بسم الله الرحمن الرحيم
كان لي صديق ايراني التقيته في زيارةٍ لي للأعتاب المقدّسة في العراق , وكان بصحبة أهله وأخته البالغة من العمر سبعة عشر عاما.. ولها جمال نفسي وعفّة فاطمية... وكنت كلما أزورهم في غرفتهم في الفندق, أجدها تقرأ القرأن, بخشوع وتوجه وعشق لكلمات الله عز وجلّ.. مما زاد من اعجابي بايمانها, وحثني على أن أكلّم صديقي بشأنها.. وبعد معرفتها باعجابي لها, كان ردّها ابتسامة..ونظراتها تدل على رضى..اما خجلها فكان يقنعني بها أكثر فأكثر..وبعد انتهاء مدة الزيارة للعراق.. عدت الى وطني مع أمل اللقاء بها, بعد وعدها لي بأن ترسل لي رسالة تشرح فيها حالها, وتخبرني الى ما آلت له ظروفهم المعيشية والاجتماعية ...
طالت المدة وكبر شوقي لها, وغياب أخبارها عني جعلني أشعر بالشك والقلق.
.......وصلتني رسالتها....
فتحتها....فصعقت .."الرسالة بدون نقاط" .... "ماذا أفعل..؟"
ذهبت بسرعة عند أحد الأدباء فلم يستطع اكمالها ووضع كل النقاط..ولانني كنت مرتبكا لم أقدر على فهم شيء ابدا...
وبعد عدة محاولات ومثابرة من قبل اساتذة النحو... نجحت بوضع كل النقاط..والحمد لله..
ويا ليتني لم أضعها....
كل نقطة حفرت في قلبي نثرة...
الـــــــــــــرسالـــــة تقول:
" بعد التحية والسلام....
أشكرك على جهدك لوضع النقاط.. وحل الغاز هذه الرسالة..
اراك تعبد المخلوق لا الخالق.. اراك تحب العبد لا المعبود.. هل شعرت بالحيرة؟؟ هل شعرت بالضياع؟...
جاهدت لتعرف ما في داخل هذه الرسالة من أخبار ومعلومات...لا تهم أحداً سواك...
الم تعرف برسالة الله لك؟؟ الم تصلك ؟؟
رسالة من العالم الحكيم الواسع الرحيم.....الودود العطوف...
لماذا لم تسعى لمعرفة ما فيها من أسرار وتعاليم واخبار....
الــــــــــقرآن الكـــــــــريم.........
ويلٌ لك يا مبالي.... ستشعر بالحيرة والضياع غدا في يوم الحساب....
نعم أعجبت بي وبأخلاقي وعفّتي....ولو أنني طلبت منك طلب واحد لسارعت في تحقيقه...
في تحقيق طلب عبد حقير مسكين فقير لا ينفعك يوم لا ينفع أبٌ ولا أمٌ ولا صاحبة ولا مال ولابنون الا من أتى الله بقلب سليم....
ولا تحقق مطالب الائمة المعصومين(ع)..
أتشتاق لي ولغيبتي ولا تشتاق لغيبة صاحب الامر؟
عجباً والله......"
أعذروني إخوتي فالخاتمة في رسالتها قد محتها دموعي........
نســـــــــــألكم الدعـــــــــــــــــــــــاء.....
نســـــــــــألكم الدعـــــــــــــــــــــــاء.....