بسمه تعالى
اللهمّ صلّش على محمّد وآلِ محمّد وعجِّل فرجهم وألعن أعدائهم
السلام عليكم
ثلاث صيغ لقضاء الحاجة، وهي صيغ كلية
الصيغة الأولى: أن نطلب من الله عز وجل طلبا مباشرا.
الصيغة الثانية: أن نطلب من الله عز وجل أيضا طلبا مباشرا، ولكن مع توسيط أوليائه، كما نقرأ في الآية: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا}.. أي نطلب من الله عز وجل بجاه ذلك المعصوم.
الصيغة الثالثة: أن نطلب من المعصوم، ولكن المعنى موجود في القلب.. ألا تقول في زيارة المعصوم: سل الله قضاء حوائجي؟.. فإذن، ظاهر الخطاب للمعصوم، ولكن باطنه لله عز وجل.. فالإنسان الذي لديه هذا البعد الإعتقادي، لا يستوحش من هذه التعابير، وعلينا أن نحلل الكلمات.
إن من الغريب أن القرآن الكريم يطرح عيّنات ونماذج، من أن الشيء إذا انتسب إلى عالم الغيب، أو انتسب إلى أولياء الله عز وجل، انقلب عن ماهيته.. فالقمصان في العالم كثيرة، ولكن لماذا عندما ألقي قميص يوسف على يعقوب ارتد بصيرا؟.. لأنه قميص يوسف، وهو نبي مظلوم مضطهد، وقد ألقي في غياباب الجب، وجاهد نفسه {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}.. وبالتالي، فإن هذا من موجبات الوجاهة عند الله عز وجل.. وهناك آية في القرآن الكريم تنسب البركة إلى خشب، وإلى تابوت: {يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ}، فقد جعل السكينة في هذا التابوت الخشبي، ولعله المهد الذي كان فيه موسى -عليه السلام- عندما ألقي في النيل، أو غير ذلك.. المهم أنه منتسب إلى النبوة.. وكذلك بالنسبة إلى ما فعله السامري {قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي}، حيث أنه استفاد من حافر الدابة التي كان يستقلها جبرائيل مثلا.. إن هذه الآثار عندما تنتسب إلى الجهات العليا، تصبح لها جهة علوية.. وأكبر دليل على ذلك الكعبة المشرفة، هل الإنسان له الحق أن يقدس جبال مكة؟.. إن هذه الحجارة نقلت من جبال مكة إلى أرض الوادي، وبنيت بها الكعبة.. وهذه الكعبة إنما نطوف حولها؛ لأنها منتسبة إلى الرب.. والمسلمون قاطبة يقدسون الحجر الأسود، ويلثمونه، بل يتنازعون على لثمه وتقبيله، كل ذلك لانتسابه إلى رب العالمين.. فالجماد عندما ينتسب إلى الرب، يكتسب صفة الخلود والصفة الإلهية -كعبة، وتابوتا، وقميصا، وحجرا- فلماذا عندما يصل الدور إلى أولياء الله الأحياء، يستغرب الإنسان البركة والكرامة في هذا المجال؟.. فإذن، نحن نعتقد بأن هذه المعاني معاني مقبولة.. والإنسان إذا علم أنه لا مؤثر في الوجود إلا الله، عندئذ لو استغاث بالنبي أو الولي، ولا ينسى هذه القاعدة، فلا يقع في دائرة الشرك أبدا.
إن الإنسان في بعض الأوقات عندما يتهيب جهة عليا، فإنه لا يتكلم معها مباشرة حياء واستحياء.. فمثلا: ولد عاص عاق، لا يتكلم مع أبيه.. لا من باب عدم الاحترام، وإنما من باب الخجل، فيوسط أحد أصدقاء أبيه للحديث معه.. فلو اطلع الأب على هكذا ولد، وأنه لم يكلم أباه مباشرة، هل يعد ذلك عدم احترام، وعدم اعتراف به؟.. بل على العكس تماما، يرى أنها حركة إيجابية.. والإنسان يذهب إلى النبي المصطفى (ص) ويتجشم عناء السفر، ويقف في تلك الروضة المطهرة، التي هي روضة من رياض الجنة حسب ما ورد عن النبي (ص): (إن بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة)؛ لأنه منبر النبي، ولأنه قبر النبي، وهذه العبارة منقوشة في الروضة.. فلماذا أصبحت روضة؟.. لأنها واقعة بين منبر وقبر النبي (ص)؛ ومعنى ذلك أن للقبر وللمنبر خصوصية، وإلا لما أصبحت هذه البقعة روضة من رياض الجنة.. وهذه المنطقة من الحرم النبوي الشريف، كانت لأيتام في المدينة، اشتراها النبي (ص) لتوسعة المسجد، أو لبناء المسجد.. فإذن، إن الكرامة جاءت من الانتساب للمصطفى (صلى الله عليه وعلى آله وسلم).
اللهمّ صلّش على محمّد وآلِ محمّد وعجِّل فرجهم وألعن أعدائهم
السلام عليكم
ثلاث صيغ لقضاء الحاجة، وهي صيغ كلية
الصيغة الأولى: أن نطلب من الله عز وجل طلبا مباشرا.
الصيغة الثانية: أن نطلب من الله عز وجل أيضا طلبا مباشرا، ولكن مع توسيط أوليائه، كما نقرأ في الآية: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا}.. أي نطلب من الله عز وجل بجاه ذلك المعصوم.
الصيغة الثالثة: أن نطلب من المعصوم، ولكن المعنى موجود في القلب.. ألا تقول في زيارة المعصوم: سل الله قضاء حوائجي؟.. فإذن، ظاهر الخطاب للمعصوم، ولكن باطنه لله عز وجل.. فالإنسان الذي لديه هذا البعد الإعتقادي، لا يستوحش من هذه التعابير، وعلينا أن نحلل الكلمات.
إن من الغريب أن القرآن الكريم يطرح عيّنات ونماذج، من أن الشيء إذا انتسب إلى عالم الغيب، أو انتسب إلى أولياء الله عز وجل، انقلب عن ماهيته.. فالقمصان في العالم كثيرة، ولكن لماذا عندما ألقي قميص يوسف على يعقوب ارتد بصيرا؟.. لأنه قميص يوسف، وهو نبي مظلوم مضطهد، وقد ألقي في غياباب الجب، وجاهد نفسه {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}.. وبالتالي، فإن هذا من موجبات الوجاهة عند الله عز وجل.. وهناك آية في القرآن الكريم تنسب البركة إلى خشب، وإلى تابوت: {يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ}، فقد جعل السكينة في هذا التابوت الخشبي، ولعله المهد الذي كان فيه موسى -عليه السلام- عندما ألقي في النيل، أو غير ذلك.. المهم أنه منتسب إلى النبوة.. وكذلك بالنسبة إلى ما فعله السامري {قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي}، حيث أنه استفاد من حافر الدابة التي كان يستقلها جبرائيل مثلا.. إن هذه الآثار عندما تنتسب إلى الجهات العليا، تصبح لها جهة علوية.. وأكبر دليل على ذلك الكعبة المشرفة، هل الإنسان له الحق أن يقدس جبال مكة؟.. إن هذه الحجارة نقلت من جبال مكة إلى أرض الوادي، وبنيت بها الكعبة.. وهذه الكعبة إنما نطوف حولها؛ لأنها منتسبة إلى الرب.. والمسلمون قاطبة يقدسون الحجر الأسود، ويلثمونه، بل يتنازعون على لثمه وتقبيله، كل ذلك لانتسابه إلى رب العالمين.. فالجماد عندما ينتسب إلى الرب، يكتسب صفة الخلود والصفة الإلهية -كعبة، وتابوتا، وقميصا، وحجرا- فلماذا عندما يصل الدور إلى أولياء الله الأحياء، يستغرب الإنسان البركة والكرامة في هذا المجال؟.. فإذن، نحن نعتقد بأن هذه المعاني معاني مقبولة.. والإنسان إذا علم أنه لا مؤثر في الوجود إلا الله، عندئذ لو استغاث بالنبي أو الولي، ولا ينسى هذه القاعدة، فلا يقع في دائرة الشرك أبدا.
إن الإنسان في بعض الأوقات عندما يتهيب جهة عليا، فإنه لا يتكلم معها مباشرة حياء واستحياء.. فمثلا: ولد عاص عاق، لا يتكلم مع أبيه.. لا من باب عدم الاحترام، وإنما من باب الخجل، فيوسط أحد أصدقاء أبيه للحديث معه.. فلو اطلع الأب على هكذا ولد، وأنه لم يكلم أباه مباشرة، هل يعد ذلك عدم احترام، وعدم اعتراف به؟.. بل على العكس تماما، يرى أنها حركة إيجابية.. والإنسان يذهب إلى النبي المصطفى (ص) ويتجشم عناء السفر، ويقف في تلك الروضة المطهرة، التي هي روضة من رياض الجنة حسب ما ورد عن النبي (ص): (إن بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة)؛ لأنه منبر النبي، ولأنه قبر النبي، وهذه العبارة منقوشة في الروضة.. فلماذا أصبحت روضة؟.. لأنها واقعة بين منبر وقبر النبي (ص)؛ ومعنى ذلك أن للقبر وللمنبر خصوصية، وإلا لما أصبحت هذه البقعة روضة من رياض الجنة.. وهذه المنطقة من الحرم النبوي الشريف، كانت لأيتام في المدينة، اشتراها النبي (ص) لتوسعة المسجد، أو لبناء المسجد.. فإذن، إن الكرامة جاءت من الانتساب للمصطفى (صلى الله عليه وعلى آله وسلم).