بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف خلق الله سيدنا محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين . .السلام عليكم اخواني وأحبائي
وأشكركم على هذه الردود الرائعة وكما أشكر المؤسسين لهذا المنتدى الرائع . .
لا بد من المعرفة ابتداءاً أن القلب هو الذي يُؤثِّر على جوراح الإنسان، فتُقْدم على العبادات
بفضل أنواره، أو على الفواحش بسريان آثاره.
فلا بد للقلب أن يُقبل على الله تعالى خالصاً من كل شوائب الدنيا الفانية (مخلصين له الدين)
ليكون مقيماً على الطاعة، حيث قيل:
"مَنْ كان لله، كان الله له".
وفي ما أوحي الله تعالى إلى دواد "أنِّي حبيبُ مَنْ أحبَّني"
وإنما يكون ذلك بتحصين القلب عن مداخل السوء والحرام والقساوة وما يُمكنُ أن يُفْسده،
فهذه مداخلُ خطرة، لِمَنْ لم يتحصَّن منها، وهي "أسباب ضعف الإيمان".
والأساسُ الخطير الذي ينبغي الالتفات إليه، في هذا المجال، أنَّه:
"ما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب"
ومن هذه المداخل الخطرة (أسباب ضعف الإيمان):
1- أرتكاب المعاصي والتهاون بها والاصرار عليها:وهذا من السوء بمكان لأنَّه يُفسدُ الإيمان بسرعة قياسية، حيث لا يختلف عندئذٍ أهلُ الخير عن أهل الشر، وأهل الإيمان عن أهل الشرك في سلوكهم وأعمالهم.
2- ويركب صاحبُ هذه الصفة المعاصي، نعوذ بالله تعالى، وتركبه، ويُسلبُ نورُالإيمان... فلا يلبث أن يهوي ويسقط.فالله سبحانه ( حبَّب إليكم الإيمانَ وزيَّنه في قلوبكم وكرَّه إليكم الكُفْر والفسوقَ والعِصيان)، فكيف يكون مؤمنا ًمَنْ عمل بما كرَّه له؟!
الذين اتُّبعوا الدين اتَّلعوا... كذلك يُريهمُ الله أعمالهم حسراتٍ عليهم).
وكيف لا يحذر من "سُكْر" الخطيئة التي حثنا عنها نبيُّنا محمد (ص)"فإنَّ للخطيئة سُكْراً كسُكْر
الشراب بل هي أشدُّ سُكراً منه، يقول الله تعالى صُمٌّ بُكمٌ عُميٌ فهم لا يرجعون).
والمؤمن الصادق المخلص لإيمانه هو الذي يرى ذنبه كأنَّه صخرةٌ "يخاف أن تقع عليه، وإنَّ
الكافر ليرى ذنبه كأنه ذباب مر على أنفه"
والذنوب الصغائر هي الطرق إلى الكبائر "ومنْ لم يخفْ الله في القليل، لم يخَفْه في الكثير".
3- مزاملة القاسية قلوبهم: فيتأثَّر بهم وإنْ من حيث لا يشعر، ويستهين بالذنوب، ويُدرِّبُ عينه
وسَمْعَه على المنكر والفساد، وتضعف همَّتُهُ، وينسى ذكر الله عز وجل، ويهدُرُ وقتُه، ويضيع عُمُرُهُ،
ويُقامر بحسناته، ويبيع آخرته بثمن بخس لقوم لا يُقدِّمون ولا يُؤخرون، وهم منه مُتبرِّؤون (إذ
تبرَّأ ويعتاد على العبث وكثرة الكلام والسُّخْف...
فيهلك قريباً (ليذوق وبال أمره).
4- الضحك بعد اقتراف الذنب: وهذه إشارة إلى هشاشة الإيمان، وإلى ضعف اليقين بالآخرة
والثواب والعقاب، وإلى الغفلة عن حقِّ الله تعالى، وإلى سطحية التديُّن...
وإلى أنَّ صحابه غافلٌ عن دخول العقارب المعنوية لتنهش نَفْسَه الضعيفة المريضة
"وإيَّاك والابتهاج بالذنب، فإنَّ الابتهاج به أعظم من ركوبه"
5- الإلفة بالمنكرات: وهذه من مظاهر الوقاحة حيث الإلفةُ أو الاستئناسُ أو الفـرح أو التَّمني للفواحش والمنكرات....
وكأنَّ صاحب هذه الحال نزع عن نفسه صفة الالتزام بل الإسلام، وهدم الجدار بينه وبين المنكر
وأهله بل أصبح شريكاً لهم في غيِّهم وطغيانهم وجرأتهم على مولاهم الحق.
فلا يكتفي بفعله من كذب أو سرقة أو غيبة أو فتنة أو سوء ظن أو وقيعة... بل يسعُدُ بذلك
ويفرح ويسعى إليه، ويرى كماله فيه، ووجودهُ في إتيانه!...بل إذا كان جالساً أو مُسْتلقياً تمنَّى ذلك ورغب في وقوعه. والأخطر أنَّه يستوحش إذا تم تتيسَّر له الأسباب... بدل أنْ يؤوبَ لأنَّ الله عزّ وجل، برحمته، حال بينه وبين شهوته.ولن يموت هذا، إنْ لم يتُبْ، نعوذ بالله، إلا على حسرة وندامة:
حسرةٍ على الدنيا التي فاتت، وندامةٍ على الآخرة أنْ قامت ...(وحيل بينهم وبين ما يشتهون)
فإن مات ابنُ آدم، قامت قيامتُه. وإنْ كان الله تعالى قد أجَّل عذابه أو أخْذَهُ فبرحمته"فإنَّ لله عز وجل في كل يوم وليلة منادياً ينادي مهلا ً مهلا ً عباد الله عن معاصي الله، فولا بهائم رُتُّع، وصبية رُضَّع، وشيوخ رُكَّع، لصبَّ عليكم العذاب صباً".
6- قلة الحياء:
(أ) في القـول
(ب) وفي الفعل
- خطابُ ربِّ العالمين بخفَّة:
كأنْ يُخاطب أو يتكلَّم عن الله جلَّ ثناؤه كمَنْ يُخاطبُ زميلاً له صديقاً أو شريكاً دون تعظيمٍ أوإجلال
وهذا تجرُّوء في غر محلِّه، وإقدام مُستنكر... بل هو وقاحة، ومثاله:
أ- يُدافع عن موقفه، فيدَّعي رفْعَ الكِلْفة مع خالقه جلَّ وعلا!
ب- كأنْ يُطَمْئن مُحدِّثَهُ، وأنْ لا عواقب لفعله، فيقول: اتركْ الله عليَّ!
نعوذ بالله عز وجل ،كيف يكون ذلك؟! وقـرآنُ الله تعـالـى تخشع له الجمادات... فكيف القلوب؟
(لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيته خاشعاً مُتصدعاً من خشية الله).
كيف يكون إيمانُ مَنْ يخشى الزعماء ولا يخشى الله تعالى؟! (وتخشى الناس والله أحقُّ أن تخشاه)!
- الافتخار بالذنب: حيث يرتكب الذنب ثم يُظهر لامبالاة ولا يفطن للتوبة، بل لا يخجل بذلك
- مخالفةُ الشرع عمداً: فبعد أن يعرف الحكم يُخالفُهُ دون سبب أو شبهة
- تسويف التوبة: أي تأخيرها، مع العلم أنَّ الواجب يقضي بفورية الندم، والعزم على عدم
العود إليه أبداً، والاستغفار الحيقيق بشروطه. والتوبة لا تُؤخَّر إطلاقاً، وهذا من علامات صدقها، وإنما تكون للذين(يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم).
ولا تكون للذي يُؤخِّرون ويُسوِّفون(حتى إذا حضر أحدّهُمُ الموتُ قال إنِّي تُبْت الآن) ولولا حضور الموت ما تابوا!
- الكِبْر: فالمتكبِّر يتلبَّس بصفة من صفات الله عزّ وجلّ
- إدّعاءُ الصفات الإلهية: تعالى الله عما يقول المغرورون علواً كبيراً، حيث يدّعي الواحد منهم
ما لا يكون إلا لله عزَّ وجل.كأنْ يدّعي أنَّه هو الرازق لخدَمِهِ ومُوظفيه ومَنْ تحت سلطانه! وأنَّه يُعطي ويمنع، ويجلبُ ويدفع... بينما حقيقةُ واقعة أنَّه(إنْ يسْلُبْهُمُ الذُّباب شيئاً لا يستنقِذوه منه)
- إهانة المؤمنين وإيذاؤهم: ويكفي في هذا ما ورد في أنَّ مَنْ أهان مؤمناً أو اتَّهمه"انماث
الإيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء".
- الحسد: وخطره على أصل الإيمان كبير... فضلاًعن ألمه وعذابه وهمّه وعمّه وحسرته وأنَّه يورث
الأمراض والعِل.
- كثرة الغضب: بسبب وبدون سبب، اتكالاً على حاجة الناس إليه وخوفهم منه، ولسوء خُلُقِه
واتّباعه هواه، وانقياده لشيطانه... لأنه ما من إنسان يغضب إلاّ سيطر عليه جنودُ إبليس، يلعبون به، كما يلعب الأطفال بالكرة.
- تحوير الأحكام الشرعية: توجيههابحسب رغباته و"راحته"، فيُبدِّل ويُفسِّر، ويشرح ما يريد،
ويُخفي ما لا يريد، ويلفُّ ويدور...(ولا تقولوا لما تصف ألسنتكمُ الكذب هذا حرام لتفتروا
على الله الكذب).
- الإكثار من الدنيا ويتعلَّق قلبه بالدنيا، وتصعُبُ عليه مغادرتها... بل يكره الآخرة ولقاء
ربِّه...
- الطمع: فمن كان عنده هذه الصفة، أصبحت غايتُه الوصول إلى مطموعه بأي سبيل، بما يجوز
أو لا يجوز...
- تقليدُ الكفَّار: من أهل الكتاب وغيرهم، في عاداتهم وتصرُّفاتهم وأعيادهم ولهجة كلامهم
التي يُعرفون بها، تعظيماً لهم وانسحاقاً أمامهم
- الاستماع إلى الغناء والموسيقى: وهذا من الأمور التي تُؤثِّر على جوهر الإيمان في نفس
اليوم، بل في نفس الساعة...
فكيف يُصانُ إيمانُ مَنْ يُنْبِتُ النفاق في قلبه، حيث ورد عن مولانا رسول الله (ص):إيـَّاكم
واستماعَ المعازِف والغناء، فإنَّهما يُنبتان النفاق في القلب، كما يُنبت الماء البقل".
وكيف يكون من أهل الإيمان مَنْ وُعد بالنار، والعياذ بالله؟! وأشار الإمام الصادق (ع) إلى أنَّ الغناء أوْعَدَ الله عزّ وجل عليه بالنار، وهو قوله تعالى: (ومن الناس مَنْ يشتري لهو الحديث ليُضِلَّ عن سبيل الله بغير علم ويتَّخذها هُزُواً أولئك لهم عذاب مهين).
خطرُ الغناء والموسيقى، ليس فقط على الإيمان، بل على الرزق والعبادة أيضاً..
- الأخذ بالفتاوي"السَّهْلة": كالأخذ ببعض الشرع لأنه سهلٌ، وتركِ البعض الآخر لأنَّه صعب!والالتزامُ ببعض الفتاوى لأنَّها "معقولة ومناسبة"
- الفعلُ بغير القول: كأن يقول شيئاً أو يدعو إليه أو يتظاهر به... ثم يُخالفهُ في
الفعل...وهذا من علامات النفاق، والعياذ بالله، الذين قال الله وخاطب الله سبحانه رسولهُ(ص) عن الذين يُسارعون في الكفر، ومن صفاتهمقالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمنْ قلوبُهُم)
( همْ للكفر يومئذٍ أقربُ للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم).
ولخطورة البدعة على الإيمان، لعن الله عزَّ وجل، ليس فقط مُخترعيها، بل الساكتين عليها،
الذين لا يردعون أصحابها، فعن رسول الله(ص):"إذا ظهرت البدعُ البدعُ في أُمَّتي، فليُظْر العالِمُ علمَهُ، فمَنْ لم يفعل، فعليه لعنةُ الله"
وأما مثالُ المغرروين الذين يُشرِّعون "عبادات" بكيفيَّات وطرقٍ "مُستحسنة"، فهو إبليس الذي أمره الله جلَّ جلالهُ بالسجود لآدم، فقال:" يا ربِّ، وعزّتك إن أعفيتني من السجود لآدم، لأعبدنّك عبادةً، ما عبدك أحد ٌ ما عبدك أحدٌ قط مثلها، فقال الله جلَّ جلالُه بالسجود (له ولأتباعه وأمثاله):إني أُحبُّ أنْ أُطاع من حيث أريد".
والغريب أنَّ المبتدعين، نعوذ بالله منهم، يظنُّ أنّه كلَّما صعَّب الأعمال، وكان فيها تعبٌ وإرهاق،... كلَّما كانت أفضل!!!
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
طوبى لأهل الإيمان في آخر الزمان
اللهم صل على محمـــــد وآل محمــــد وعجل لوليّهم الفــــــرج
وأشكركم على هذه الردود الرائعة وكما أشكر المؤسسين لهذا المنتدى الرائع . .
لا بد من المعرفة ابتداءاً أن القلب هو الذي يُؤثِّر على جوراح الإنسان، فتُقْدم على العبادات
بفضل أنواره، أو على الفواحش بسريان آثاره.
فلا بد للقلب أن يُقبل على الله تعالى خالصاً من كل شوائب الدنيا الفانية (مخلصين له الدين)
ليكون مقيماً على الطاعة، حيث قيل:
"مَنْ كان لله، كان الله له".
وفي ما أوحي الله تعالى إلى دواد "أنِّي حبيبُ مَنْ أحبَّني"
وإنما يكون ذلك بتحصين القلب عن مداخل السوء والحرام والقساوة وما يُمكنُ أن يُفْسده،
فهذه مداخلُ خطرة، لِمَنْ لم يتحصَّن منها، وهي "أسباب ضعف الإيمان".
والأساسُ الخطير الذي ينبغي الالتفات إليه، في هذا المجال، أنَّه:
"ما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب"
ومن هذه المداخل الخطرة (أسباب ضعف الإيمان):
1- أرتكاب المعاصي والتهاون بها والاصرار عليها:وهذا من السوء بمكان لأنَّه يُفسدُ الإيمان بسرعة قياسية، حيث لا يختلف عندئذٍ أهلُ الخير عن أهل الشر، وأهل الإيمان عن أهل الشرك في سلوكهم وأعمالهم.
2- ويركب صاحبُ هذه الصفة المعاصي، نعوذ بالله تعالى، وتركبه، ويُسلبُ نورُالإيمان... فلا يلبث أن يهوي ويسقط.فالله سبحانه ( حبَّب إليكم الإيمانَ وزيَّنه في قلوبكم وكرَّه إليكم الكُفْر والفسوقَ والعِصيان)، فكيف يكون مؤمنا ًمَنْ عمل بما كرَّه له؟!
الذين اتُّبعوا الدين اتَّلعوا... كذلك يُريهمُ الله أعمالهم حسراتٍ عليهم).
وكيف لا يحذر من "سُكْر" الخطيئة التي حثنا عنها نبيُّنا محمد (ص)"فإنَّ للخطيئة سُكْراً كسُكْر
الشراب بل هي أشدُّ سُكراً منه، يقول الله تعالى صُمٌّ بُكمٌ عُميٌ فهم لا يرجعون).
والمؤمن الصادق المخلص لإيمانه هو الذي يرى ذنبه كأنَّه صخرةٌ "يخاف أن تقع عليه، وإنَّ
الكافر ليرى ذنبه كأنه ذباب مر على أنفه"
والذنوب الصغائر هي الطرق إلى الكبائر "ومنْ لم يخفْ الله في القليل، لم يخَفْه في الكثير".
3- مزاملة القاسية قلوبهم: فيتأثَّر بهم وإنْ من حيث لا يشعر، ويستهين بالذنوب، ويُدرِّبُ عينه
وسَمْعَه على المنكر والفساد، وتضعف همَّتُهُ، وينسى ذكر الله عز وجل، ويهدُرُ وقتُه، ويضيع عُمُرُهُ،
ويُقامر بحسناته، ويبيع آخرته بثمن بخس لقوم لا يُقدِّمون ولا يُؤخرون، وهم منه مُتبرِّؤون (إذ
تبرَّأ ويعتاد على العبث وكثرة الكلام والسُّخْف...
فيهلك قريباً (ليذوق وبال أمره).
4- الضحك بعد اقتراف الذنب: وهذه إشارة إلى هشاشة الإيمان، وإلى ضعف اليقين بالآخرة
والثواب والعقاب، وإلى الغفلة عن حقِّ الله تعالى، وإلى سطحية التديُّن...
وإلى أنَّ صحابه غافلٌ عن دخول العقارب المعنوية لتنهش نَفْسَه الضعيفة المريضة
"وإيَّاك والابتهاج بالذنب، فإنَّ الابتهاج به أعظم من ركوبه"
5- الإلفة بالمنكرات: وهذه من مظاهر الوقاحة حيث الإلفةُ أو الاستئناسُ أو الفـرح أو التَّمني للفواحش والمنكرات....
وكأنَّ صاحب هذه الحال نزع عن نفسه صفة الالتزام بل الإسلام، وهدم الجدار بينه وبين المنكر
وأهله بل أصبح شريكاً لهم في غيِّهم وطغيانهم وجرأتهم على مولاهم الحق.
فلا يكتفي بفعله من كذب أو سرقة أو غيبة أو فتنة أو سوء ظن أو وقيعة... بل يسعُدُ بذلك
ويفرح ويسعى إليه، ويرى كماله فيه، ووجودهُ في إتيانه!...بل إذا كان جالساً أو مُسْتلقياً تمنَّى ذلك ورغب في وقوعه. والأخطر أنَّه يستوحش إذا تم تتيسَّر له الأسباب... بدل أنْ يؤوبَ لأنَّ الله عزّ وجل، برحمته، حال بينه وبين شهوته.ولن يموت هذا، إنْ لم يتُبْ، نعوذ بالله، إلا على حسرة وندامة:
حسرةٍ على الدنيا التي فاتت، وندامةٍ على الآخرة أنْ قامت ...(وحيل بينهم وبين ما يشتهون)
فإن مات ابنُ آدم، قامت قيامتُه. وإنْ كان الله تعالى قد أجَّل عذابه أو أخْذَهُ فبرحمته"فإنَّ لله عز وجل في كل يوم وليلة منادياً ينادي مهلا ً مهلا ً عباد الله عن معاصي الله، فولا بهائم رُتُّع، وصبية رُضَّع، وشيوخ رُكَّع، لصبَّ عليكم العذاب صباً".
6- قلة الحياء:
(أ) في القـول
(ب) وفي الفعل
- خطابُ ربِّ العالمين بخفَّة:
كأنْ يُخاطب أو يتكلَّم عن الله جلَّ ثناؤه كمَنْ يُخاطبُ زميلاً له صديقاً أو شريكاً دون تعظيمٍ أوإجلال
وهذا تجرُّوء في غر محلِّه، وإقدام مُستنكر... بل هو وقاحة، ومثاله:
أ- يُدافع عن موقفه، فيدَّعي رفْعَ الكِلْفة مع خالقه جلَّ وعلا!
ب- كأنْ يُطَمْئن مُحدِّثَهُ، وأنْ لا عواقب لفعله، فيقول: اتركْ الله عليَّ!
نعوذ بالله عز وجل ،كيف يكون ذلك؟! وقـرآنُ الله تعـالـى تخشع له الجمادات... فكيف القلوب؟
(لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيته خاشعاً مُتصدعاً من خشية الله).
كيف يكون إيمانُ مَنْ يخشى الزعماء ولا يخشى الله تعالى؟! (وتخشى الناس والله أحقُّ أن تخشاه)!
- الافتخار بالذنب: حيث يرتكب الذنب ثم يُظهر لامبالاة ولا يفطن للتوبة، بل لا يخجل بذلك
- مخالفةُ الشرع عمداً: فبعد أن يعرف الحكم يُخالفُهُ دون سبب أو شبهة
- تسويف التوبة: أي تأخيرها، مع العلم أنَّ الواجب يقضي بفورية الندم، والعزم على عدم
العود إليه أبداً، والاستغفار الحيقيق بشروطه. والتوبة لا تُؤخَّر إطلاقاً، وهذا من علامات صدقها، وإنما تكون للذين(يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم).
ولا تكون للذي يُؤخِّرون ويُسوِّفون(حتى إذا حضر أحدّهُمُ الموتُ قال إنِّي تُبْت الآن) ولولا حضور الموت ما تابوا!
- الكِبْر: فالمتكبِّر يتلبَّس بصفة من صفات الله عزّ وجلّ
- إدّعاءُ الصفات الإلهية: تعالى الله عما يقول المغرورون علواً كبيراً، حيث يدّعي الواحد منهم
ما لا يكون إلا لله عزَّ وجل.كأنْ يدّعي أنَّه هو الرازق لخدَمِهِ ومُوظفيه ومَنْ تحت سلطانه! وأنَّه يُعطي ويمنع، ويجلبُ ويدفع... بينما حقيقةُ واقعة أنَّه(إنْ يسْلُبْهُمُ الذُّباب شيئاً لا يستنقِذوه منه)
- إهانة المؤمنين وإيذاؤهم: ويكفي في هذا ما ورد في أنَّ مَنْ أهان مؤمناً أو اتَّهمه"انماث
الإيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء".
- الحسد: وخطره على أصل الإيمان كبير... فضلاًعن ألمه وعذابه وهمّه وعمّه وحسرته وأنَّه يورث
الأمراض والعِل.
- كثرة الغضب: بسبب وبدون سبب، اتكالاً على حاجة الناس إليه وخوفهم منه، ولسوء خُلُقِه
واتّباعه هواه، وانقياده لشيطانه... لأنه ما من إنسان يغضب إلاّ سيطر عليه جنودُ إبليس، يلعبون به، كما يلعب الأطفال بالكرة.
- تحوير الأحكام الشرعية: توجيههابحسب رغباته و"راحته"، فيُبدِّل ويُفسِّر، ويشرح ما يريد،
ويُخفي ما لا يريد، ويلفُّ ويدور...(ولا تقولوا لما تصف ألسنتكمُ الكذب هذا حرام لتفتروا
على الله الكذب).
- الإكثار من الدنيا ويتعلَّق قلبه بالدنيا، وتصعُبُ عليه مغادرتها... بل يكره الآخرة ولقاء
ربِّه...
- الطمع: فمن كان عنده هذه الصفة، أصبحت غايتُه الوصول إلى مطموعه بأي سبيل، بما يجوز
أو لا يجوز...
- تقليدُ الكفَّار: من أهل الكتاب وغيرهم، في عاداتهم وتصرُّفاتهم وأعيادهم ولهجة كلامهم
التي يُعرفون بها، تعظيماً لهم وانسحاقاً أمامهم
- الاستماع إلى الغناء والموسيقى: وهذا من الأمور التي تُؤثِّر على جوهر الإيمان في نفس
اليوم، بل في نفس الساعة...
فكيف يُصانُ إيمانُ مَنْ يُنْبِتُ النفاق في قلبه، حيث ورد عن مولانا رسول الله (ص):إيـَّاكم
واستماعَ المعازِف والغناء، فإنَّهما يُنبتان النفاق في القلب، كما يُنبت الماء البقل".
وكيف يكون من أهل الإيمان مَنْ وُعد بالنار، والعياذ بالله؟! وأشار الإمام الصادق (ع) إلى أنَّ الغناء أوْعَدَ الله عزّ وجل عليه بالنار، وهو قوله تعالى: (ومن الناس مَنْ يشتري لهو الحديث ليُضِلَّ عن سبيل الله بغير علم ويتَّخذها هُزُواً أولئك لهم عذاب مهين).
خطرُ الغناء والموسيقى، ليس فقط على الإيمان، بل على الرزق والعبادة أيضاً..
- الأخذ بالفتاوي"السَّهْلة": كالأخذ ببعض الشرع لأنه سهلٌ، وتركِ البعض الآخر لأنَّه صعب!والالتزامُ ببعض الفتاوى لأنَّها "معقولة ومناسبة"
- الفعلُ بغير القول: كأن يقول شيئاً أو يدعو إليه أو يتظاهر به... ثم يُخالفهُ في
الفعل...وهذا من علامات النفاق، والعياذ بالله، الذين قال الله وخاطب الله سبحانه رسولهُ(ص) عن الذين يُسارعون في الكفر، ومن صفاتهمقالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمنْ قلوبُهُم)
( همْ للكفر يومئذٍ أقربُ للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم).
ولخطورة البدعة على الإيمان، لعن الله عزَّ وجل، ليس فقط مُخترعيها، بل الساكتين عليها،
الذين لا يردعون أصحابها، فعن رسول الله(ص):"إذا ظهرت البدعُ البدعُ في أُمَّتي، فليُظْر العالِمُ علمَهُ، فمَنْ لم يفعل، فعليه لعنةُ الله"
وأما مثالُ المغرروين الذين يُشرِّعون "عبادات" بكيفيَّات وطرقٍ "مُستحسنة"، فهو إبليس الذي أمره الله جلَّ جلالهُ بالسجود لآدم، فقال:" يا ربِّ، وعزّتك إن أعفيتني من السجود لآدم، لأعبدنّك عبادةً، ما عبدك أحد ٌ ما عبدك أحدٌ قط مثلها، فقال الله جلَّ جلالُه بالسجود (له ولأتباعه وأمثاله):إني أُحبُّ أنْ أُطاع من حيث أريد".
والغريب أنَّ المبتدعين، نعوذ بالله منهم، يظنُّ أنّه كلَّما صعَّب الأعمال، وكان فيها تعبٌ وإرهاق،... كلَّما كانت أفضل!!!
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
طوبى لأهل الإيمان في آخر الزمان
اللهم صل على محمـــــد وآل محمــــد وعجل لوليّهم الفــــــرج