بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمدُ لله ربِّ العالمين
اللهمّ صلِّ على محمّد النبيِّ المصطفى وآله الأطهار الميامين واللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين.
يقول بعض المسيحيين أحياناً إنّهم حين يسمّون المسيح (ع) ب " ابن الله " إنّما يفعلون ذلك كما يفعل المسلمون في تسمية سبط الرسول (ص) الحسين بن علي (ع) ب " ثار الله وابن ثاره " أو كالتسمية التي وردت في بعض الروايات للإمام علي بن أبي طالب (ع) حيث سمى فيها ب " يد الله " وهؤلاء المسيحيون يفسِّرون كلمة " ثار " بأنّها تعني الدم ، أي أنّ العبارة الواردة في الحسين الشهيد (ع) تعني " دم الله وابن دمه " .
إنّ هذا الأمر هو عين الخطأ .
أولاً لأنّ العرب لم تُطلق كلمة الثأر أبداً لتعني بها الدم بل اعتبرت الثأر دائماً ثمناً للدم ، ولذلك فإنّ معنى العبارة أنّ الله هو الذي يأخذ ثمن دم الحسين الشهيد (ع) وأنّ هذا الأمر منوط به سبحانه وتعالى ، أي أنّ الحسين (ع) لم يكُن ملكاً أو تابعاً لعشيرة أو قبيلة معيّنة لتطالب بدمه بل هو يخُص العالم والبشريّة جمعاء ويكون تابعاً لعالم الوجود وذات الله المقدّسة ، ولذلك فإنّ الله هو الذي يطالب ويأخذ دم هذا الشهيد ، كما أنّ الحسين (ع) هو ابن الإمام علي بن أبي طالب (ع) الذي استشهد في سبيل الله ، والله هو الذي يطالب ويأخذ ثمن دمه أيضاً .
وثانياً : حين يعبّر في بعض الأحيان عن بعض أولياء الله بعبارة " يد الله " فإنّ هذا التعبير حتماً من باب التشبيه والكناية والمجاز ليس إلّا .
فها يجيز أي مسيحي لنفسه أن يُقال في عبارة " ابن الله " الواردة عندهم في حق المسح (ع) انّها ضرب من المجاز والكناية ؟ بديهي أنّه لا يقبل ذلك ، لأنّ المصادر المسيحيّة اعتبرت صفة البنوّة لله سبحانه منحصرة بالمسيح (ع) وحده وليس في غيره ، واعتبروا تلك الصفة حقيقيّة لا مجازيّة ، وما بادر إليه بعض المسيحيين من الإدعاء بأنّ هذه الصفة هي من باب الكناية أو المجاز إنّما هو من اجل خداع البسطاء من النّاس .
ولإيضاح هذا الأمر نرى كتاب " القاموس المقدّس " في مادة " الله " حيث يقول بأنّ عبارة " ابن الله " هي واحدة من ألقاب منجي ومخلّص وفادي المسيحيين وان هذا اللقب لا يُطلق على أي شخص آخر إلّا إذا وجدت قرائن تبيّن بأنّ المقصود هو ليس الابن الحقيقي لله .
تحيّاتي والسلام عليكم..
تفسير الأمثل ج3 / ص 555
اللهمّ صلِّ على محمّد النبيِّ المصطفى وآله الأطهار الميامين واللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين.
يقول بعض المسيحيين أحياناً إنّهم حين يسمّون المسيح (ع) ب " ابن الله " إنّما يفعلون ذلك كما يفعل المسلمون في تسمية سبط الرسول (ص) الحسين بن علي (ع) ب " ثار الله وابن ثاره " أو كالتسمية التي وردت في بعض الروايات للإمام علي بن أبي طالب (ع) حيث سمى فيها ب " يد الله " وهؤلاء المسيحيون يفسِّرون كلمة " ثار " بأنّها تعني الدم ، أي أنّ العبارة الواردة في الحسين الشهيد (ع) تعني " دم الله وابن دمه " .
إنّ هذا الأمر هو عين الخطأ .
أولاً لأنّ العرب لم تُطلق كلمة الثأر أبداً لتعني بها الدم بل اعتبرت الثأر دائماً ثمناً للدم ، ولذلك فإنّ معنى العبارة أنّ الله هو الذي يأخذ ثمن دم الحسين الشهيد (ع) وأنّ هذا الأمر منوط به سبحانه وتعالى ، أي أنّ الحسين (ع) لم يكُن ملكاً أو تابعاً لعشيرة أو قبيلة معيّنة لتطالب بدمه بل هو يخُص العالم والبشريّة جمعاء ويكون تابعاً لعالم الوجود وذات الله المقدّسة ، ولذلك فإنّ الله هو الذي يطالب ويأخذ دم هذا الشهيد ، كما أنّ الحسين (ع) هو ابن الإمام علي بن أبي طالب (ع) الذي استشهد في سبيل الله ، والله هو الذي يطالب ويأخذ ثمن دمه أيضاً .
وثانياً : حين يعبّر في بعض الأحيان عن بعض أولياء الله بعبارة " يد الله " فإنّ هذا التعبير حتماً من باب التشبيه والكناية والمجاز ليس إلّا .
فها يجيز أي مسيحي لنفسه أن يُقال في عبارة " ابن الله " الواردة عندهم في حق المسح (ع) انّها ضرب من المجاز والكناية ؟ بديهي أنّه لا يقبل ذلك ، لأنّ المصادر المسيحيّة اعتبرت صفة البنوّة لله سبحانه منحصرة بالمسيح (ع) وحده وليس في غيره ، واعتبروا تلك الصفة حقيقيّة لا مجازيّة ، وما بادر إليه بعض المسيحيين من الإدعاء بأنّ هذه الصفة هي من باب الكناية أو المجاز إنّما هو من اجل خداع البسطاء من النّاس .
ولإيضاح هذا الأمر نرى كتاب " القاموس المقدّس " في مادة " الله " حيث يقول بأنّ عبارة " ابن الله " هي واحدة من ألقاب منجي ومخلّص وفادي المسيحيين وان هذا اللقب لا يُطلق على أي شخص آخر إلّا إذا وجدت قرائن تبيّن بأنّ المقصود هو ليس الابن الحقيقي لله .
تحيّاتي والسلام عليكم..
تفسير الأمثل ج3 / ص 555