بسم الله الرحمن الرحيم
اللهمّ صلّي على محمّد وآلِ محمّد وعجِّل فرجهُم.
قِصّة تحكي حرية المرأة في الإسلام.
سويدة الهمدانية ماذا فعلت ؟؟
فلنقرأ القِصّة جيداً ...
قُتِل أمير المؤمنين علي (ع) وجاء دور معاوية اللعين.. فغيّر كُلّ الولاة في البلاد ، فكان أن أرسل إلى البصرة " بسر بن أرطأة " وعيّنه والياً عليها ن وقال له : " اذهب إلى البصرة فإنّها معقِلُ شيعة علي ابن أبي طالب ...
وبِسرُ هذا معروفٌ بانحرافه وإجرامه .. إنّه معروفٌ بعدائه لأهل البيت ولشيعة علي روحي له الفداء ..
أمّا سويدة فكان لها نخيلٌ في بساتين البصرة ، فصادر بِسر كل نخيلها ، وبساتينها ، التي كانت قد جعلتها تحت أيدي المستضعفين من الناس .
جاء المستضعفون إلى سويدة ، يبكون وهم يخبرونها بأنّ بِسر قد أخذ البساتين وطردهم منها ، فأصبحوا بالعراء لا مأوى لهم ولا دار .
فلمّا سمِعت سُويدةَ بذلك ، اغتسلت بالألم وراحت إلى بِسر فوقفت أمامه ، وكأنّها أسدٌ باسل ، كانت كلماتها تتساقط على بِسر وكأنّها أحجار ملتهبة ..
قالت : يا بِسر بن أرطأة .. إنّ عُمّالك هجموا على بساتين الضعفاء، وأخرجوا منها أهلها وأخذوها يلعبون بخيرها، وقد أنهم أخذوا أموالاً كثيرةً من النّاس بحجّة جمع الزكاة وأنت تعرف أنّ هذا ليس هو وقت الزكاة، فارجع الأموال إلى أهلها، ورُدّ البساتين إلى أصحابها.. وإلّا فأنني قادرةٌ على القضاء عليك بهذا البلد..
قال بسر : لست راد الأموال إلى أهلها ، ولا البساتين ، واعملي ما شأتِ أن تعملين .
تركت سويدة بسر ، ورجعت إلى الدار ، فهيأت أسباب سفرها وخرجت ميممةً وجهها شطر الشام قاصدةً الرئاسة في دمشق .. لتعرض القضيّة على معاوية .
أنظروا .. وحدها قطعت ذلك الطريق الوعر حتّى وصلت إلى الشام، راحت تطلب الدخول على معاوية..
نزلت من جملها وربطته بباب القصر ، وقالت للحاجب : قل لمعاوية أنّ سويدة من أهل البصرة تُريدُ مقابلتك من أجل شغلٍ هامِ عندها .
دخل الحاجب .. أخبر معاوية .. فلمّا سمع معاوية باسمها قال : جاءت برجلها إلى الموت هذه سويدة التي كانت في صفّين تدفع الرجال في أحضان المعركة إنّها اليوم هنا .. وقد آن الوقت للقضاء عليها .. فلتدخل علينا سويدة :
دخلت ثمّ سلّمت وجلست .
قال معاوية : من أنت ؟؟
قالت في هدوء : أنا سويدة من أهل البصرة ، جئت أشتكي من بسر بن أرطأة فقد أخذ أموال ظلماً ، وكذلك تجاوز الحدود ، وأرعب الناس وأخذ أموالهم ..
وعندما راجعته رفض أن يرُدّ الأموال إلى أهلها من اجل ذلك جئتُ إليك لأدفع ظلاماتي عندك ، ثُمّ أضافت قائلاً : على أنني هددت بِسراً بالقضاء عليه إذا هو لم يستجيب للمطالب التي ذكرتها له ..
وهنا بدء الحقد يأكل صدر معاوية.. فقال لها في غضب شديد .
ألم تكونين أنت المرأة التي تشجع الرجال على القتال وتُنشِدُ الأشعار فتزرع الحماس في النفوس ؟؟
قال نعم قال : أو لست أنت المرأة التي أعادت قبيلة همدان إلى ساحة المعركة في صفّين وأعادت سيطرتها على الميدان بالكامل ؟؟
قالت أجل .. هي أنا سُويدةَ الهمدانيّة من أهل البصرة ..
قال: أو لست أنت من أصحاب علي بن أبي طالب ومن شيعته ؟؟
قالت : نعم . أنا كذلك يا معاوية فماذا عندك..؟؟
ـ أنظروا الآن إلى القوّة الجبّارة التي كانت تتمتّع بها سويدة ـ
قال معاوية: سأقتلك شرّ قتلة وأذيقك الموت غصّةً بعد غصّة..
قالت: ويلك يا معاوية، أراك تجترُّ الماضي وتخلطه بالحاضر.
فقال معاوية: والآن ماذا تريدين ؟؟
قالت: أريد أن تأمر بإرجاع أموال النّاس وإرجاع النخيل إلى أصحابه المستضعفين من الرجال والنساء.
فصاح معاوية اللعين : عليّ بالنطع والسيف والجلّاد .. اقتلوها أمام عيني ، اخلطوا لحمها بدمها .
سكتت ولم تُجِب، ومرّت لحظات، حضر بعدها الجلّادون وفرشوا النطع.
فلمّا رأت النطع أمامها، أنشدت تقول:
صلّى الإلهُ على روحٍ تضمنها قبرٌ **** فأصبح فيه العدلُ مدفونا
قد حالف الحقُّ لا يبغي له بدلاً **** فسار بالحقِّ والإيمان مقرونا
قال معاوية : بحق من قلتي هذا الشعر ؟
قالت: قلته في حقِّ سيِّدي ومولاي أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (ع).
قال ولماذا ؟!
قالت : اعلم يا معاوية انّه في أيّام حكومة أمير المؤمنين وأيّام خلافته ، كان الوالي علينا قد مارس الظلم والضغوط علينا ، فذهبتُ إلى الكوفة ولمّا وردّتُ المسجد ، كان أمير المؤمنين (ع) يريد أن يصلّي ، فقلت يا أمير المؤمنين لا تُكبِّر للصلاة فإنّا واليك علينا قد ظلمنا .. فبكى علي (ع) وقال : " اللهمّ إنّك تعلم أنّي ما أرسلت حاكماً عليهم ليظلمهم ، ثمّ أخرج ورقة من جيبه وكتب عليها عزل الوالي ودفع الكتاب بيدي ، فرجعت إلى البصرة وأنا احمل بيدي عزل الوالي .
أمّ الآن فأنا قادمةٌ عليك من البصرة أحمل إليك شكوى، وأقول لك: إنّ واليك بِسراً قد ظلمنا، فتأمر بضرب عُنقي ؟؟
سلام الله عليك يا أمير المؤمنين ...
فلمّا فرغت من كلامها قال معاوية: ارفعوا النطع ولا يأتي الجلّاد وإنّما عليّ بالكاتب بدل الجلّاد.. دخل الكاتب .
فقال معاوية: أكتب إلى بسر أن يرُدّ الأموال إلى هذه المرأة.
فقالت : ما أصنع بأموالي يا معاوية ؟
إنّما جئتك من أجل القضاء على الظلم في البصرة، وإعادة أموال النّاس كلّها إلى أهلها.
ثمّ تابعت تقول : اسمع يا معاوية ، أمّا أن تعزل بِسراً من ولاية البصرة ، وترُدّ الأموال إلى أهلها وإمّا أن تقتلني هنا ، وإذا لم تفعل من ذلك شيئاً فإنّي لن أرجع إلى البصرة ، وإنّما سأظلُّ هنا في الشام أعمل في إثارة النّاس عليك حتّى يسقط حكمك أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين ..
فقال معاوية :
والله عجباً لك يا أبا الحسن، أيُّ نوعٍ من الأحباب صنعت، لا يخافون الموت ولا يخشون السجن ولا النار !!
فكتب لها كتاباً بعزل الوالي، فأخذته بيدها وعزلت بِسراً من البصرة وأرجعت الأموال إلى أهلها... وهو الكتاب الثاني الذي أخذته بيدها لعزل الولاة في حياتها.
هذه هي حريّة المرأة في العقيدة والاستقلال والشخصيّة...
اللهمّ صلّي على محمّد وآلِ محمّد وعجِّل فرجهُم.
قِصّة تحكي حرية المرأة في الإسلام.
سويدة الهمدانية ماذا فعلت ؟؟
فلنقرأ القِصّة جيداً ...
قُتِل أمير المؤمنين علي (ع) وجاء دور معاوية اللعين.. فغيّر كُلّ الولاة في البلاد ، فكان أن أرسل إلى البصرة " بسر بن أرطأة " وعيّنه والياً عليها ن وقال له : " اذهب إلى البصرة فإنّها معقِلُ شيعة علي ابن أبي طالب ...
وبِسرُ هذا معروفٌ بانحرافه وإجرامه .. إنّه معروفٌ بعدائه لأهل البيت ولشيعة علي روحي له الفداء ..
أمّا سويدة فكان لها نخيلٌ في بساتين البصرة ، فصادر بِسر كل نخيلها ، وبساتينها ، التي كانت قد جعلتها تحت أيدي المستضعفين من الناس .
جاء المستضعفون إلى سويدة ، يبكون وهم يخبرونها بأنّ بِسر قد أخذ البساتين وطردهم منها ، فأصبحوا بالعراء لا مأوى لهم ولا دار .
فلمّا سمِعت سُويدةَ بذلك ، اغتسلت بالألم وراحت إلى بِسر فوقفت أمامه ، وكأنّها أسدٌ باسل ، كانت كلماتها تتساقط على بِسر وكأنّها أحجار ملتهبة ..
قالت : يا بِسر بن أرطأة .. إنّ عُمّالك هجموا على بساتين الضعفاء، وأخرجوا منها أهلها وأخذوها يلعبون بخيرها، وقد أنهم أخذوا أموالاً كثيرةً من النّاس بحجّة جمع الزكاة وأنت تعرف أنّ هذا ليس هو وقت الزكاة، فارجع الأموال إلى أهلها، ورُدّ البساتين إلى أصحابها.. وإلّا فأنني قادرةٌ على القضاء عليك بهذا البلد..
قال بسر : لست راد الأموال إلى أهلها ، ولا البساتين ، واعملي ما شأتِ أن تعملين .
تركت سويدة بسر ، ورجعت إلى الدار ، فهيأت أسباب سفرها وخرجت ميممةً وجهها شطر الشام قاصدةً الرئاسة في دمشق .. لتعرض القضيّة على معاوية .
أنظروا .. وحدها قطعت ذلك الطريق الوعر حتّى وصلت إلى الشام، راحت تطلب الدخول على معاوية..
نزلت من جملها وربطته بباب القصر ، وقالت للحاجب : قل لمعاوية أنّ سويدة من أهل البصرة تُريدُ مقابلتك من أجل شغلٍ هامِ عندها .
دخل الحاجب .. أخبر معاوية .. فلمّا سمع معاوية باسمها قال : جاءت برجلها إلى الموت هذه سويدة التي كانت في صفّين تدفع الرجال في أحضان المعركة إنّها اليوم هنا .. وقد آن الوقت للقضاء عليها .. فلتدخل علينا سويدة :
دخلت ثمّ سلّمت وجلست .
قال معاوية : من أنت ؟؟
قالت في هدوء : أنا سويدة من أهل البصرة ، جئت أشتكي من بسر بن أرطأة فقد أخذ أموال ظلماً ، وكذلك تجاوز الحدود ، وأرعب الناس وأخذ أموالهم ..
وعندما راجعته رفض أن يرُدّ الأموال إلى أهلها من اجل ذلك جئتُ إليك لأدفع ظلاماتي عندك ، ثُمّ أضافت قائلاً : على أنني هددت بِسراً بالقضاء عليه إذا هو لم يستجيب للمطالب التي ذكرتها له ..
وهنا بدء الحقد يأكل صدر معاوية.. فقال لها في غضب شديد .
ألم تكونين أنت المرأة التي تشجع الرجال على القتال وتُنشِدُ الأشعار فتزرع الحماس في النفوس ؟؟
قال نعم قال : أو لست أنت المرأة التي أعادت قبيلة همدان إلى ساحة المعركة في صفّين وأعادت سيطرتها على الميدان بالكامل ؟؟
قالت أجل .. هي أنا سُويدةَ الهمدانيّة من أهل البصرة ..
قال: أو لست أنت من أصحاب علي بن أبي طالب ومن شيعته ؟؟
قالت : نعم . أنا كذلك يا معاوية فماذا عندك..؟؟
ـ أنظروا الآن إلى القوّة الجبّارة التي كانت تتمتّع بها سويدة ـ
قال معاوية: سأقتلك شرّ قتلة وأذيقك الموت غصّةً بعد غصّة..
قالت: ويلك يا معاوية، أراك تجترُّ الماضي وتخلطه بالحاضر.
فقال معاوية: والآن ماذا تريدين ؟؟
قالت: أريد أن تأمر بإرجاع أموال النّاس وإرجاع النخيل إلى أصحابه المستضعفين من الرجال والنساء.
فصاح معاوية اللعين : عليّ بالنطع والسيف والجلّاد .. اقتلوها أمام عيني ، اخلطوا لحمها بدمها .
سكتت ولم تُجِب، ومرّت لحظات، حضر بعدها الجلّادون وفرشوا النطع.
فلمّا رأت النطع أمامها، أنشدت تقول:
صلّى الإلهُ على روحٍ تضمنها قبرٌ **** فأصبح فيه العدلُ مدفونا
قد حالف الحقُّ لا يبغي له بدلاً **** فسار بالحقِّ والإيمان مقرونا
قال معاوية : بحق من قلتي هذا الشعر ؟
قالت: قلته في حقِّ سيِّدي ومولاي أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (ع).
قال ولماذا ؟!
قالت : اعلم يا معاوية انّه في أيّام حكومة أمير المؤمنين وأيّام خلافته ، كان الوالي علينا قد مارس الظلم والضغوط علينا ، فذهبتُ إلى الكوفة ولمّا وردّتُ المسجد ، كان أمير المؤمنين (ع) يريد أن يصلّي ، فقلت يا أمير المؤمنين لا تُكبِّر للصلاة فإنّا واليك علينا قد ظلمنا .. فبكى علي (ع) وقال : " اللهمّ إنّك تعلم أنّي ما أرسلت حاكماً عليهم ليظلمهم ، ثمّ أخرج ورقة من جيبه وكتب عليها عزل الوالي ودفع الكتاب بيدي ، فرجعت إلى البصرة وأنا احمل بيدي عزل الوالي .
أمّ الآن فأنا قادمةٌ عليك من البصرة أحمل إليك شكوى، وأقول لك: إنّ واليك بِسراً قد ظلمنا، فتأمر بضرب عُنقي ؟؟
سلام الله عليك يا أمير المؤمنين ...
فلمّا فرغت من كلامها قال معاوية: ارفعوا النطع ولا يأتي الجلّاد وإنّما عليّ بالكاتب بدل الجلّاد.. دخل الكاتب .
فقال معاوية: أكتب إلى بسر أن يرُدّ الأموال إلى هذه المرأة.
فقالت : ما أصنع بأموالي يا معاوية ؟
إنّما جئتك من أجل القضاء على الظلم في البصرة، وإعادة أموال النّاس كلّها إلى أهلها.
ثمّ تابعت تقول : اسمع يا معاوية ، أمّا أن تعزل بِسراً من ولاية البصرة ، وترُدّ الأموال إلى أهلها وإمّا أن تقتلني هنا ، وإذا لم تفعل من ذلك شيئاً فإنّي لن أرجع إلى البصرة ، وإنّما سأظلُّ هنا في الشام أعمل في إثارة النّاس عليك حتّى يسقط حكمك أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين ..
فقال معاوية :
والله عجباً لك يا أبا الحسن، أيُّ نوعٍ من الأحباب صنعت، لا يخافون الموت ولا يخشون السجن ولا النار !!
فكتب لها كتاباً بعزل الوالي، فأخذته بيدها وعزلت بِسراً من البصرة وأرجعت الأموال إلى أهلها... وهو الكتاب الثاني الذي أخذته بيدها لعزل الولاة في حياتها.
هذه هي حريّة المرأة في العقيدة والاستقلال والشخصيّة...
