بسمه تعالى
اللهمّ صلِّ على محمّد وآلِ محمّد وعجِّل فرجهم
الحافز العاطفي
كنّا قد تحدّثنا فيما مضى عن الحافز العقلي للبحث عن الله تعالى ، أمّا الأن ف سنتحدّث عن الحافز العاطفي .
ثمّة مثلٌ معروف يقول : ( إنّ النّاس عبيد الإحسان )
وورِد نفس هذا المعنى في حديثٍ عن أمير المؤمنين سلام الله تعالى عليه ( الإنسان عبد الإحسان ) وكذلك عنه عليه السلام ( بالإحسان تملك القلوب ) وعنه عليه السلام ( وأفضل على من شئت تكن أميره ) .
وجذور كل هذه المفاهيم في حديثٍ للرسول الأكرم محمّد (ص) : ( إنّ الله جعل قلوب عباده على من أحسن إليها وبغض من أساء إليها ) .
والخلاصة هي :
أنّ هنالك حقيقة تقول إنّ الذي يُسدي خدمةُ لشخصٍ آخر أو يُنعم عليه فسيكون محطّاً لعواطفه ويكون هذا الآخر مُحِبّاً لصاحب الخدمة والنعمة ، يحب أن يتعرّف عليه تماماً بشكره وكلما كانت هذه النعمة أهم وأوسع كان تحريك العواطف نحو المنعم ومعرفته أكثر .
ولهذا جعل علماء الكلام أي العقيدة مسألة " شكر المنعم " ومنذ القِدم إحدى المحفِّزات على التحقيق حول الدين ومعرفة الله .
ولكن يجب أن ننتبه إلى أنّ " شكر المنعم " دستور عاطفي قبل أن يكون حكماً عقليّاً.
يقول الشاعر :
أحسن إلى النّاسِ تستعبد قلوبهم **** فطالما استعبد النّاس إحسان.
تحيّة وتقدير والسلام عليكم .