بسم الله وبالله والصلاةُ والسلامُ على رسوله وآله أجمعين ...
يقول الإمام الخميني ( قدس ) في كتابه " منهجيّة الثورة الإسلاميّة " صفحة 166 و 167 .
لا تخافوا من ولاية الفقيه , فالفقيه لا يريد ظلم الناس , وإنّ مثل هذا الفقيه الذي يُريد أن يظلِم الناس لا ولاية له . إنّه الإسلام , والحكم للقانون في الإسلام . وكان النبي ( ص) أيضاً تابعاً للقانون , تابعاً للقانون الإلهي , وغير قادر على التخلُّف .
فقد خاطبه الباري جلّ وعلا " ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ولقطعنا منه الوتين " الحاقة الآية : 44 / 46 .
فلو كان النبيُّ دكتاتوراً , وشخصاً يُخشى منه ممارسة الدكتاتوريّة من خلال جميع تلك القدرات التي حصلت له , لو كان هو ( ص ) ديكتاتوريأ لأمكن حينئذ للفقيه ان يكون دكتاتورياً , لو كان أمير المؤمنين (ع) دكتاتوراً لأمكن للفقيه ان يكون دكتاتوراً , فلا دكتاتوريّة في الأمر . نريد الوقوف بوجه الدكتاتور , وإنّ ولاية الفقيه هي تلك الولاية على الأمور التي تمنع الامور من الخروج عن مجاريها الطبيعيّة , فتشرف على المجلس , وتشرف على رئيس الجمهوريّة حتّى لا يرتكب الخطأ , وتشرف على رئيس الوزراء حتّى لا يرتكب الخطأ , وتشرف على جميع الاجهزة , والجيش حتّى لا يرتكب عملاً خاطئاً .
فنحن نريد الوقوف بوجه الدكتاتوريّة , لا نريد أن تكون دكتاتوريّة , نريد معارضة الدكتاتوريّة . وإنّ ولاية الفقيه هي ضد الدكتاتوريّة , وليس دكتاتوريّة .
الفقيه لا يكون مستبدّاً , فالفقيه الذي يملك هذه الأوصاف يكون عادلاً , وعدالته هي غير العدالة الإجتماعيّة ( المصطلح عليه ) بل هي عدالة بحيث أنّ كلمة كذب واحدة تُسقِطه عن العدالة , فمثل هذا الإنسان لا يرتكب خلافاً , إنذه لا يرتكب المخالفة .
أسألكم الدعاء تحيّة وتقدير والسلام عليكم .