رهف و سارة
في بقعة من بقاع الارض ، صادف جنيّ أسمر ملاكاً بيضاء...
كل شيء كان طبيعياً إلى ان سمع صوتها ترندح غزلاً...
و تحول المشهد إستثناءً حين كشفت الملاك الجميلة عن وجهها...
النور شعشع في كل مكان ،
فغفى الجني الاسمر على انغام نورها و غاص بأحلامٍ ورديه...
الغريب انها المرة الاولى التي تتحول أحلام رهف وديعة رقيقة!!؟
لحِق رهف ملاكه الى السماء العلى، يتجسس على كهفها و مسكنها...
لأول مرة تغدو نوايا الجني بريئة فالحب غيره !! بل حوله و سيطر عليه...
إقترب رهف من كهف الملاك يطلب بإحترام إذن الدخول...
و إكتمل المشهد الغريب ، حين رأته البيضاء الجميلة ،
و أغمي على عقلها ...
غريب كم هو وسيم لا بد انه فارس الاحلام ، "تمتمت ساره"
نسيت ساره "الملاك البيضاء" نصائح الاهل و إرشاداتهم..
ساره جُنت بضيفها الوسيم ، و لأول مرة تشعر بشيء في صدرها يدق لعلهُ قلبها !!
لم تسمح ساره بخجلها و خديها الحمر للضيف بالدخول...
فالمنزل لا يستقبل الغرباء..
فوسوس لها الجني رهف ان الارض واسعة ، لممارسة طقوس الحب برقاء
فإتبعته بلا حولٍ لها و لا قوة...
إنقادت خلفه إنقياد الواله الاعمى ،
و راودها عن نفسها فما إستعصمت...
فرهف أغرقها بمشاعره و كلام العشق....
يبدو ان رهف تحول إلى عاشقٍ تاركاً عمراً أفناه في الشر لا يؤمن بالحب فيه...
و يبدو ان ساره لم تعد ملاكاً بريئة ، فحبها بل عشقها لطقوس الحب غيرها...
صارت كلما غاب عنها رهف تسعى إليه دون حياءٍ و لا خجل..
و ظل هذا الحب الهجين سراً لا مجال لفضحه ، فكلا الطرفين يستحي بالعلاقة اليتيمه...
و ظل الحال على حاله إلى أن إستفاق عقل الملاك البيضاء ، فندمت على ما فعلت...
بل خافت على مستقبل حبها المجهول فقررت ...نعم قررت :
أرسلت ساره إلى رهف أن طال حبنا سراً ...آما ان الاوان لنعلن خبراً يهز أركان السماء...؟!
و لما قرأ رهف رسالة بدموع الشوق كُتبت ، دخل الخوف إلى قلبه فعاد جنياً شيطان؟!!
محق الكره كل حبٍ مصطنع...فبعث إليها رسالة كتب فيها :
احببتك يا أجمل ملاكٍ رأيت
حبك حولني حملاً وديع..
لكن انتِ اخترتي جني أسمر !!
يوسوس له الشيطان..
فإبليس يبقى ابليس ، و ان تغير العنوان
-----------
بقلم علي اسد