كان لمواقف البطريرك الماروني صدى قوية على الساحة اللبنانية، بدءا من موقفه من سلاح حزب الله، مرورا بالوضع السوري و وصولا الى الوجود المسيحي. كان الأكثر الفاتا أن المواقف صدرت من فرنسا، "الأم الحنون" للبنانيين، ثم ترحيب السفير الفرنسي بها قبل ان يعلن خيبة أمل بلاده منها. و يبدو من الواضح أن الدوافع الأساسية وراء مواقف الراعي، التي يصعب على سمير جعجع ان يتقبلها، كثيرة أهمها:
1- قراءة الراعي الجيدة للتاريخ و الواقع. دخل الأمركيون الى العراق و من ضمن الحجج: حماية المسيحيين هناك، و اذ بالمسحيين تهجروا و لم يبقى منهم الا القلة. في مصر، يلجأ كل من يريد إشعال بلبلة في البلاد الى احراق او تفجير كنيسة لكي تشعل نار الفتنة و الافتتال، أما فلسطين فلا أحد يجهل وضع المسيحيين المزري فيها.
2- أدرك الراعي ان المجتمع الدولي لا يقدر أن يفرض قرارته الا على بلاد مستضعفة أمثال ليبيا و السودان، و أنه يستطيع أن يتفرج على أطفال الصومال يموتون جوعا، و لكنه عاجز حتى عن ادانة أي اداء للأمركيين او لحلفائهم. ما يعني ان وعوده لا تجدي نفعا، و بالتالي لا يمكن التعويل عليه.
3- أدرك الراعي أن أنظمة التشدد الإسلامي لا تحمي المسيحيين، بل تنكل بهم و بالتالي تدفعهم الى الهجرة، و من المنطقي أن سقوط نظام الأسد سيؤدي الى تولي الاسلاميين لزمام الحكم في سوريا.
4- في نظرة سريعة الى ايران، يمكن لاي عاقل ان يتيقن أن المسيحيين يعيشون بكل احترام و تقدير وسط بيئة اسلامية شيعية، و لهم نواب يمثلوهم و لا يتعرض لهم أحد بسوء.
هنا، و في بلد مثل لبنان، لا يمكن لك ان تنعزل عن الآخرين -بالأخص كمسيحي- و اتضح للراعي ان حليف مثل سعد الحريري ( الذي كان مستعدا للتخلي عن المحكمة الدولية - بالتالي عن الحقيفة و دم الوالد و العدالة و كل هذه الشعارات الكاذبة- مقابل كرسي الحكم) لا يمكن أن يكون حليفا يضمن الوجود المسيحي في بلد معقد طائفيا مثل لبنان.. فكان لا بد من مد اليد للطرف الثاني، الأقوى و الأقدر على حماية المسحيين. و اتضح للعالم كله - من خلال الاستقبال المميز للراعي في الجنوب- ان ذاك الطرف الثاني منفتح، و أثبتت التجارب والأيام انه لا يخون من ائتمنه، فكيف اذا كان ذاك المؤتمن هو شريك اساسي في العيش و الوطن. مبروك للراعي.. مبروك للمسلمين و المسيحيين بطريركا بحجم ذاك الرجل.
1- قراءة الراعي الجيدة للتاريخ و الواقع. دخل الأمركيون الى العراق و من ضمن الحجج: حماية المسيحيين هناك، و اذ بالمسحيين تهجروا و لم يبقى منهم الا القلة. في مصر، يلجأ كل من يريد إشعال بلبلة في البلاد الى احراق او تفجير كنيسة لكي تشعل نار الفتنة و الافتتال، أما فلسطين فلا أحد يجهل وضع المسيحيين المزري فيها.
2- أدرك الراعي ان المجتمع الدولي لا يقدر أن يفرض قرارته الا على بلاد مستضعفة أمثال ليبيا و السودان، و أنه يستطيع أن يتفرج على أطفال الصومال يموتون جوعا، و لكنه عاجز حتى عن ادانة أي اداء للأمركيين او لحلفائهم. ما يعني ان وعوده لا تجدي نفعا، و بالتالي لا يمكن التعويل عليه.
3- أدرك الراعي أن أنظمة التشدد الإسلامي لا تحمي المسيحيين، بل تنكل بهم و بالتالي تدفعهم الى الهجرة، و من المنطقي أن سقوط نظام الأسد سيؤدي الى تولي الاسلاميين لزمام الحكم في سوريا.
4- في نظرة سريعة الى ايران، يمكن لاي عاقل ان يتيقن أن المسيحيين يعيشون بكل احترام و تقدير وسط بيئة اسلامية شيعية، و لهم نواب يمثلوهم و لا يتعرض لهم أحد بسوء.
هنا، و في بلد مثل لبنان، لا يمكن لك ان تنعزل عن الآخرين -بالأخص كمسيحي- و اتضح للراعي ان حليف مثل سعد الحريري ( الذي كان مستعدا للتخلي عن المحكمة الدولية - بالتالي عن الحقيفة و دم الوالد و العدالة و كل هذه الشعارات الكاذبة- مقابل كرسي الحكم) لا يمكن أن يكون حليفا يضمن الوجود المسيحي في بلد معقد طائفيا مثل لبنان.. فكان لا بد من مد اليد للطرف الثاني، الأقوى و الأقدر على حماية المسحيين. و اتضح للعالم كله - من خلال الاستقبال المميز للراعي في الجنوب- ان ذاك الطرف الثاني منفتح، و أثبتت التجارب والأيام انه لا يخون من ائتمنه، فكيف اذا كان ذاك المؤتمن هو شريك اساسي في العيش و الوطن. مبروك للراعي.. مبروك للمسلمين و المسيحيين بطريركا بحجم ذاك الرجل.