وداعا إلى الأبد ......
رفع سماعة الهاتف وكان قد تعب من كل شيء حوله ..
"مساء الخير .."
لم يرد على هذا الصوت الذي أصبح يحلم به ليلا ونهارا ..إلتزم الصمت ..وكأنها أحست به ..
" يبدو أنك في مزاج معتم اليوم .."
اتجه إلى الباب ليغلقه وهو يتنهد .. إنها الثالثة صباحا .. لم يصحو أحد بعد ..
قالت وقد ضاقت بصمته " مابك .؟ .."
همس مكتئبا "ذهبت لوالدك .."
على الطرف الآخر نزلت دمعة منها رغما عنها ..
"وماذا قال لك ؟"
لم يرغب في الحديث لكنه قال في استسلام " رفض .."
لم تسأل ماذا حدث أيضا .. لكنها لم تستطع منع نفسها من البكاء ..قالت له بصوت متحشرج "سأتصل بك بعد خمس دقائق .."
أغلقت الهاتف دون أن تستمع إلى رده ..
دفنت رأسها في الوساده وانهارت في بكاء ...
أما هو فأغلق الهاتف وبقي ينظر إليه في شرود حزين ..شعر أنه تحطم اليوم ..شعر أنه تمزق إلى أشلاء ...
عاد الهاتف ليرن لم يكن يريد أن يجيب ..لكنه أجاب ..
"قلت لك .."
كان صوتها مليئا بالحزن .. ..شعر أنه يرى دموعها تنهمر على خديها ..
وهذا ما كان يحدث ...كانت دموعها تنهمر وهي تحاول أن تنظم تنفسها ...
قال رغم معرفته حقيقة مشاعرها "أتسخرين مني ؟؟"
قالت وابتسامة حزينة علت وجهها "أجل "
فقال لها...لتعلمي و ليعلم اهل الارض و السماء
انا لن اقبل ان اكون ماضي... بعدما كنت لعينيك الضياء
انا لن ارحل مستسلماً اتسكع في الازقة ابحث عن فتات حبٍ
و لن اسمح لعينيك ان تتوق لمحبوبها و اللقاء
انا قررت ان الاقدر ليست إلا حجة للخائفين
و ملجأ للضعفاء...
سأتحدى و النصر قرار... و اللقاء رجاء
انا لك يا حلوتي و انت لي في عالمٍ يحلو به الحب
ليس فيه ظلم... في عالم البقاء
سأغدر اليوم ، سأرحل
فلا تطيلي البقاء ها هنا
بل الحقي بي فالموت لأجل الحب شهادة
و ما اجمل ان نكون في الحب شهداء
اخلدي الى النوم الابدي فإن فيه
بداية حبنا... و نهاية الشقاء