قصة المحقق الاردبيلي و لقمة الحلال
جاء والد المحقق الاردبيلي إلى قناة يملأ قربته ماءً فرأى تفاحة تجري على الماء ، فأخذها و أكلها ، ولكنه وقف فجأة يفكر ، كيف أكل التفاحة ، و لم يستأذن من صاحبها ، فأخذ يعاتب نفسه على هذا التصرف الذي لا ينبغي صدوره منه ، و لذا فكر في أن يمشي باتجاه معاكس لجريان الماء ، لعله يصل إلى صاحب التفاحة ، فيسترضيه على أكله لها ، مشى مسافة حتى وصل إلى مزرعة التفاح ، فلقي صاحب المزرعة ، و كان عليه سيماء الصالحين
فقال له: إن تفاحة كانت تجري على الماء في القناة ، فأخذتها ، و أكلتها أرجوك أرض عني!
أجابه الرجل: كلا لن أرضى عنك.
قال: أعطيك ثمنها.
قال: لا
و بعد الإصرار و الإلحاح الشديدين وافق صاحب المزرعة ، أن يرضَ عنه ولكن بشرط واحد!
قال الشاب: فما هو الشرط ؟
أجاب الرجل: عندي ابنة عمياء ، صماء، خرساء ، مشلولة الأرجل ، إذا وافقت أن تتزوجها أرضَ عنك وإلا فلا!
فلما رأى الشاب أنه لا سبيل إلى جلب رضاه إلا بالموافقة على هذا الشرط الصعب ، دعاه إيمانه إلى الموافقة. و هو يندب حظه ، و يسترجع ( يسترجع: أي يقول إنا لله و إنا إليه راجعون ) على هذا البلاء العظيم جراء تفاحة.
مضت الأمور كما يريد أبو البنت ، و قرأ العقد ، و تزوج الشاب ، و عند دخوله على عروسه فوجىء بعروس ذات قامة ممشوقة ، و هي في غاية الجمال ، أنها مواصفات نقيضة للمواصفات التي ذكرها له أبوها .
فخرج الشاب مسرعا ( خشية حدوث خطأ في الزواج فتحدث له مشكلة أخرى ) و إذا بالرجل ينتظره مبتسماً قال : خيراً إلى أين ؟
قال الشاب: إن البنت التي ذكرت لي وصفها ليست هي العروس التي دخلت عليها ؟!
أجابه الرجل: إنها هي .
لأني حينما وجدتك جاداً في جلب رضاي لأكلك تفاحة خرجت عن حيازتي ، و سقطت في الماء و أخذها الماء مسافة بعيدة و جئت تطلب الحل ، علمت إنك الشاب الذي كنت انتظره منذ أمد لأزوجه ابنتي الصالحة هذه.
و لقد قلت لك: إنها عمياء خرساء ، فلأنها لم تنظر ، ولم تكلم رجلا أجنبيا قط .
و قلت لك: إنها مشلولة ، فلأنها لم تخرج من المنزل لتدور في الطرق ، و إنها صماء ، فلأنها لم تستمع إلى غيبة أو غناء
أليست هذه فتاة مؤمنة يستحقها شاب مثلك ؟
و كان ثمار هذا الزواج المبارك ولادة إنسان اشتهر في ورعه و تقواه وقربه إلى الله و حبه للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ومودته العميقة لأهل البيت ( عليهم السلام ) ،و هو الشيخ أحمد الاردبيلي.
ولكي نعلم كيف صار الشيخ الاردبيلي هكذا لننظر إلى أمه ماذا تقول حينما سُئلت كيف صار ولدها الشيخ بهذا المقام ؟
فأجابت: أني لم آكل في حياتي لقمة مشبوهة ، و قبل إرضاع طفلي كنت مداومة على إسباغ الوضو ء ، ولم انظر إلى رجل أجنبي بريبة قط ، و سعيت في تربية طفلي أن أراعي النظافة و الطهارة ، و أن يصاحب الأولاد الصالحين.
ونحن حينما نتأمل هذه الحادثة العظيمة نعرف كيف يكون أثر لقمة الحلال ، و كيف يؤثر الاجتناب عن المحرمات ، و ردع النفس عن الاقتحام في الشبهات و المحظورات .
فقد ورد عن النبي ( صلى الله عليه وآله ): « ترك لقمة الحرام أحب إلى الله من صلاة ألفي ركعة تطوعًا » ،
( عدة الداعي: 65).
لما سأل الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال: « ما أفضل الأعمال ؟ ، قال : الورع عن محارم الله »
( بحار الأنوار 42: 190)
و يقول ( صلى الله عليه وآله ): « لا يقدر رجل على حرام ثم يدعه ليس به إلاّ مخافة الله إلاّ أبدله الله في عاجل الدنيا قبل الآخرة »
، ( كنز العمال 15: 787).
قال الامام الرضا ( عليه السلام )
(( من لم يقدر على مايكفر به ذنوبه , فليكثر من الصلاة على محمد وآله , فإنها تهدم الذنوب هدما ))
عن رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلـم :
" أبخلُ النـاسِ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ علَيّ "
اللهم صلِ على محمد وآلِ محمـد وعجل فرجهم
اللهم ثبت قلبي على دينك
جاء والد المحقق الاردبيلي إلى قناة يملأ قربته ماءً فرأى تفاحة تجري على الماء ، فأخذها و أكلها ، ولكنه وقف فجأة يفكر ، كيف أكل التفاحة ، و لم يستأذن من صاحبها ، فأخذ يعاتب نفسه على هذا التصرف الذي لا ينبغي صدوره منه ، و لذا فكر في أن يمشي باتجاه معاكس لجريان الماء ، لعله يصل إلى صاحب التفاحة ، فيسترضيه على أكله لها ، مشى مسافة حتى وصل إلى مزرعة التفاح ، فلقي صاحب المزرعة ، و كان عليه سيماء الصالحين
فقال له: إن تفاحة كانت تجري على الماء في القناة ، فأخذتها ، و أكلتها أرجوك أرض عني!
أجابه الرجل: كلا لن أرضى عنك.
قال: أعطيك ثمنها.
قال: لا
و بعد الإصرار و الإلحاح الشديدين وافق صاحب المزرعة ، أن يرضَ عنه ولكن بشرط واحد!
قال الشاب: فما هو الشرط ؟
أجاب الرجل: عندي ابنة عمياء ، صماء، خرساء ، مشلولة الأرجل ، إذا وافقت أن تتزوجها أرضَ عنك وإلا فلا!
فلما رأى الشاب أنه لا سبيل إلى جلب رضاه إلا بالموافقة على هذا الشرط الصعب ، دعاه إيمانه إلى الموافقة. و هو يندب حظه ، و يسترجع ( يسترجع: أي يقول إنا لله و إنا إليه راجعون ) على هذا البلاء العظيم جراء تفاحة.
مضت الأمور كما يريد أبو البنت ، و قرأ العقد ، و تزوج الشاب ، و عند دخوله على عروسه فوجىء بعروس ذات قامة ممشوقة ، و هي في غاية الجمال ، أنها مواصفات نقيضة للمواصفات التي ذكرها له أبوها .
فخرج الشاب مسرعا ( خشية حدوث خطأ في الزواج فتحدث له مشكلة أخرى ) و إذا بالرجل ينتظره مبتسماً قال : خيراً إلى أين ؟
قال الشاب: إن البنت التي ذكرت لي وصفها ليست هي العروس التي دخلت عليها ؟!
أجابه الرجل: إنها هي .
لأني حينما وجدتك جاداً في جلب رضاي لأكلك تفاحة خرجت عن حيازتي ، و سقطت في الماء و أخذها الماء مسافة بعيدة و جئت تطلب الحل ، علمت إنك الشاب الذي كنت انتظره منذ أمد لأزوجه ابنتي الصالحة هذه.
و لقد قلت لك: إنها عمياء خرساء ، فلأنها لم تنظر ، ولم تكلم رجلا أجنبيا قط .
و قلت لك: إنها مشلولة ، فلأنها لم تخرج من المنزل لتدور في الطرق ، و إنها صماء ، فلأنها لم تستمع إلى غيبة أو غناء
أليست هذه فتاة مؤمنة يستحقها شاب مثلك ؟
و كان ثمار هذا الزواج المبارك ولادة إنسان اشتهر في ورعه و تقواه وقربه إلى الله و حبه للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ومودته العميقة لأهل البيت ( عليهم السلام ) ،و هو الشيخ أحمد الاردبيلي.
ولكي نعلم كيف صار الشيخ الاردبيلي هكذا لننظر إلى أمه ماذا تقول حينما سُئلت كيف صار ولدها الشيخ بهذا المقام ؟
فأجابت: أني لم آكل في حياتي لقمة مشبوهة ، و قبل إرضاع طفلي كنت مداومة على إسباغ الوضو ء ، ولم انظر إلى رجل أجنبي بريبة قط ، و سعيت في تربية طفلي أن أراعي النظافة و الطهارة ، و أن يصاحب الأولاد الصالحين.
ونحن حينما نتأمل هذه الحادثة العظيمة نعرف كيف يكون أثر لقمة الحلال ، و كيف يؤثر الاجتناب عن المحرمات ، و ردع النفس عن الاقتحام في الشبهات و المحظورات .
فقد ورد عن النبي ( صلى الله عليه وآله ): « ترك لقمة الحرام أحب إلى الله من صلاة ألفي ركعة تطوعًا » ،
( عدة الداعي: 65).
لما سأل الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال: « ما أفضل الأعمال ؟ ، قال : الورع عن محارم الله »
( بحار الأنوار 42: 190)
و يقول ( صلى الله عليه وآله ): « لا يقدر رجل على حرام ثم يدعه ليس به إلاّ مخافة الله إلاّ أبدله الله في عاجل الدنيا قبل الآخرة »
، ( كنز العمال 15: 787).
قال الامام الرضا ( عليه السلام )
(( من لم يقدر على مايكفر به ذنوبه , فليكثر من الصلاة على محمد وآله , فإنها تهدم الذنوب هدما ))
عن رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلـم :
" أبخلُ النـاسِ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ علَيّ "
اللهم صلِ على محمد وآلِ محمـد وعجل فرجهم
اللهم ثبت قلبي على دينك