منتدى محراب النور الثقافي

أهلاً و سهلا بكم في منتدى محراب النور الثقافي
نرجو منكم التسجيل في منتدانا و المشاركة
و لكم جزيل الشكر و التقدير

الادارة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى محراب النور الثقافي

أهلاً و سهلا بكم في منتدى محراب النور الثقافي
نرجو منكم التسجيل في منتدانا و المشاركة
و لكم جزيل الشكر و التقدير

الادارة

منتدى محراب النور الثقافي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى محراب النور الثقافي

--------- ملتقى شبابي ثقافي ---------


    «طوباوية» جعجع وخريف البطريرك

    shaza
    shaza


    عدد المساهمات : 381
    تاريخ التسجيل : 24/03/2011

    «طوباوية» جعجع وخريف البطريرك   Empty «طوباوية» جعجع وخريف البطريرك

    مُساهمة من طرف shaza 27/9/2011, 12:45 pm

    [url=[IMG=https://2img.net/r/ihimizer/img707/2826/1317015662.th.jpg][/IMG] ][IMG=https://2img.net/r/ihimizer/img707/2826/1317015662.th.jpg][/IMG] [/url]




    لا يمكن أن يكون الكلام الذي ألقاه «قائد القوات اللبنانية» أول من أمس، خطاباً لسمير جعجع، يلزم أن يكون المرء سوريالياً جداً، كفكاوياً جداً وفاقداً للأهلية العقلية، كي يصدّق أن هذا الذي يبشر بالمسيحية والحرية والديموقراطية والسلام ونظافة السلاح وطهارة القتال ونبل المقاصد ..



    هو عن جد، سمير جعجع بالذات، اذ لا شبه بين القائل وأقواله، إلا في ما ندر. ولا شبه بين الكلام والوقائع، ولا صدقية في سرد مآثر القتل والتهجير، والأهم، أن مسيحيته هذه ليست مسيحية المسيحيين كلهم، على الأقل، في لبنان. هي مسيحية فات اوانها السياسي.

    فلنبدأ من حيث يجب.

    أولاً: الأجراس التي يصرّ جعجع على قرعها هي في تناقص. ربما هو يظن أن المسيحيين حكر على بشرّي ومعراب و«دولتي المتن الشمالي وكسروان» وبعض جبيل وزحلة، حيث لا تزال الأجراس مزدهرة والكنائس عامرة. هل يعرف أن كنائس كثيرة في مناطق متعددة، كانت مزدهرة بأجراسها ومؤمنيها وتراتيلها، أقفلت أبوابها، وسلمت مفاتيحها إما إلى مخاتير يرعونها أو إلى مشايخ يحفظونها؟ الأجراس هناك صمتت. لا أصوات ولا صلوات.

    هل يعرف ذلك؟

    هل يعرف أن المشروع السياسي المسيحي الذي تناوب عليه، «كتائب» و«أحرار» و«روابط مارونية» و«قوات لبنانية» وقساوسة وقادة عسكريون مسيحيون، قد أفرغ أطراف الجغرافيا اللبنانية من مسيحييها؟ هل زار الجنوب؟ هل يعرف قرى قضاء الزهراني؟ هل عاد مرة اخرى إلى قرى شرق صيدا؟ هل البقاع الغربي ضمن خريطته؟ هل البقاع الشمالي من مطارحه؟ هل مناطق الشمال من طرابلس إلى الجرود العكارية حظيت منه بمعرفة؟ هل أحصى عدد المسيحيين في الشوف؟

    المسيحيون، خارج الكانتون المسيحي غير المعلن حتى اليوم، تدل عليهم قبورهم، وعجائزهم ومن شحّ زيته ولم يهجر بعد.

    كان المسيحيون منتشرين، قبل «المشروع المسيحي الماروني» في أكثرية القرى اللبنانية. لأن المسلمين في لبنان موزعون سنة في المدن، بلا شيعة، دروز في الجبل وراشيا ووادي التيم بلا شيعة ولا سنة، والشيعة أهل أرياف باستثناء صور. لا يساكنون سنة ولا دروزاً. وحدهم المسيحيون كانوا منتشرين، وانتشارهم كان يبشر بلبنان الواحد غير المنقسم. لأن مصلحتهم في بقائهم حيث هم، لا حيث تم تجميعهم بعد هجرة وتهجير ومجازر. وحدهم كانوا نسيجاً وحدوياً، لو جاءتهم رسالة الوطن الواحد، عوض نعيق البوم الطائفي.

    عن أي مسيحيين يجرؤ أن يتحدث جعجع؟ ما عددهم؟ أين وجودهم؟ لقد انتهى بشير الجميل من زمان؟

    خطاب جعجع هو خطاب بشير القديم. خطاب الانتحارات المتتالية. هذا صدى ما كان يردده «نحن ملائكة هذا الشرق وشياطينه أيضاً».

    ألا يعرف جعجع ان الشياطين موجودة في كل الطوائف؟

    من شطآن زنجبار إلى مضائق جبل طارق؟ وان هذه الشياطين تقاتل بالآيات والأناجيل والأحاديث والفتاوى، وأبواب الجحيم مفتوحة لها؟ أعوذ بالله من شياطين المذاهب والطوائف وأحزابها وتياراتها... انها تشبه بعضها بعضاً، فلا فرق بين شيطان وشيطان إلا بالفجور.

    إلى أين يأخذ جعجع المسيحيين؟

    جواب: إلى لا مكان أبداً. لم يعد الزمن زمن بشير الجميل، ولو بصيغة جعجع. ولا عاد المسيحيون بعد هزائمهم وتناقصهم وما تعرضوا له في فلسطين والعراق، وبعد مخاوفهم المستحدثة في سوريا، وبعد تضاؤل عددهم وتأثيرهم في لبنان، قادرين على حمل غير صليبهم، على أمل بعيد بالقيامة يوما ما، في أصقاع الدنيا... لا مشروع مسيحياً قابلاً للحياة... ولا كان لأي مشروع طائفي، قابلية، لغير النحر والانتحار. التفتوا حولكم. كل يوم كربلاءللشيعة وسواهم.

    فلنعد إلى حيث قال جعجع: إن الثورات العربية الراهنة هي استجابة لما تقوله المسيحية وتبشر به. لا، ليس ذلك صحيحاً البتة. لا علاقة للمسيحية والمسيحيين بهذه الثورات، وتحديداً، لا علاقة لمسيحيي الشرق القدماء والمخضرمين والمعاصرين بذلك. الكنيسة المارونية لعبت منذ ما قبل القائمقاميتين (زمن البطريرك حبيش) لعبة التقسيم والسلطة. باعت السلطان من أجل رأس لبنان، أي كي يكون وارث الامارة الدرزية مسيحياً. وكان لها ما أرادت في المتصرفية. متصرف مسيحي يعينه الباب العالي المسلم السني. أما سلالة البطاركة، فلم تشذ عن طلب الكيان والحماية والسلطة. المسيحية كانت إيماناً وقيماً وأفكاراً ورسالة في مواقع وكانت مصالح ونزعات وفتناً. في بيئة يتقدم فيها الولاء المذهبي على الالتزام الوطني أو القومي أو... الإنساني.

    ثم، فلنكف عن كذبة مسيحية رواد النهضة من المسيحيين. هؤلاء حملوا قيم الحرية والكرامة والعدالة والأخوة والمساواة والدستور والدولة، من تراث غربي مناقض ومناهض للمسيحية في عقر دارها الأوروبي. بطرس البستاني كان قومياً علمانياً ولم يكن بدعوته بروتستانتياً مسيحياً. جبران خليل جبران، (الكافر من وجهة نظر الكنيسة) لم يكن مسيحياً بما كتبه، كان ثورياً وتحررياً وإنسانياً. ولا كان أمين الريحاني كذلك، ولا كان اليازجيان أيضاً، ولا كان أديب اسحق مختلفا، ولا كان البساتنة القدماء من رواد التبشير بالمسيحية السياسية. بالإضافة إلى فرح انطون وفرنسيس المراش...

    المسيحيون سياسياً، كانوا إما كتائب لبنانية، أو «وطنيين أحرار» أو «كتلة وطنية». وشعارهم طائفي فقط، وأرقى ما توصلوا إليه، التعايش، مع الغلبة. التعايش مع الامتيازات، التعايش مع ذمية الشيعي والسني سياسياً للماروني.

    فلنعد إلى حيث قال جعجع ما لا يمكن الصفح عنه:

    من قتل المسيحيين:

    الأحداث اللبنانية حافلة بالقتال والقتل، حيث يصح القول الجميع قاتل وقتل الجميع. المقتلة ليست حكراً على قتلة من دول أو مذاهب أو طوائف أو أحزاب أو منظمات. الكل قاتل وقتل وارتكب المجزرة.

    هل نسمي؟

    خوفاً من إثارة العفن الطائفي المزمن، نكتفي بالقول:

    لا أحدا بريء من دماء اللبنانيين. كل اللبنانيين. كل من حضر له نصيب. كل من كان هنا له دور. كل من حمل السلاح لوثه بالدماء. وعليه، ومن دون استثناء أحد أبداً، شيعة وسنة ودروزاً وفلسطينيين وسوريين وأحزاباً، جميعهم في القتل مرتكب. انما، تميزت «القوات اللبنانية» في عهودها كافة، من بشير إلى ورثته وصولاً إلى جعجع، بأنها ذات صفحات ملطخة بقتل المسيحيين. من نافل القول تعداد المجازر، من إهدن إلى الصفرا إلى عين الرمانة. وتبقى مجزرة صبرا وشاتيلا شاهدا على «الحضارة المدججة بالحقد، والحرية المتمرسة بالكراهية، والإنسانية التي لا ترتدي إلا الجزمات». هل ينفع ان يفرح جعجع بفلسطين دولة وعودة فلسطينيي لبنان إلى فلسطين؟ أليس مطلوباً الاعتذار؟ لقد اعتذر السفير الفلسطيني السابق. من اعتذر عن مجازر ارتكبت بحق الفلسطينيين؟ لا أحد.

    هذا معيب حقاً. هل ان الذي كان يلقي الخطاب، يعرف ذلك.

    طبعاً، انه يعرف جيداً. ويعرف أيضاً ان الاغتيالات السياسية، متشعبة ومتعددة واشترك كثيرون في تنفيذها، ومن ضمنها «القوات اللبنانية»، وصدرت فيها أحكام ولم تبرأ الساحة إلا بالسياسة أي بالعفو.

    رشيد كرامي... من قتله؟ لا أحد؟؟ كلهم في القتل سواسية.

    ونستكمل عرض جعجع الأنيق، المطعم بالفخامة، المزدان بالسجاد الأحمر والورود، والمحتضن من أصحاب النيافة والغبطة والسيادة وبعض رجال الدين المسلمين وقادة «ثورة الأرز» و...

    هل صحيح ان الذي يمنع قيام الدولة هو سلاح حزب الله؟

    طيب! فلنفترض ذلك. عمر سلاح حزب الله، بعد قيام الطائف، عشرون سنة. وعمره بعد التحرير أحد عشر عاماً. قبل ذلك الزمن، من منع قيام الدولة؟ أليست الطوائفيات التي قلدت «المارونية السياسية» هي التي منعت نشوء الدولة؟ ألم يخرق «المسالمون» اللبنانيون غير المسلحين الميثاق الوطني مراراً؟ ألم تمد كل طائفة يدها متسولة دعماً من خارج اقليمي او دولي او إسرائيلي.

    ولو!! هل كان لبنان سويسرا عن جد. بلا كذب! لبنان، كما قال عنه ثاني رئيس للحكومة في لبنان، عبد الحميد كرامي... انه مزرعة، ودعا الرئيس بشارة الخوري لتفكيك هذه المزرعة لإقامة دولة. لبنان منذ نشأته، لا كان وطنا لجميع أبنائه، ولا دولة حاضنة لجميع أبنائه، ولا نظاما عادلاً مع جميع ابنائه. كان نقيض «القيم الحضارية» التي قال عنها جعجع، انها من الثوابت المسيحية. كان لبنان يعيش بالمزاد. هناك من يبيع فيه وفي الخارج من يشتري منه فلا سيادة حرية ولا استقلال.

    لقد كان الانحطاط الحضاري سمة لبنانية، على مستوى الاخلاق والمفاهيم والقيم والسياسة. الحضارة عنده، كانت فندقاً و«سوقا» داشرة وبوابة العبور من الشرق إلى الغرب وبالعكس. ولكل العابرين من سوء السبيل.

    لنعد إلى البداية.

    خطاب جعجع، ليس لجعجع. كان يمكن ان يكون لأحد قديسي المسيحية، في السياسة. لا ان يكون كلام أحد شياطين السياسة في الدين والطائفة والوطن.

    هذا خطاب مفلس، باستثناء ما جاء به من صيغ كلامية باهرة وساحرة ومفتخرة. مفلس، لأن غربلته واقعياً تفيد بأن النتيجة «فالصو». لا طحين البتة، بعد هذه الجعجعة: المسيحيون في المشرق، لن يكونوا أهل ذمة، لان وجودهم المادي بات في مرّ الختام. فات الجميع حل مشكلة الأقليات والأكثريات، قلنا سابقاً، الجميع في أزمة وخطر. السنة ليسوا أفضل حالاً، والشيعة كذلك. الفتنة السنية الشيعية مشروع المنطقة الذي يسير على قدميه حثيثا. والكل في المقتلة.

    هذا خطاب له بطركه الخاص، الذي يتمنع عن الحراك من أجل لبنان وسوريا وفلسطين والعراق. هذا خطاب له سيده الكردينال، في مواجهة خطاب آخر مختلف، خطاب قلق، يسائل، يبحث، يتحرك، يصافح، يواجه، هو خطاب البطريرك الراعي. خطاب جديد، «فمن له أذنان سامعتان فليسمع».

    خطابان: واحد آفل لا مستقبل له. وآخر حاضر مفتوح على مستقبل، قد يطمئن، أو قد يخفف من وقع المآسي القادمة.

    يلزمنا الكثير من اللاعقلانية، كي نستمر في الكتابة عن خطاب جاء متأخراً أكثر من ثلاثين عاماً، ولا يصدق مع الوقائع ولا يفي مع القضايا ولا يبشر إلا... بشياطين الشرق الذين عاثوا طائفياً في الأوطان.

    لبنان الحاضر، هو أين ماضيه الطوائفي والدموي.

    ولبنان المستقبل، قد يأتيه الربيع، انما، من دون طوائفه. لذلك سيتأخر ربيع لبنان إلى أجل غير مسمى. مجد لبنان أعطيَ لطوائفه.

    فلتنعم الطوائفيات بخريف الوطن القديم. انه خريف البطريرك بوجوهه المتعددة.


    نصري الصايغ

      الوقت/التاريخ الآن هو 24/11/2024, 6:09 am