بسمه تعالى
اللهمّ صلِّ على محمّد وآلِ محمّد وعجِّل فرجهم
الأيتام ودائع الله في أرضه ونسائمه التي يهتز لهم عرشه، فهل فكرنا في أيتام الخلق وعشنا همومهم وطموحاتهم وآلامهم والنقص الذي يعيشون به؟.. هل فكر كل واحد منا لو كان الأيتام هم أبناؤه وهو موسد تحت الثرى؟..
لكم أن تتخيلوا - أحبتي - حجم المعاناة التي سنشعر بها عندما يطوف بنا الخيال بمثل هكذا أمر!.. فكيف لو تحول الخيال إلى واقع، وأصبح الأيتام هم أيتامك، ينتظرون من يمسح دمعهم، ويزيل همومهم، ويزرع الابتسامة على ثغورهم ومحياهم؟!.. فآه آه من لوعة اليتم، ولوعة الفقدان!..
لقد كان الأمير علي (ع) يوصي بالأيتام، ويطعمهم بيمينه، ويبكي حنانا وشفقة على أيتام المسلمين ؛ فهل نكون أهلا لوصية الأمير، أم أننا نكون كالبهيمة المربوطة همها علفها، تروح وتأتي وهمها الذات وانتفاخها وركوشاتها الفانية!..
الأيتام - أحبتي - أمانة ربنا الكريم، وهم جزء من مجتمعنا، وعضو مهم من أعضاء جسدنا الإسلامي، فهل نبادر لاحتضانهم قبل أن تحتويهم المرجئة والفئات الضالة المنحرفة؟..
أسئلة تجعلنا نتجاوز هم الذات، التي لا يزيد التمحور حولها إلا هما وغما، فهل نكون في المستوى الذي يجعلنا مع النبي الأعظم (ص) في دار كرامة ليس لها مثيل؟.. قال تعالى : (بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره)!.
تحيّة وتقدير والسلام عليكم