بسم الله الرّحمن الرّحيم
سكرانُ غصنُ الهوى؟ لاتسألوا الغابا
عنقودُ ضوءٍ هوى، في كأسِهِ ذابا
مادتْ بزورقِهِ للرّيحِ ثرثرةٌ
ياويحَهُ مغرمٌ من بعدِ أنْ شابا!
رُحماكَ ربّي، وهلْ أوزعْتَ من عشقوا
في مُحكمِ الشّوقِ أعذاراً وأسبابا؟
أم هل أمَرْتَ الهوى في قلبِ عاجِزِهِ
يُدني لَهُ جَلَداًً، لَوْ سَهْمُهُ صابا؟
أحلى الخُدودِ لتُفّاحٌ بهِ ثُلَمٌ
قالَتْ لِطالِبِهِ: طعمُ الهوى طابا
أحلى الغرامِ لِقلبي كانَ آخرَهُ
أحلى النّهارِ أصيلٌ يوصِدُ البابا
أحلى الكِفاحِ لَمَجْدٌ أمَّ جنَّتَهُ
روحٌ طَفَتْ في المدى لمّا السّنا غابا
ضنَّ العِناقُ عليْها والمُنى احْتَجَبَتْ
إلاّ ترى الدّمَ كالشّلاّلِ مُنسابا
فاستَلَّتِ الرّوحُ من أوداجِها وَدَجاً
زَفَّ النُّعوشَ إلى العَلْياءِ أسرابا
............
تاقَ الزَّمانُ إلى أيّامِ صَفْوَتِهِ
أَدْنَتْ لَهُ أَزَلاً، فانشقَّ مِحْرابا
صلّى بِهِ وَجَثا والدَّمْعُ ينثُرُهُ
والصّبرُ يَجْمَعُهُ عيناً وَأَهْدابا
إنَّ الدُّهورَ هُنا تَبْدو لِمَسْجِدِهِ
نوراً أُنيخَ لَهُ، فاجْتازَ واجْتابَ!
.................
إحكي أَبِنْتَ جُبَيْلٍ إنْ هُمُ صَمَتوا
تُصغِ الحِجارَةُ تَحْتَ الرَّدْمِ إعجابا
عن فِتْيَةٍ خَرَجوا من بَيْنِ أضلُعِها
نزْفَ الحَميمِ كصخْرٍ حُمَّ فانْسابا
جُنَّتْ بِهِ الرّيحُ ذاكَ اللَّيْلَ فارْتَقِبوا
قَوْسَيْنِ هُمْ بِرِجالِ اللهِ أوْ قابا!
...................
واستقسمَ الذّلُّ في صهيونَ فانقسموا
قومٌ رجا الموتَ قومٌ باسَ أعتابا
لبنانُ ليسَ فراديساً معلّقةً
أو مانلاقي بهِ لهواً وألعابا
لبنانُ قهرُ العدا لبنانُ هاويةٌ
من ظنّهُ رحلةً للصّيدِ قد خابا
......
إذْ أَنْجَبَ الْخُلْدَ ماشاؤوهُ مَقْبَرَةً
واسْتَمْطَرَ السِّلْمَ ما سَمَّوْهُ إِرْهابا
واسْتَحْضَرَ النَّصْرَ من كَمّوا نواجِذَهُ
يذْرو بِهِ الكِبْرَ إمّا راحَ أوْ آبا
.................
خَلْفَ الْجِدارِ صَهيلُ اللَّيْلِ مُبْتَهِلٌ
أَنْ يُرْجِعَ الصُّبْحُ للأحداقِ غُيّابا
لَمْ يَرْقُدِ البَيْنُ، والأصفادُ ماصَدِئَتْ
حتّى حلفْتَ ودقَّ الوَعْدُ أبوابا:
لسْنا بقَوْمٍ لهُمْ في الأسرِ أورِدَةٌ
ترضى لَها زَرَدٌ جُبّاً وسرداباً
هارَتْ بِقَبْضَتِهِ الحمراءِ قَلْعَتُهُمْ
والأقفُلُ اصطَفَقَتْ تشتمُّ أحبابا
.............
يا سيِّدَ النّصْرِ زارَتْنا السّماءُ وَذي
وُديانُنا شَهَقَتْ تَوْقاً وَتَرْحابا
دُسْ فَوْقَ نَجْمٍ هوى، ماضلَّ يَصْحَبُهُ
لثْمُ الضِّياءِ على نَعْلَيْكَ وَثّابا
هذا هوَ المجدُ والجَنّاتُ نَقْطُفُها
من كفِّكَ انْدَلَقَتْ نَخْلاً وَأعْنابا
من سِحْرِها رَشَفَتْ، في نشوَةٍ مُهَجٌ:
عُنْقودَ ضوءٍ هوى، في كأْسِنا ذابا!
سكرانُ غصنُ الهوى؟ لاتسألوا الغابا
عنقودُ ضوءٍ هوى، في كأسِهِ ذابا
مادتْ بزورقِهِ للرّيحِ ثرثرةٌ
ياويحَهُ مغرمٌ من بعدِ أنْ شابا!
رُحماكَ ربّي، وهلْ أوزعْتَ من عشقوا
في مُحكمِ الشّوقِ أعذاراً وأسبابا؟
أم هل أمَرْتَ الهوى في قلبِ عاجِزِهِ
يُدني لَهُ جَلَداًً، لَوْ سَهْمُهُ صابا؟
أحلى الخُدودِ لتُفّاحٌ بهِ ثُلَمٌ
قالَتْ لِطالِبِهِ: طعمُ الهوى طابا
أحلى الغرامِ لِقلبي كانَ آخرَهُ
أحلى النّهارِ أصيلٌ يوصِدُ البابا
أحلى الكِفاحِ لَمَجْدٌ أمَّ جنَّتَهُ
روحٌ طَفَتْ في المدى لمّا السّنا غابا
ضنَّ العِناقُ عليْها والمُنى احْتَجَبَتْ
إلاّ ترى الدّمَ كالشّلاّلِ مُنسابا
فاستَلَّتِ الرّوحُ من أوداجِها وَدَجاً
زَفَّ النُّعوشَ إلى العَلْياءِ أسرابا
............
تاقَ الزَّمانُ إلى أيّامِ صَفْوَتِهِ
أَدْنَتْ لَهُ أَزَلاً، فانشقَّ مِحْرابا
صلّى بِهِ وَجَثا والدَّمْعُ ينثُرُهُ
والصّبرُ يَجْمَعُهُ عيناً وَأَهْدابا
إنَّ الدُّهورَ هُنا تَبْدو لِمَسْجِدِهِ
نوراً أُنيخَ لَهُ، فاجْتازَ واجْتابَ!
.................
إحكي أَبِنْتَ جُبَيْلٍ إنْ هُمُ صَمَتوا
تُصغِ الحِجارَةُ تَحْتَ الرَّدْمِ إعجابا
عن فِتْيَةٍ خَرَجوا من بَيْنِ أضلُعِها
نزْفَ الحَميمِ كصخْرٍ حُمَّ فانْسابا
جُنَّتْ بِهِ الرّيحُ ذاكَ اللَّيْلَ فارْتَقِبوا
قَوْسَيْنِ هُمْ بِرِجالِ اللهِ أوْ قابا!
...................
واستقسمَ الذّلُّ في صهيونَ فانقسموا
قومٌ رجا الموتَ قومٌ باسَ أعتابا
لبنانُ ليسَ فراديساً معلّقةً
أو مانلاقي بهِ لهواً وألعابا
لبنانُ قهرُ العدا لبنانُ هاويةٌ
من ظنّهُ رحلةً للصّيدِ قد خابا
......
إذْ أَنْجَبَ الْخُلْدَ ماشاؤوهُ مَقْبَرَةً
واسْتَمْطَرَ السِّلْمَ ما سَمَّوْهُ إِرْهابا
واسْتَحْضَرَ النَّصْرَ من كَمّوا نواجِذَهُ
يذْرو بِهِ الكِبْرَ إمّا راحَ أوْ آبا
.................
خَلْفَ الْجِدارِ صَهيلُ اللَّيْلِ مُبْتَهِلٌ
أَنْ يُرْجِعَ الصُّبْحُ للأحداقِ غُيّابا
لَمْ يَرْقُدِ البَيْنُ، والأصفادُ ماصَدِئَتْ
حتّى حلفْتَ ودقَّ الوَعْدُ أبوابا:
لسْنا بقَوْمٍ لهُمْ في الأسرِ أورِدَةٌ
ترضى لَها زَرَدٌ جُبّاً وسرداباً
هارَتْ بِقَبْضَتِهِ الحمراءِ قَلْعَتُهُمْ
والأقفُلُ اصطَفَقَتْ تشتمُّ أحبابا
.............
يا سيِّدَ النّصْرِ زارَتْنا السّماءُ وَذي
وُديانُنا شَهَقَتْ تَوْقاً وَتَرْحابا
دُسْ فَوْقَ نَجْمٍ هوى، ماضلَّ يَصْحَبُهُ
لثْمُ الضِّياءِ على نَعْلَيْكَ وَثّابا
هذا هوَ المجدُ والجَنّاتُ نَقْطُفُها
من كفِّكَ انْدَلَقَتْ نَخْلاً وَأعْنابا
من سِحْرِها رَشَفَتْ، في نشوَةٍ مُهَجٌ:
عُنْقودَ ضوءٍ هوى، في كأْسِنا ذابا!