عاقب رجلٌ ابنته ذات الثلاثة أعوام لأنها أتلفت لفافة من ورق التغليف الذهبية ، فقد كان المال شحيحاً فاستشاط غضباً حين رأى الطفلة. حاول أن تزين إحدى العلب بهذه اللفافة لتكون على شكل هدية...على الرغم من ذلك ،أحضرت الطفلةُ الهديةَ لأبيها ..بينما هو جالس يشاهد التلفاز.
وقالت له: " هذه لك،يا أبتِ!! "
أصابه الخجل من ردة فعله السابقة،ولكنه استشاط غضباً ثانية عندما فتح العلبة واكتشف أن العلبة فارغة. ثم صرخ في وجهها مرة أخرى قائلاً " ألا تعلمين أنه حينما تهدين شخصا هدية، يفترض أن يكون بداخلها شئ ما؟"
ثم ما كان منه إلا أن رمى بالعلبة في سلة المهملات ودفن وجهه بيديه في حزن. عندها ،نظرت البنت الصغيرة إليه وعيناها تدمعان و قالت " يا أبي إنها ليست فارغة، لقد وضعت الكثير من القُبَل بداخل العلبة. وكانت كل القبل لك يا أبي".
تحطم قلب الأب عند سماع ذلك. وراح يلف ذراعيه حول فتاته الصغيرة، و توسل لها أن تسامحه. فضمته إليها و غطت وجهه بالقبل.
ثم أخذ العلبة بلطف من بين النفايات وراحا يصلحان ما تلف من ورق الغلاف المذهب ، وبدأ الأب يتظاهر بأخذ بعض القبلات من العلبة .. فيما ابنته تضحك و تصفق وهي في قمة الفرح. استمتع كلاهما بالكثير من اللهو ذلك اليوم ،، وأخذ الأب عهداً على نفسه أن يبذل المزيد من الجهد للحفاظ على علاقة جيدة بابنته،وقد فعل.
ازداد الأب و ابنته قرباً من بعضهما مع مرور الأعوام. كبرت البنت و تزوجت وسافرت بعيدا عن أبيها ، وكلما شعر الأب بالإحباط أو الحزن،كان يأخذ من تلك العلبة قبلة خيالية ويتذكر ذلك الحب غير المشروط من ابنته التي وضعت تلك القبل هناك.
الحكمة : الحب غير المشروط قد يعاني في البداية لكنه في النهاية ينتصر!.