بسم الله وبالله والصلاةُ والسلامُ على رسوله وآله أجمعين ..
دخل هِشام بن الحكم مسجد البصرةِ يوماً ، فرأى عمرو بن عُبيد قد اجتمع حوله الناسُ يسألونه فقعد آخر القومِ وقال :
_ أيُّها العالم أنا رجلُ غريب ، أتأذن فأسألك عن مسألة ؟
قال عمرو : إسأل .
قال هِشام : ألك عين ؟
قال عمرو : يا بُني أيُّ هذا من السؤال ؟
قال هِشام : هذه مسألتي .
فقال عمرو : يا بُني سل ، وإن كانت مسألتُك حمقاء .
قال هِشام : ألك عين ؟ قال نعم . قال هِشام : فما تصنعُ بها ؟ قال : أرى بها الألوان والأشخاص . قال هِشام : ألك انف ؟ قال نعم . قال هِشام : فما تصنع به ؟ قال : أشمُّ به الرائحة . قال هشام : ألك لسان ؟ قال : نعم . قال هشام : فما تصنع به : قال : أتكلّم به . قال هِشام : ألك أذن ؟ قال : نعم . قال هشام : فما تصنع بها ؟ قال : أسمع بها الأصوات . قال هشام : ألك يدان ؟ قال : نعم . قال هشام : فما تصنع بهما ؟ قال : أبطش بهما ، وأعرف بهما اللين من الخشن . قال هشام : ألك رجلان ؟ قال : نعم . قال هشام : فما تصنع بهما ؟ قال : أنتقل بهما من مكان إلى مكان . قال لاى: هشام : ألك فم ؟ قال : نعم . قال هشام : فما تصنع به ؟ قال : أعرف به المطاعم والمشارب على اختلافها . قال هشام : ألك قلب ؟ قال : نعم . قال : فما تصنع به ؟ قال : أميِّز به كل ما ورد على هذه الجوارح .
قال هشام : أفليس في هذه الجوارح غنى عن القلب ؟ قال : لا .
قال هشام : وكيف ذلك وهي صحيحة سليمة ؟
قال عمرو : يا بني إنّ الجوارح إذا شكَّت في شيء أو شمّته أو ذاقته ردَّته إلى القلب ، فتيقّن بها اليقين وأبطل الشك .
قال هشام : فإنّما أقام الله عزَّ وجل القلب لشكِّ الجوارح ؟ قال عمرو: نعم . قال هشام : لا بُدّ من القلب وإلّا لم تستيقن الجوارح ؟ قال عمرو : نعم .
قال هشام : يا أبا مروان إنّ الله تبارك وتعالى لم يترك جوارِحكم حتّى جعل لها إماماً يصحح لها الصحيح وينفي ما شكّت فيه , أويترك هذا الخلق كلّه في حيرتهم وشكِّهم واختلافهم , لا يُقيم لهم إماماً يردّون إليه شكَّهم وحيرتهم , ويُقيم لك إماماً لجوارحك ترد إليه حيرتك وشكك ؟!
فسكت عمرو بن عُبيد .
ثبتنا اللهُ وإيّاكُم على الإيمان والولاية ، أسألكم الدعاء ، تحيّة من القلب إلى القلب والسلامُ عليكُم .
دخل هِشام بن الحكم مسجد البصرةِ يوماً ، فرأى عمرو بن عُبيد قد اجتمع حوله الناسُ يسألونه فقعد آخر القومِ وقال :
_ أيُّها العالم أنا رجلُ غريب ، أتأذن فأسألك عن مسألة ؟
قال عمرو : إسأل .
قال هِشام : ألك عين ؟
قال عمرو : يا بُني أيُّ هذا من السؤال ؟
قال هِشام : هذه مسألتي .
فقال عمرو : يا بُني سل ، وإن كانت مسألتُك حمقاء .
قال هِشام : ألك عين ؟ قال نعم . قال هِشام : فما تصنعُ بها ؟ قال : أرى بها الألوان والأشخاص . قال هِشام : ألك انف ؟ قال نعم . قال هِشام : فما تصنع به ؟ قال : أشمُّ به الرائحة . قال هشام : ألك لسان ؟ قال : نعم . قال هشام : فما تصنع به : قال : أتكلّم به . قال هِشام : ألك أذن ؟ قال : نعم . قال هشام : فما تصنع بها ؟ قال : أسمع بها الأصوات . قال هشام : ألك يدان ؟ قال : نعم . قال هشام : فما تصنع بهما ؟ قال : أبطش بهما ، وأعرف بهما اللين من الخشن . قال هشام : ألك رجلان ؟ قال : نعم . قال هشام : فما تصنع بهما ؟ قال : أنتقل بهما من مكان إلى مكان . قال لاى: هشام : ألك فم ؟ قال : نعم . قال هشام : فما تصنع به ؟ قال : أعرف به المطاعم والمشارب على اختلافها . قال هشام : ألك قلب ؟ قال : نعم . قال : فما تصنع به ؟ قال : أميِّز به كل ما ورد على هذه الجوارح .
قال هشام : أفليس في هذه الجوارح غنى عن القلب ؟ قال : لا .
قال هشام : وكيف ذلك وهي صحيحة سليمة ؟
قال عمرو : يا بني إنّ الجوارح إذا شكَّت في شيء أو شمّته أو ذاقته ردَّته إلى القلب ، فتيقّن بها اليقين وأبطل الشك .
قال هشام : فإنّما أقام الله عزَّ وجل القلب لشكِّ الجوارح ؟ قال عمرو: نعم . قال هشام : لا بُدّ من القلب وإلّا لم تستيقن الجوارح ؟ قال عمرو : نعم .
قال هشام : يا أبا مروان إنّ الله تبارك وتعالى لم يترك جوارِحكم حتّى جعل لها إماماً يصحح لها الصحيح وينفي ما شكّت فيه , أويترك هذا الخلق كلّه في حيرتهم وشكِّهم واختلافهم , لا يُقيم لهم إماماً يردّون إليه شكَّهم وحيرتهم , ويُقيم لك إماماً لجوارحك ترد إليه حيرتك وشكك ؟!
فسكت عمرو بن عُبيد .
ثبتنا اللهُ وإيّاكُم على الإيمان والولاية ، أسألكم الدعاء ، تحيّة من القلب إلى القلب والسلامُ عليكُم .