السلام عليكم أختي "عاشقة علي " ورحمة الله وبركاته ....
أما بعد.....
ان المتبادر الي اذهان البعض ان شهر صفر هو شهر نحوسة ويخشى البعض نزول البلاء عليهم في هذا الشهر الكريم فلا يقدمون على أي عمل خشيئة وتشاؤما منه وكما ذكرتِ هذا ليس بصحيح وهو من الجهل الواضح والخرافة لا يمكن التصديق بها ......
والدليل على عدم صحة هذا الشؤم والنحوسة عدة ادلة ومنها:
اولا: القران الكريم :
لم يحدد القران الكريم نحوسة شهر ابدا نعم أشار الى الي فضل بعض الشهور وعبر عنها بالمباركة كما في شهر رمضان الذي تبارك لسببين نزول القران الكريم وليلة القدر كما ان القران الكريم اشار الى عدد الاشهر وقال: (ان عدم الشهور عند الله اثنا عشرة شهر اربعة منها حرم) ولم يحدد المنحوسة .
كما ان القران الكريم اشار الى سبب نزول الخيرات والبركات وهي الطاعة والمعصية ولا مدخلية للزمان في ذلك قال تعالى (ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض) وقال(ولو ان اهل الكتاب امنوا واتقوا)) وقال
والو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا) وقال: ( ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك )) وقال: ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا).
ويظهر من الايات الكريمة ان افعال المكلفين من الناس هي محل وسبب الجزاء والعقاب وليس الزمان لانه مجرد وعاء للاحداث كما يقال فهو وعاء للاحداث التي تقع .
ومن العجيب من البعض ان يستشهد بقوله تعالى
فأرسل عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات ) ان العقاب عليهم نزل في شهر صفر فكان هذا سببا للنحوسة وهذا كلام غير دقيق لان سبب نزول العذاب عليهم هو عدم طاعتهم لله تعالى وبقاءهم على شركم كما هو معلوم ولم يكن نزول العذاب في صفر .فراجع القصة في قصص الانبياء في قصة عاد الاية16 من سورة فصلت.
نعم القران الكريم اشار الى نحوسة هذا بصيغة اخرى بحيث نسب زيادة الكفر الى افعال الكافرين قال سبحانه
إِنّمَا النّسِيَءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلّ بِهِ الّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلّونَهُ عَاماً وَيُحَرّمُونَهُ عَاماً لّيُوَاطِئُواْ عِدّةَ مَا حَرّمَ اللّهُ فَيُحِلّواْ مَا حَرّمَ اللّهُ زُيّنَ لَهُمْ سُوَءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) وقد رد على تصرف المشركين حيث يقدمون شهر صفر على محرم ليغزو وينهبوا ويسرقوا فيه ويؤخرون محرم فكانوا يقدمون ويؤخرون في الاشهر الحرم كما يحلوا لهم فكان شهر صفر شهر شؤم ونحوسة على اهل الجاهلية لان فيه تحدث الهجمات وتسبا النساء والاطفال وتقتل الرجال وتحرق الدور فكان من الاشهر المشؤمة والمنحوسة في الجاهلية ليس الا ولكنه وللاسف اصبح من العادات الجارية الي يومنا هذا وليس له صحة في ديننا.
ثانيا: في السنة المطهرة:
واما الحديث عن شهر صفر في احاديث واخبار الرسول واهل البيت صلوات الله عليهم اجمعين فأنني لم اجد حديثا واحدا صحيحا يتحدث عن شؤم ونحوسة هذا الشهر بل العكس وجدت في اخبارنا وكتبنا وكتب الصحاح كسنن ابن داود ج2 رقم 3911ص231 وغيره من كتب السنة نفي ونهي الرسول (ص واله) عن التطير والتشائم من شهر صفر وانه من عادات الجاهلية التي سرت الينا فمثلا:
في كتاب سنن ابن داود السجستاني يروي عن رسول الله ص واله: لاعدوى ولا طيرة وات صفر ولا هامة.ومعناه كما قاله مالك ان اهل الجاهلية كانوا يحلونه عاما ويحرمونه عاما.
نعم قال الشيخ عباس القمي في مفاتيحه في باب شهر صفر قال : وهذا الشهر معروف بالنحوسة . ومعناه معروف عند العوام ومشتهر بينهم شهرة الاساطير وهو من الخرافات لا انه معروف بالروايات والا فلا توجد رواية حوله عن اهل البيت عليهم السلام .
وقد يقول قائل اذا لماذا يستحب قراءة هذا الدعاء في كل يوم من شهر صفر عشرة مرات (ياشديد القوى ويا شديد المحال..... الخ) ؟ نقول انما اهل البيت علموا الناس بعض الادعية في هذا الشهر لا لاجل وجود النحوسة فيه ولا فلا صحة لهذا الموضوع ولكن لما توهم الناس ذلك حاول اهل البيت عليهم يولدوا الاطمئنان بان الدعاء يرد البلاء وهي قضية اساسية وعقائدية جارية في كل شهر وساعة ويوم ان الدعاء له اثاره الغريبة فهو سلاح المؤمن كما في الروايات ففهم.
منققققول