بســــــــــــم الله وبالله والصلاة والسلام على رسوله وآله الطيبين
أعلم أنّك لا تنال خير الدعاء وإجابته كاملاً إلّا إذا اتّصف سرّك وروحك وقلبك بصفات الدعاء.والاتصاف بصفات الدعاء عبارةً عن إن يكون المنشئ بالدعاء سرّك وروحك وقلبك,مثلاً إذا قلت((يا مَن ارجوه لكلّ خير))تكون راجياً لله بسرّك وروحك وقلبك,ولكل منها آثار فليظهر آثاره في عملك,فمن تحقق الرجاء في سرّه وحقيقته فكأنّه يصير رجاءً كلّه,ومن كان ذلك في روحه فكأنّه يكوّن حياته بالرجاء,ومن كان راجياً بقلبه تكون أعماله التي تصدر عن قصد واختيار ملازمة للرجاء.
فاحذر أن لا يوجد شيء من شؤونك شيء من الرجاء.واعتبر ذلك من أعمالك فانظر هل ترى في حركاتك أثر الرجاء وهو الطلب ام لا؟ أما سمعت المعصوم(ع) يقول((من رجا شيئاً طلبه)).وهو كذلك لانّك ترى في أحوال الراجين من أهل الدنيا في الأمور الدنيوية أنّهم إذا رجوا خيراً من أحد أو شيء طلبوه من هذا الشخص ومن هذا الشيء الذي رجوه فيه بقدر رجائهم,ألا ترى التاجر لا يفارق تجارته,والصانع ملازم لصنعته,فذلك كلّه من جهة أنّهم يرجونه ولا يفارقونه حتّى ينالوا به,إلّا راجي الجنّة والآخرة,وإلّا راجي فضل الله وكرامته غالباً.
أسألكم الدعاء ... السلام عليكم