بسم الله الرحمن الرحيم , الصلاة والسلام على أشرف خلق الله وأعز المرسلين سيدنا محمّد (ص) وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين (ع)
السلام عليكم إخواني وأخواتي . .
يبدأ الإنسان رحلته الدنيوية في التعرف على الطبيعة المحيطة به , أولاً في بطن أمّه الذي هو العالم الأوّل لهذا الطفل , وعندما يتم إخراجه من هذا العالم إلى العالم الخارجي يصرخ صرخة المفاجأة ! لماذا ؟ هذا الطفل كان يظن أنّ بطن أمّه هو العالم الوحيد الموجود فعندما أُخرج من بطن أمّه أصبح يريد أن يتمسّك في هذا العالم ويريد الدخول مجدداً فيتمسّك جيّداً ويبدأ بالصراخ , لا يريد الخروج فالعالم الخارجي غريب عنه وغامض ولا يدري ماذا يوجد في الخارج . هذه الحالة التي نصورها لكم هي نفس حالة الإنسان عندما تأتيه ساعة الموت يبدأ بالصراخ والبكاء فعندما يأتي ملك الموت ينقطع عن العالم أجمع فلا يستطيع الكلام ولا السمع ولا شيئ فيرى ملك الموت أمامه عندما يأتي لقبض روحه ويقول له حان وقت رحيلك ! فيمر شريط حياته في ذهنه فيبدأ الإنسان بالتحسّر على فاته ويبكي ويصرخ صراخاً لا يسمعه أحد من الخلق غيره فيصبح وحيداً , ماذا جرى لهذا الإنسان ؟ ! , يمكننا أن نقول أنّ هذا الإنسان لم يستعد لعالمه الخارجي فكان يشغل نفسه في حياته الدنيا ونسي أنّه يوجد عالم آخر ينتظره فيبدأ بالتمسّك في حياته الدنيا مثل ذاك الطفل ولكن دون جدوى , فإلى أين المفر ؟ فوالله لو وُجد مفر لرأينا أن العباد تدور الأراضي والبحار للتخلص من الموت ولكن يأتيكم وأنتم في بروج مشيّدة ويأتيكم من حيث لا تحتسبون.
ولهذا يجب أن نستعد لصرخة المفاجأة التي سوف نطلقها حين موتنا وأن نكون مستعدين لكل صغيرة وكبيرة , فنحن نسينا الذنوب والمعاصي التي ارتكبناها في أوقات الغفلة ولكن لم ينسياها المَلكان الذَين على كَتِفَيك , (ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة) ؟
أسأل الله عزّ وجلّ أن يرزقنا رحمته وأن يعيننا في وحدتنا عند وقوفنا بين يديه وأن يجعل ذلك المنزل الأبدي روضة من رياض الجنة وألا يجعله حفرة من حفر النار . .
اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد ولا تخرجنا من هذه الدنيا إلا وأنت راضي عنا واغفر لنا ذنوبنا يا أرحم الراحمين
أسألكم الدعاء
السلام عليكم إخواني وأخواتي . .
يبدأ الإنسان رحلته الدنيوية في التعرف على الطبيعة المحيطة به , أولاً في بطن أمّه الذي هو العالم الأوّل لهذا الطفل , وعندما يتم إخراجه من هذا العالم إلى العالم الخارجي يصرخ صرخة المفاجأة ! لماذا ؟ هذا الطفل كان يظن أنّ بطن أمّه هو العالم الوحيد الموجود فعندما أُخرج من بطن أمّه أصبح يريد أن يتمسّك في هذا العالم ويريد الدخول مجدداً فيتمسّك جيّداً ويبدأ بالصراخ , لا يريد الخروج فالعالم الخارجي غريب عنه وغامض ولا يدري ماذا يوجد في الخارج . هذه الحالة التي نصورها لكم هي نفس حالة الإنسان عندما تأتيه ساعة الموت يبدأ بالصراخ والبكاء فعندما يأتي ملك الموت ينقطع عن العالم أجمع فلا يستطيع الكلام ولا السمع ولا شيئ فيرى ملك الموت أمامه عندما يأتي لقبض روحه ويقول له حان وقت رحيلك ! فيمر شريط حياته في ذهنه فيبدأ الإنسان بالتحسّر على فاته ويبكي ويصرخ صراخاً لا يسمعه أحد من الخلق غيره فيصبح وحيداً , ماذا جرى لهذا الإنسان ؟ ! , يمكننا أن نقول أنّ هذا الإنسان لم يستعد لعالمه الخارجي فكان يشغل نفسه في حياته الدنيا ونسي أنّه يوجد عالم آخر ينتظره فيبدأ بالتمسّك في حياته الدنيا مثل ذاك الطفل ولكن دون جدوى , فإلى أين المفر ؟ فوالله لو وُجد مفر لرأينا أن العباد تدور الأراضي والبحار للتخلص من الموت ولكن يأتيكم وأنتم في بروج مشيّدة ويأتيكم من حيث لا تحتسبون.
ولهذا يجب أن نستعد لصرخة المفاجأة التي سوف نطلقها حين موتنا وأن نكون مستعدين لكل صغيرة وكبيرة , فنحن نسينا الذنوب والمعاصي التي ارتكبناها في أوقات الغفلة ولكن لم ينسياها المَلكان الذَين على كَتِفَيك , (ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة) ؟
أسأل الله عزّ وجلّ أن يرزقنا رحمته وأن يعيننا في وحدتنا عند وقوفنا بين يديه وأن يجعل ذلك المنزل الأبدي روضة من رياض الجنة وألا يجعله حفرة من حفر النار . .
اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد ولا تخرجنا من هذه الدنيا إلا وأنت راضي عنا واغفر لنا ذنوبنا يا أرحم الراحمين
أسألكم الدعاء