين رأى من ذاته لذاته أنه كلما وجه وجهه لشيء يظن أنه ربه، يجد أنه فقير بذاته محتاج لغيره لأنه يأفل وهو (ع) قد امتلأ قلبه السليم بحب الغني الفاطر الذي لا يصيبه الأفول، لذا فهو لا يحب الآفلين، فهي مخلوقات من أمثاله، مما جعله (ع) يلتفت إلى أنه إنما يبحث عن الذي ليس كمثله شيء، أي يبحث عن علة البحث عنده، بل علة كل شيء موجود مثله، فوّجه (ع) وجهه إليه سبحانه وتعالى: (إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين).
    إذن فإبراهيم (ع) أحب الله تعالى ربه وامتلأ قلبه بهذا الحب، فلا وجود لغيره معه في قلبه؛ فهو (ع) بدأ بالحق الذي بدأ به الوجود كله ويقوم عليه ويستمر معه، إنه (ع) امتلك الحقيقة التي تشع منها كل العلوم.
    ولذا فإن الذي يظن أنه يعرف الله تعالى بعلم يعلمه، إنما هو جاهل متجرئ.. ولهذا غضب الإمام من السائل الذي يريد وصف الله وصف معاينة، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، لأن هذا السائل ألبس جهله بسؤاله هذا ثوب العلم حين ظن واهماً أن الله تعالى يمكن وصفه من قبل عالم عظيم كعلي بن أبي طالب (ع) ... وفي غضبه (ع) إظهار لجدية عبوديته لله تعالى؛ حيث فيه بيان لقبح الجرأة على التفكير في وصف الله تعالى، فإنه سبحانه وتعالى الجلي الذي لا يتجلى، الذي يدرك الأبصار ولا تدركه الأبصار.
    محمد محسن العيد
    الهوامش:
    1) نهج البلاغة بشرح محمد عبده الجزء الأول ص 160.
    Ali Assad
    Ali Assad


    عدد المساهمات : 1613
    تاريخ التسجيل : 09/01/2011
    العمر : 33
    الموقع : لبنان

    معرفة الله عند إمام الموحدين Empty رد: معرفة الله عند إمام الموحدين

    مُساهمة من طرف Ali Assad 11/9/2011, 2:16 am

    فالذي يمتلك حب الله تعالى بصدق ويمتلئ قلبه به دون أي حب آخر، يكون قد امتلك العلم كله...

    من اخلص لله اربعين يوماً اجرى الله الحكمه من قلبه على لسانه... هذا يعني و بكل بساطه انه من كان مع الله كان الله معه


    شكراً لكم اختي دائماً موضيع مهمه و مميزه
    avatar
    ????
    زائر


    معرفة الله عند إمام الموحدين Empty رد: معرفة الله عند إمام الموحدين

    مُساهمة من طرف ???? 11/9/2011, 3:30 am

    Ali Assad كتب:فالذي يمتلك حب الله تعالى بصدق ويمتلئ قلبه به دون أي حب آخر، يكون قد امتلك العلم كله...

    من اخلص لله اربعين يوماً اجرى الله الحكمه من قلبه على لسانه... هذا يعني و بكل بساطه انه من كان مع الله كان الله معه


    شكراً لكم اختي دائماً موضيع مهمه و مميزه
    إيهاب برّو
    إيهاب برّو


    عدد المساهمات : 407
    تاريخ التسجيل : 09/01/2011
    العمر : 33
    الموقع : محراب النور الثقافي

    معرفة الله عند إمام الموحدين Empty رد: معرفة الله عند إمام الموحدين

    مُساهمة من طرف إيهاب برّو 11/9/2011, 5:14 am


    بسمه تعالى

    بدايةً أتوجّه بالشكر الجزيل إلى الاخت شذى على طرحها لهذا الموضوع القيِّم والثمين فعلاً .

    واسمحي لي أختي أن أُعقِّب على ما تفضلتي بالتالي :

    قال اللهُ الحكيم في كتابِه الكرِيمِ:

    {يا أيها الإنسان إنّك كَادح إلى ربِّك كدحاً فملاقيه }. (الآية : ٦، من السورة ٨٤ : الانشقاق )

    قال أستاذنا الأعظم آية الحق و العرفان العلاّمة الطباطبائي أعلى الله مقامه في تفسير هذه الآية الكريمة :

    قال الراغب : الكدح السعي و العناء . ففيه معنى السير، و قيل : الكدح جهد النفس في العمل حتى يؤثّر فيها و على هذا فهو مضمّن معنى السير، بدليل تعديه بإلی ، ففي
    الكدح معنى السير علی أي حال .

    و قوله : فملاقيه عطف علی كَادح، و قد بين به أن غاية هذا السير و السعي و العناء هو الله
    سبحانه بما أن له الربوبية ، أي أن الإنسان بما أنّه عبد مربوب و مملوك مدبر ، ساعٍ إلی الله
    سبحانه بما أنّه ربه و مالكه المدبر لأمره ، فإن العبد لا يملك لنفسه إرادة و لا عملاً
    فعليه أن لا يريد و لا يعمل إلاّ ما أراده ربه و مولاه و أمره به ، فهو مسؤول عن إرادته و عمله ..


    و من هنا يظهر أولاً أن قوله : {إنّك كَادح إلى ربِّك كدحاً فملاقيه } يتضمن حجة علی المعاد، لما عرفت أن الربوبية لا تتم إلاّ مع عبودية ، و لا تتم العبودية إلاّ م ع مسؤولية ، و لا تتم مسؤولية إلاّ بالرجوع و حساب علی الأعمال ، و لا يتم حسا ب إلاّ بجزاء .

    و ثانياً : أن المراد بملاقاته انتهاؤه إلی حيث لا حكم إلاّ حكمه ، من غير أن يحجبه عن ربه
    حاجب .

    و ثالثاً : أن المخاطب في الآية هو الإنسان بما أنّه إنسان ، فالمر اد به الجنس ، و ذلك أن
    الربوبيّة عامة لكلّ إنسان

    ج ٢٠ ، ص ٣٦٠ « الميزان في تفسير القرآ ن »

    ثانياً :

    وقد أثبت أعاظم حكماء الإسلام أن بين رب العزة و بين مخلوقاته نوعاً من الجذب و الانجذاب يعبر عنه بالعشق .

    وحب الله لمخلوقاته هو الذي أوجدها، و ألبس كلّ واحد منها (كلٌّ حسب إمكانيته و استعداده و
    ماهيته المتفاوتة ) لباس الوجود و البقاء، و وصف كلاّ منها بصفاته حسب بما يناسبها. إن هذا الحب هو الذي أعطى العاَلم كيانه و بقاءه و ديمومته ، بدءًا بالأفلاك و مرورًا بالأرض و الذرة إلی الدرة ، و جعلها كلّها موجودات تتحرك نحوه و تشق طريقها إليه .

    إن حياة وعيش وحركة كلّ ما سوى الله هي بواسطة ذلك الحب و العشق الذي أوجده الله عزّ و جلّ
    في فطرتهم. و على هذا فإن كلّ موجود من الموجودات الإمكانية يجد طريقه إلی الاستمرار في حياته وبقائه علی أساس و أصل ذلك الحب للمحبوب ، و هكذا يستمد قانون التجاذب (الجذب و الانجذاب )استمراريته بين جميع المخلوقات السفايّة (الدنيا) و العوالم العلوية .

    إن هذا التجاذب المستقر في كلّ موجود بشكل خاصّ هو السبب في تكوين و إنشاء تلك الحركة
    المتَّجِهة نحو المبدأ الأعلى عبر مدارج و معارج متباينة، بحيث صار الكلّ عاشقاً له من وراء حجاب أو بغير حجاب وصار هذا الكلّ في حركة دائبة إليه. و كلّ ما في الأمر أن الموجودات الضعيفة و الماهيات السفلية تتعرض خلال سيرها لتأثير شديد من قبل قوى أشد منها نظرًا لصفة المحدودية الموجودة في وجودها ، وهو ما يتسبب في َفنائها هناك . وكلّ موجود عالٍ هو غاية سير الموجود و المعلول الأدنى منه الأقرب فالأقرب، حتى يصل إلی ذات الحق و المصدر المطلق ، و الذي هو الموجود الأول العظيم اللامتناهي في العوالم ، حيث يفنى فيه و تتحقّق عند ذاك عملية التحابب والتعاشق بين الحق سبحانه و تعالى و بين ذلك الموجود .
    و قد عبر في هذه الآية الشريفة الكريمة عن تحرك الإنسان نحو هذا المحبوب ذي الجمال و المعشوق صاحب الجلا ل، والذي هو الهدف النهائي و المقصد الرئيسي، بالكدح .

    و معنى ذل ك أنّه يتوجب علی الإنسان و هو أشر ف المخلوقات استعدادًا أن يوصل ذاته و نفسه إلی الَفناء التام بالفعل .

    آية الله السيد محمد الحسين الحسيني الطهراني، معرفة الله ج ١، ص ١٢١

    وعليه :

    إن الطريق الأقوم و السبيل الأرشد هو طريق الأنبياء و المنتجبين من بين أهل العالم. و هو طريق جد خطير و دقيق ، إنّه العشق للّه الحي ذي الجلال و الواحد القهار. و ما أخطره و ما أعظمه ، و وفي الوقت نفسه ما أكثر ما يحمل من معاني الشوق و الحب والوله، حتّى غدا خلاصة أعمال الكائنات و رجح علی عبادة الثقلينِ.

    إنّها قوة الحب هي التي تزيل الموانع و تدك الحصون و تعين علی اجتياز العقبات و السير في غمر ة الظُّلمة ، و تعبر بالمرء بحار الحسرة و صحاري الحيرة ، و عوالم التيه و الضلال ، و لولاه ما استطاعت جميع قوى ما سوى الله أن تخطو بالإنسان شبرًا إلی الأمام . إن حب الله هو حلاّل المشاكل و مفتاح سر النجاح .

    أختي شذى تقبلي مرورمي عذراً على إطالتي عليكم تحيّة وتقدير والسلام عليكم

    shaza
    shaza


    عدد المساهمات : 381
    تاريخ التسجيل : 24/03/2011

    معرفة الله عند إمام الموحدين Empty رد: معرفة الله عند إمام الموحدين

    مُساهمة من طرف shaza 11/9/2011, 1:45 pm

    اخواتي الكرام مروركم يسعدني

    اخ ايهاب شكرا لك على هذا التعقيب المميز مرورك يشرفني
    Karbla
    Karbla


    عدد المساهمات : 170
    تاريخ التسجيل : 17/04/2011

    معرفة الله عند إمام الموحدين Empty رد: معرفة الله عند إمام الموحدين

    مُساهمة من طرف Karbla 13/9/2011, 7:52 pm

    بارك الله فيكم

      الوقت/التاريخ الآن هو 13/5/2024, 11:42 am