1- هل يمكن للشاب والفتاة أن يتحدّث أحدهما مع الآخر بشأن الزواج؟
ج- الأحاديث بين الشاب والفتاة على نحوين:
الأوّل: إن كان الحديث لتهيئة أمور الزواج فيجوز، كما لو تحدّثا عن أمور المهر والعقد والبيت والأثاث، أو تحدّثا عن رغبات كلّ منهما وهواياتهما، وعمّا يحبّان وما يكرهان وما شاكل ذلك، أو كان الحديث ليتعرّف كلّ منهما إلى أخلاق وصفات الآخر، فكلّ هذه الأمور تجوز شرعاً إن كانت في أجواء محتشمة خالية من المفاسد والشهوات.
الثاني: إن كانت الأحاديث عاطفيّة تثير الشهوات، وتحقّق اللذّة أو الريبة فهي محرّمة، وهذه الأمور لا تجوز إلّا بعد عقد القران وليس قبله. كما أنّ الخلوة بينهما بدون وجود شخص ثالث هي غير جائزة ولا تخلو من الحرام، ولا مانع من الخلوة إذا كانت على عيون أشخاص موجودين لهم الحرمة والاحترام.
2- ما هي معايير الزوج الصالح بالنسبة إلى الفتيات؟
ج- هناك جملة أمور منها، أن لا يكون:
سيّئ الخلق.
مخنّثاً.
فاسقاً.
شارباً للخمر.
بخيلاً.
وفي المقابل أن يكون خلوقاً، كريماً، ورعاً يخاف الله ويحفظ حدود دينه، وأن يكون مع الإمكان من عائلة مناسبة، وذلك لانتقال أخلاق الأب والأم والأجداد إلى الأولاد...
3- ما هي حدود ولاية وليّ الفتاة عليها؟
ج- الأبّ والجدّ للأبّ لهما ولاية التزويج على البنت البكر الرشيدة "التي تحسن التصرف"، لذلك لا يحقّ لها أن تتزوّج إلّا مع رضاها وإذن أحدهما على الأحوط وجوباً. وما ينبغي الإشارة إليه أنّه لا يكفي إذن الولي وحده، بل لا بدّ من موافقتها.
كما أنّه لا يحقّ للوليّ أن يمنعها من الزواج بالكفؤ شرعاً وعرفاً إلّا مع وجود كفؤ آخر، وذلك لأنّ ولاية الوليّ في الأصل هي لمصلحة الفتاة، وليس للوليّ السعي فيما يفسد أمرها.
-لماذا كان إذن الأب شرطاً في تزويج البنت دون الشابّ؟
ج- أوّلاً: يشترط في ولاية الأب في التزويج أن لا تكون فيها مفسدة للفتاة. فإذا كان في تصرّف الوليّ مفسدة تسقط ولايته، ولا ولاية له بهذا الاعتبار. ومن ذلك يتبيّن أنّ ولايته في هذا المجال محدودة وليست مطلقة. بل على الوليّ مراعاة وجود المصلحة لابنته.
ثانياً: إنّ الملاحظات المأخوذة من الواقع تثبت أنّ إمكانيّات خداع الفتاة وبأساليب كثيرة موجودة، ولذا كانت الولاية للأبّ والجدّ للأبّ لإعانتها على التزويج، ومساعدتها كي لا تخدع "مع الإمكان".
ثالثاً: إنّ بعض الفتيات يتجلببن بلباس الحياء، وهذا ما قد يمنع الفتاة من اختيار الزوج المناسب فكان الوليّ حلّاً لهذه المشكلة أيضاً.
رابعاً: إنّ الشاب هو الذي يقدم على اختيار الفتاة وبيده أمر طلاقها إذا ظهرت غير صالحة، بينما الفتاة لا يكون الطلاق بيدها، لذلك تحتاج إلى رعاية ونصيحة أبويّتين، حتّى لا تقع فريسة زوج لا يخاف الله تعالى.
خامساً: إنّ تجربة الشاب أعمق في مسألة الزواج منها عند الفتاة، حتّى ولو كانت تجارب بعضهم ضعيفة، ولكن في الإجمال خبرة الشاب الاجتماعيّة في مسألة الزواج غالباً ما تكون أعمق...
5- هل يجوز للفتاة أن تقيم علاقة حبّ وغرام مع شاب بحجّة أنّه سيكون زوجها في المستقبل؟
ج- إنّ إقامة علاقة غرام مع شاب دون عقد زواج تتنافى مع الشرع وعفّة الفتاة وصلاحها واحترامها. وقد نهى الله- سبحانه وتعالى- عن إقامة علاقات غير مشروعة، قال تعالى: ﴿...
مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ...﴾(النساء: 25)، والمحصنة هي العفيفة، وقد قيل: إنّ المراد بالسفاح الزنى جهراً، وباتّخاذ الخدن هو الزنى سرّاً، وقد نهى المولى تبارك وتعالى عن الزنى سواء أكان سرّاً أو علناً.
والخِدْن هو الصديق، وقد أتى به المولى- عزَّ وجلَّ- بصيغة الجمع، وذلك للدلالة على الكثرة، فمن يأخذ صديقاً للفحشاء لا يقنع بالواحد والإثنين فيه، لأنّ النفس لا تتوقّف عند حدّ إذا أطيعت فيما تهواه.وهذه العلاقة لا تضمن الوصول إلى الزوجيّة في المستقبل، فقد يتراجع الشاب عن العلاقة مع هذه الفتاة ليقيم علاقة مع أخرى، بل الفتاة نفسها قد تسعى لإقامة علاقة مع الآخرين، فإنّ النفس لأمّارة بالسوء إلاّ ما رحم ربّي، وليس هكذا تُبنى الشخصيّة السليمة، ولا هكذا يُبنى المجتمع السليم.
6- هل يعتبر حضوري درساً لدى استاذ أحبّ الزواج منه معصية؟
ج- إن كانت- الأخت العزيزة- تحضر الدرس بلباس محتشم، وكانت كلماتها وحركاتها وجلستها محتشمة، ولم يكن لديها مشاعر شهوانيّة (كالشهوة واللذّة)، فلا مانع من هذه الجهة من حضور الدرس. فالحبّ مع العفاف لا مشكلة فيه من الناحية الشرعيّة. ومع عدم الاحتشام أو مع خوف الوقوع في الشهوة واللذّة والمفاسد فهو حرام شرعاً.
إذاً المسألة في نفسها ليست حراماً، وإنّما تثبت الحرمة مع وجود اللذّة والشهوة أو خوف الافتتان والوقوع في الحرام.
7- ما هو حكم الزواج من الأقارب؟
ج- لا مانع من الناحية الشرعيّة من حصول الزواج بين الأقارب في نفسه، والخوف إنّما يكون من المترتّبات على هذا الزواج، كأن ينجبا ولداً مشوّهاً- مثلاً-، نعم يُنصح الشاب والفتاة بإجراء فحوصات مخبريّة يمكن من خلالها معرفة صلاحيّة الطرفين للزواج بلحاظ الإنجاب أو عدمه، وهذه الفحوصات مطلوبة حتّى من غير القريبين.
8- ما يجب عليّ فعله حتّى يُفكّ قفل الحظ؟
ج- المطلوب أوّلاً وبشكل جوهريّ الصبر على هذا الواقع واللجوء إلى الله تعالى يقول- تعالى-: ﴿مَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾(الطلاق:2-3). ويمكن إشغال الفكر والبدن بأمور مفيدة،إذ "لعلّ الذي أبطأ عنّي هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور".
وثانياً: هناك أمور مذكورة في كتب الأدعية لعلّها تفيد هذه الفتاة، كالتصدّق، مع كثير من الأوراد والأدعية المطروحة، مع الاعتماد على الله والاستعانة به.
9- هل يجب أخذ إذن الوليّ في الزواج المؤقّت من فتاة فقدت بكارتها من الحرام؟
ج- إذا لم تكن الفتاة راشدة فيجب تحصيل إذن الوليّ، وإن كانت راشدة فالأحوط وجوباً عليها تحصيل إذن الوليّ.
10- لماذا لا تستطيع الفتاة طلب الزواج من الرجل؟
ج- من النّاحية الشرعيّة لا مانع من أن تطلب الفتاة الزواج من الرجل، فهذا الأمر جائز شرعاً في نفسه، ولكنّ المشكلة تكمن في أمرين:
الأوّل: حياء المرأة، فالحياء- غالباً- يمنع الفتاة من الإقدام على هذه الخطوة.
الثاني: نظرة المجتمع، فكثير من المجتمعات لا تتقبّل فكرة أن تطلب الفتاة الزواج من الرجل، وقد يقوم الناس بإهانتها والتقليل من احترامها. وهذه الناحية قد توقع الفتاة في الإشكال لو أقدمت على هذه الخطوة. أمّا شرعاً فلا مانع من الطلب من حيث المبدأ.
11- لماذا يحقّ للرجل الزواج من أربع، ولا يحقّ للمرأة الزواج بأكثر من رجل؟
ج- يمكن إرجاع الموضوع إلى عدّة أسباب، منها:
الأوّل: إنّ الرجل إذا تزوّج أربع نسوة كان الولد منسوباً إليه، من أيّ زوجة من الزوجات الأربع، ولا يضيع النسب. أمّا المرأة فلو كان لها زوجان أو أكثر من ذلك لم يُعرف الولد لمن هو من هؤلاء "الرجال" المشتركين في الزواج بها، وفي ذلك فساد الأنساب والمواريث والمعارف.
الثاني: إنّ النّساء أكثر عدداً من الرّجال عادة، خاصّة في أوقات الحروب، حيث يُقتل الكثير من الرجال فيصير عدد النساء أكثر، ولأجل إيجاد التوازن يسمح للرجل بالزواج بأكثر من إمرأة بحسب قدراته.
12- يشترط إذن الوليّ في تزويج البكر، ألا يعتبر ذلك منافياً لحرّيتها؟
ج- إنّ اشتراط إذن الوليّ هو لمصلحة الفتاة، فإذنه في الأصل والمبدأ ليس للإضرار بها، بل لمساعدتها لبلوغ طريق الصلاح، والابتعاد عن الانخداع. ولو أنّ الوليّ منع الفتاة من الزواج بالكفؤ شرعاً وعرفاً تسقط ولايته إلّا إذا كان يوافق على خاطب آخر كفؤ شرعاً وعرفاً.
ولكي نحدّد ما إذا كان اشتراط إذن الوليّ يتنافى مع حرّيّة البنت، علينا أن نعرف ما المقصود بالحرّيّة، فهل المقصود بها الانغماس في الشهوات والملذّات بدون ضوابط؟ أم هي تلك التصرّفات والأعمال التي تنطلق من مسؤوليّة؟
فالحرّيّة التي تتغلّب فيها الشهوات والأهواء ليست بحرّيّة، والسعي وراءها ليس من الأهداف
السامية للإنسان بشيء، وإنّما هي رضوخ وعبوديّة للشهوة والرغبات، ممّا يحقّق الفساد للانسان ولمجتمعه. فالحرّيّة الحقيقيّة هي في أن ترسم الفتاة لنفسها هدفاً صالحاً سامياً أو أهدافاً متعدّدة تنطلق نحوها سعياً منها لتحقيقها.
ولذلك ندعوك، أختي العزيزة، إلى أن تحرصي على التفاهم مع والدك أو جدّك لأبيك والتحاور معهما بحكمة وعقلانيّة، ويمكن من خلال ذلك أن تصلي إلى شاطىء الأمان.
13- هل هناك إشكال شرعيّ في الخطوبة بين الشابّ والفتاة قبل الزواج؟
ج- تجوز الخطوبة بدون عقد قبل الزواج بشرط أن يتعامل كلّ منهما مع الآخر معاملة الأجنبيّ، فلا يجوز اللمس مطلقاً ولا النظر إلّا إلى الوجه والكفين من الفتاة، كما لا يجوز الكلام أو الفعل أو ما شاكل ذلك إذا كان يؤدّي للشهوة أو اللذّة أو الوقوع في الحرام والمفسدة.
14- ما العمل إذا أراد أحد الوالدين إجبار ابنتهما على الزواج ممّن لا ترغب؟
ج- لا يجوز لأحد أن يجبر الفتاة على الزواج من أحد، سواء أكان هذا الشخص وليّاً كالأب، أو لم يكن وليّاً كالأمّ. فلا يصحّ تزويج البكر الراشدة إلّا برضاها. ولو أُجبرت على الزواج دون إرادتها فيكون الزواج باطلاً، لأنّه يُشترط في صحّة التزويج عدم الإكراه السالب للإرادة. ولتحاولْ الفتاة أن تستعين بمن يحاول الإصلاح بينها وبين والديها.
15- ما هي السنّ الأنسب للزواج؟
ج- يجوز شرعاً للفتاة الزواج بعد البلوغ حتّى لو كانت في العاشرة أو التاسعة، ولا مانع من ذلك من الناحية الشرعيّة في المبدأ.
نعم المطلوب تهيئة الظروف المناسبة لهكذا زواج، حتّى لا تقع الفتاة فريسة زوج لا يرحم ولا يحترم زوجته. وعلى الوليّ عندما يريد تزويج ابنته الصغيرة أن يضع نصب عينيه تقوى الله والخوف منه تعالى حتّى لا يسبّب لابنته مشاكل لا يمكنها تحمّلها ولا معالجتها.
16- هل يحقّ للشّابّ والشابّة أن يزور كلّ منهما الآخر من أجل التعرّف إلى خصوصيّاته الأخلاقيّة بهدف الزواج؟
ج- يجوز هذا الأمر ضمن الشرطين التاليين:
الأوّل: أن لا يحصل في هذه اللقاءات لمس أو نظر محرّمان، ولا كلام أو فعل أو ما شابه يسبّب إثارة شهوة أو لذّة، أو حصول مفسدة ومحرّم فيما بعد.
الثاني: أن لا يختلي الإثنان في مكان لا يدخله ثالث. ومع مراعاة هذين الشرطين فلا مانع من اللقاء والحديث والتعارف...
17- هل تحتاج الفتاة التي عُقد قرانها ولم تُزفّ إلى بيت زوجها إلى إذن الأب والأم لخروجها من المنزل، أو أنّه يكفي في ذلك إذن الزوج؟
ج- حسب مكتب السيّد القائد ليس له منعها من الخروج ولا تحتاج إلى إذنه، إلّا إذا اشترط عليها في العقد أن لا تخرج إلّا بإذنه، أو تباينا على ذلك أثناء العقد..
وأمّا من ناحية الوالدين فلا بدّ من تحصيل رضاهما وعدم إسخاطهما.
18- أنا فتاة تقدّم لي شباب كُثُر من أجل الزواج، ولم أوافق على أيّ واحد منهم، لا أدري ماذا أفعل.
ج- لم تذكر الأخت العزيزة أسباب رفضها للزواج بكلّ هؤلاء، فإن لم يكن هناك أسباب موضوعيّة لرفض بعضهم فإنّنا نقترح على الأخت أن تطلب مساعدة من بعض مَن يحسنون إدارة الأمور وتوجيهها نحو الأحسن، وأن تناقش معهم شؤون الخاطب، فإذا رأوا أنّ المتقدّم مناسب لها استجابت لرأيهم وأقدمت على الزواج، ولتترك التردّد جانباً. وإن لم تستطع، فالمناسب أن تشكو مشكلتها إلى عالم دين خبير، فإن لم يكن، فإلى اختصاصيّة في شؤون علم النفس. ولعلّ الرجوع إلى الخيرة يكون آخر الحلول، مع الاستعانة بالله تعالى أوّلاً وأخيراً.
19- هل يجوز للفتاة أن تحبّ خارج إطار الحياة الزوجيّة؟ وأنْ تحبّ أكثر من شابّ؟
ج- إذا كانت الفتاة متزوّجة فيكون هذا الأمر غاية في الخطورة، فليس من المقبول أبداً أن ترتبط المتزوّجة برجل آخر، فأين احترام الحياة الزوجيّة؟ بل أين قداستها؟ وهذا الأمر لا يرتّب ضرراً على بيت الزوجيّة فحسب، بل هو يساهم في تفكّك المجتمع، وضعف البنية الأساسيّة فيه، ما يضعف هكذا مجتمع، وقد يصير معرّضاً لسيطرة الأعداء عليه. ومن الناحية الشرعيّة فإنّ علاقة الزوجة مع غير زوجها خطيئة عظيمة. وقد تحدّثت الشريعة الإسلاميّة عن المتزوّجة المحصنة التي تزني. وقد أوجبت الشريعة رجم هكذا امرأة حتّى تُقتل. فأيّ خطيئة أكبر من هذه بالنسبة إلى المرأة؟ فاحذري أختي العزيزة من وساوس الشيطان، ولا تسلّميه نفسك، وإلاّ فيورثك الحسرة والندامة. وإذا لم تكن متزوجة فلا مجال لأي علاقة حبّ لأكثر من شابّ، ولا مجال لعلاقة حبّ مع شابّ واحد إذا كان يترتب على ذلك إثارة الغرائز.
20- تقدّم لخطبتي شاب، فنجلس معاً، ونتحدّث لنتفاهم على تفاصيل الحياة الزوجيّة، وأثناء الكلام يقول لي: حبيبتي، عمري، يعني كلام حبّ، فهل يجوز ذلك؟
ج- إنّ مجرّد البناء على الزواج بين شاب وشابّة لا يبرّر لأيّ منهما ما لا تجوز المحادثة به مع الأجنبيّة، كالكلام المثير للشهوة. وما دام العقد لم يتحقّق بينهما فهي أجنبيّة عنه، ويجب عليه وعليها مراعاة الضوابط الشرعيّة في المحادثة بينهما. وعليك أختي العزيزة بالمحافظة على العفّة والصلاح والاحترام، وبعد الزواج تتكلّمان بما تشاءان.
21- لماذا يتقدّم الشاب دائماً للفتاة الجميلة، ويترك الأخريات ممّن ليس لهنّ حظّ من الجمال؟ ألا يُعتبر هذا ظلماً في حين أنّهنّ من خلق الله؟
ج- إنّ الجمال أمر نسبيّ، فرُبَّ فتاة تكون جميلة بنظر شخص ولكنّها قد تكون غير جميلة بنظر شخص آخر، والقضيّة تتبع مزاج الشابّ ومعيار الجمال عنده. هذا أوّلاً.
وثانياً: في الواقع لو أجريت مقارنة بين الزيجات الحاصلة بين من تعتبرينهنّ جميلات وبين غيرهنّ، لوجدتِ أنّ كثيرات منهنّ لا يتمتعنّ بمقياس الجمال الذي تؤمنين به.
وثالثاً: إنّ من فقدت جمال الجسد "بحسب قناعتك" يمكنها أن تعوّض عنه بجمال الروح، فكم من إمرأة حسناء تربّت في منبت السوء، وهي لا تنفع كزوجة صالحة. ومن كان جمالها الجسديّ فقط هو رصيدها فسيأتي يوم تصبح فيه بلا رصيد، وأمّا جمال الروح فيبقى.
ورابعاً: إنّ كثيراً من الجميلات يتخلّفن عن تحصيل الكمال من الثقافة والعلم والوعي بينما غير الجميلات يحصلن على كمالات أخرى تعوّض بها ما فاتها من جمال الجسد.
22- هل الزواج بيد الله أم الإنسان؟ وما معنى أنّ الزواج قسمة ونصيب؟
ج- الزواج بيد الإنسان، إلّا أنّه لا يمكن لإنسان أن يتصرّف خارج قدرة الله ومشيئته. أمّا أنّ الزواج قسمة ونصيب فمعناه أنّ لكلّ شخص ما قسم الله تعالى له من شؤون الزواج، وأنّ الزواج مسألة حظّ وليست مسألة اختيار. ولكنّ هذا المثل لم يرد في نصّ معتبر، أو من أولياء الله تعالى. ونحن نعتقد أنّ الله تعالى يسّر لعباده أمورهم ما استعانوا به واعتمدوا عليه. وهذا المثل يُضرب في بعض المجتمعات لإسكات بعض النّاس الذين فشلوا في زواجهم، أو لم يتزوّجوا، ولكنّنا نؤمن بأنّ بإمكان الإنسان أن يسعى للوصول إلى الكمال، بمراجعة أهل الخبرة والحكمة، والاستعانة بالله تبارك وتعالى.
ج- الأحاديث بين الشاب والفتاة على نحوين:
الأوّل: إن كان الحديث لتهيئة أمور الزواج فيجوز، كما لو تحدّثا عن أمور المهر والعقد والبيت والأثاث، أو تحدّثا عن رغبات كلّ منهما وهواياتهما، وعمّا يحبّان وما يكرهان وما شاكل ذلك، أو كان الحديث ليتعرّف كلّ منهما إلى أخلاق وصفات الآخر، فكلّ هذه الأمور تجوز شرعاً إن كانت في أجواء محتشمة خالية من المفاسد والشهوات.
الثاني: إن كانت الأحاديث عاطفيّة تثير الشهوات، وتحقّق اللذّة أو الريبة فهي محرّمة، وهذه الأمور لا تجوز إلّا بعد عقد القران وليس قبله. كما أنّ الخلوة بينهما بدون وجود شخص ثالث هي غير جائزة ولا تخلو من الحرام، ولا مانع من الخلوة إذا كانت على عيون أشخاص موجودين لهم الحرمة والاحترام.
2- ما هي معايير الزوج الصالح بالنسبة إلى الفتيات؟
ج- هناك جملة أمور منها، أن لا يكون:
سيّئ الخلق.
مخنّثاً.
فاسقاً.
شارباً للخمر.
بخيلاً.
وفي المقابل أن يكون خلوقاً، كريماً، ورعاً يخاف الله ويحفظ حدود دينه، وأن يكون مع الإمكان من عائلة مناسبة، وذلك لانتقال أخلاق الأب والأم والأجداد إلى الأولاد...
3- ما هي حدود ولاية وليّ الفتاة عليها؟
ج- الأبّ والجدّ للأبّ لهما ولاية التزويج على البنت البكر الرشيدة "التي تحسن التصرف"، لذلك لا يحقّ لها أن تتزوّج إلّا مع رضاها وإذن أحدهما على الأحوط وجوباً. وما ينبغي الإشارة إليه أنّه لا يكفي إذن الولي وحده، بل لا بدّ من موافقتها.
كما أنّه لا يحقّ للوليّ أن يمنعها من الزواج بالكفؤ شرعاً وعرفاً إلّا مع وجود كفؤ آخر، وذلك لأنّ ولاية الوليّ في الأصل هي لمصلحة الفتاة، وليس للوليّ السعي فيما يفسد أمرها.
-لماذا كان إذن الأب شرطاً في تزويج البنت دون الشابّ؟
ج- أوّلاً: يشترط في ولاية الأب في التزويج أن لا تكون فيها مفسدة للفتاة. فإذا كان في تصرّف الوليّ مفسدة تسقط ولايته، ولا ولاية له بهذا الاعتبار. ومن ذلك يتبيّن أنّ ولايته في هذا المجال محدودة وليست مطلقة. بل على الوليّ مراعاة وجود المصلحة لابنته.
ثانياً: إنّ الملاحظات المأخوذة من الواقع تثبت أنّ إمكانيّات خداع الفتاة وبأساليب كثيرة موجودة، ولذا كانت الولاية للأبّ والجدّ للأبّ لإعانتها على التزويج، ومساعدتها كي لا تخدع "مع الإمكان".
ثالثاً: إنّ بعض الفتيات يتجلببن بلباس الحياء، وهذا ما قد يمنع الفتاة من اختيار الزوج المناسب فكان الوليّ حلّاً لهذه المشكلة أيضاً.
رابعاً: إنّ الشاب هو الذي يقدم على اختيار الفتاة وبيده أمر طلاقها إذا ظهرت غير صالحة، بينما الفتاة لا يكون الطلاق بيدها، لذلك تحتاج إلى رعاية ونصيحة أبويّتين، حتّى لا تقع فريسة زوج لا يخاف الله تعالى.
خامساً: إنّ تجربة الشاب أعمق في مسألة الزواج منها عند الفتاة، حتّى ولو كانت تجارب بعضهم ضعيفة، ولكن في الإجمال خبرة الشاب الاجتماعيّة في مسألة الزواج غالباً ما تكون أعمق...
5- هل يجوز للفتاة أن تقيم علاقة حبّ وغرام مع شاب بحجّة أنّه سيكون زوجها في المستقبل؟
ج- إنّ إقامة علاقة غرام مع شاب دون عقد زواج تتنافى مع الشرع وعفّة الفتاة وصلاحها واحترامها. وقد نهى الله- سبحانه وتعالى- عن إقامة علاقات غير مشروعة، قال تعالى: ﴿...
مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ...﴾(النساء: 25)، والمحصنة هي العفيفة، وقد قيل: إنّ المراد بالسفاح الزنى جهراً، وباتّخاذ الخدن هو الزنى سرّاً، وقد نهى المولى تبارك وتعالى عن الزنى سواء أكان سرّاً أو علناً.
والخِدْن هو الصديق، وقد أتى به المولى- عزَّ وجلَّ- بصيغة الجمع، وذلك للدلالة على الكثرة، فمن يأخذ صديقاً للفحشاء لا يقنع بالواحد والإثنين فيه، لأنّ النفس لا تتوقّف عند حدّ إذا أطيعت فيما تهواه.وهذه العلاقة لا تضمن الوصول إلى الزوجيّة في المستقبل، فقد يتراجع الشاب عن العلاقة مع هذه الفتاة ليقيم علاقة مع أخرى، بل الفتاة نفسها قد تسعى لإقامة علاقة مع الآخرين، فإنّ النفس لأمّارة بالسوء إلاّ ما رحم ربّي، وليس هكذا تُبنى الشخصيّة السليمة، ولا هكذا يُبنى المجتمع السليم.
6- هل يعتبر حضوري درساً لدى استاذ أحبّ الزواج منه معصية؟
ج- إن كانت- الأخت العزيزة- تحضر الدرس بلباس محتشم، وكانت كلماتها وحركاتها وجلستها محتشمة، ولم يكن لديها مشاعر شهوانيّة (كالشهوة واللذّة)، فلا مانع من هذه الجهة من حضور الدرس. فالحبّ مع العفاف لا مشكلة فيه من الناحية الشرعيّة. ومع عدم الاحتشام أو مع خوف الوقوع في الشهوة واللذّة والمفاسد فهو حرام شرعاً.
إذاً المسألة في نفسها ليست حراماً، وإنّما تثبت الحرمة مع وجود اللذّة والشهوة أو خوف الافتتان والوقوع في الحرام.
7- ما هو حكم الزواج من الأقارب؟
ج- لا مانع من الناحية الشرعيّة من حصول الزواج بين الأقارب في نفسه، والخوف إنّما يكون من المترتّبات على هذا الزواج، كأن ينجبا ولداً مشوّهاً- مثلاً-، نعم يُنصح الشاب والفتاة بإجراء فحوصات مخبريّة يمكن من خلالها معرفة صلاحيّة الطرفين للزواج بلحاظ الإنجاب أو عدمه، وهذه الفحوصات مطلوبة حتّى من غير القريبين.
8- ما يجب عليّ فعله حتّى يُفكّ قفل الحظ؟
ج- المطلوب أوّلاً وبشكل جوهريّ الصبر على هذا الواقع واللجوء إلى الله تعالى يقول- تعالى-: ﴿مَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾(الطلاق:2-3). ويمكن إشغال الفكر والبدن بأمور مفيدة،إذ "لعلّ الذي أبطأ عنّي هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور".
وثانياً: هناك أمور مذكورة في كتب الأدعية لعلّها تفيد هذه الفتاة، كالتصدّق، مع كثير من الأوراد والأدعية المطروحة، مع الاعتماد على الله والاستعانة به.
9- هل يجب أخذ إذن الوليّ في الزواج المؤقّت من فتاة فقدت بكارتها من الحرام؟
ج- إذا لم تكن الفتاة راشدة فيجب تحصيل إذن الوليّ، وإن كانت راشدة فالأحوط وجوباً عليها تحصيل إذن الوليّ.
10- لماذا لا تستطيع الفتاة طلب الزواج من الرجل؟
ج- من النّاحية الشرعيّة لا مانع من أن تطلب الفتاة الزواج من الرجل، فهذا الأمر جائز شرعاً في نفسه، ولكنّ المشكلة تكمن في أمرين:
الأوّل: حياء المرأة، فالحياء- غالباً- يمنع الفتاة من الإقدام على هذه الخطوة.
الثاني: نظرة المجتمع، فكثير من المجتمعات لا تتقبّل فكرة أن تطلب الفتاة الزواج من الرجل، وقد يقوم الناس بإهانتها والتقليل من احترامها. وهذه الناحية قد توقع الفتاة في الإشكال لو أقدمت على هذه الخطوة. أمّا شرعاً فلا مانع من الطلب من حيث المبدأ.
11- لماذا يحقّ للرجل الزواج من أربع، ولا يحقّ للمرأة الزواج بأكثر من رجل؟
ج- يمكن إرجاع الموضوع إلى عدّة أسباب، منها:
الأوّل: إنّ الرجل إذا تزوّج أربع نسوة كان الولد منسوباً إليه، من أيّ زوجة من الزوجات الأربع، ولا يضيع النسب. أمّا المرأة فلو كان لها زوجان أو أكثر من ذلك لم يُعرف الولد لمن هو من هؤلاء "الرجال" المشتركين في الزواج بها، وفي ذلك فساد الأنساب والمواريث والمعارف.
الثاني: إنّ النّساء أكثر عدداً من الرّجال عادة، خاصّة في أوقات الحروب، حيث يُقتل الكثير من الرجال فيصير عدد النساء أكثر، ولأجل إيجاد التوازن يسمح للرجل بالزواج بأكثر من إمرأة بحسب قدراته.
12- يشترط إذن الوليّ في تزويج البكر، ألا يعتبر ذلك منافياً لحرّيتها؟
ج- إنّ اشتراط إذن الوليّ هو لمصلحة الفتاة، فإذنه في الأصل والمبدأ ليس للإضرار بها، بل لمساعدتها لبلوغ طريق الصلاح، والابتعاد عن الانخداع. ولو أنّ الوليّ منع الفتاة من الزواج بالكفؤ شرعاً وعرفاً تسقط ولايته إلّا إذا كان يوافق على خاطب آخر كفؤ شرعاً وعرفاً.
ولكي نحدّد ما إذا كان اشتراط إذن الوليّ يتنافى مع حرّيّة البنت، علينا أن نعرف ما المقصود بالحرّيّة، فهل المقصود بها الانغماس في الشهوات والملذّات بدون ضوابط؟ أم هي تلك التصرّفات والأعمال التي تنطلق من مسؤوليّة؟
فالحرّيّة التي تتغلّب فيها الشهوات والأهواء ليست بحرّيّة، والسعي وراءها ليس من الأهداف
السامية للإنسان بشيء، وإنّما هي رضوخ وعبوديّة للشهوة والرغبات، ممّا يحقّق الفساد للانسان ولمجتمعه. فالحرّيّة الحقيقيّة هي في أن ترسم الفتاة لنفسها هدفاً صالحاً سامياً أو أهدافاً متعدّدة تنطلق نحوها سعياً منها لتحقيقها.
ولذلك ندعوك، أختي العزيزة، إلى أن تحرصي على التفاهم مع والدك أو جدّك لأبيك والتحاور معهما بحكمة وعقلانيّة، ويمكن من خلال ذلك أن تصلي إلى شاطىء الأمان.
13- هل هناك إشكال شرعيّ في الخطوبة بين الشابّ والفتاة قبل الزواج؟
ج- تجوز الخطوبة بدون عقد قبل الزواج بشرط أن يتعامل كلّ منهما مع الآخر معاملة الأجنبيّ، فلا يجوز اللمس مطلقاً ولا النظر إلّا إلى الوجه والكفين من الفتاة، كما لا يجوز الكلام أو الفعل أو ما شاكل ذلك إذا كان يؤدّي للشهوة أو اللذّة أو الوقوع في الحرام والمفسدة.
14- ما العمل إذا أراد أحد الوالدين إجبار ابنتهما على الزواج ممّن لا ترغب؟
ج- لا يجوز لأحد أن يجبر الفتاة على الزواج من أحد، سواء أكان هذا الشخص وليّاً كالأب، أو لم يكن وليّاً كالأمّ. فلا يصحّ تزويج البكر الراشدة إلّا برضاها. ولو أُجبرت على الزواج دون إرادتها فيكون الزواج باطلاً، لأنّه يُشترط في صحّة التزويج عدم الإكراه السالب للإرادة. ولتحاولْ الفتاة أن تستعين بمن يحاول الإصلاح بينها وبين والديها.
15- ما هي السنّ الأنسب للزواج؟
ج- يجوز شرعاً للفتاة الزواج بعد البلوغ حتّى لو كانت في العاشرة أو التاسعة، ولا مانع من ذلك من الناحية الشرعيّة في المبدأ.
نعم المطلوب تهيئة الظروف المناسبة لهكذا زواج، حتّى لا تقع الفتاة فريسة زوج لا يرحم ولا يحترم زوجته. وعلى الوليّ عندما يريد تزويج ابنته الصغيرة أن يضع نصب عينيه تقوى الله والخوف منه تعالى حتّى لا يسبّب لابنته مشاكل لا يمكنها تحمّلها ولا معالجتها.
16- هل يحقّ للشّابّ والشابّة أن يزور كلّ منهما الآخر من أجل التعرّف إلى خصوصيّاته الأخلاقيّة بهدف الزواج؟
ج- يجوز هذا الأمر ضمن الشرطين التاليين:
الأوّل: أن لا يحصل في هذه اللقاءات لمس أو نظر محرّمان، ولا كلام أو فعل أو ما شابه يسبّب إثارة شهوة أو لذّة، أو حصول مفسدة ومحرّم فيما بعد.
الثاني: أن لا يختلي الإثنان في مكان لا يدخله ثالث. ومع مراعاة هذين الشرطين فلا مانع من اللقاء والحديث والتعارف...
17- هل تحتاج الفتاة التي عُقد قرانها ولم تُزفّ إلى بيت زوجها إلى إذن الأب والأم لخروجها من المنزل، أو أنّه يكفي في ذلك إذن الزوج؟
ج- حسب مكتب السيّد القائد ليس له منعها من الخروج ولا تحتاج إلى إذنه، إلّا إذا اشترط عليها في العقد أن لا تخرج إلّا بإذنه، أو تباينا على ذلك أثناء العقد..
وأمّا من ناحية الوالدين فلا بدّ من تحصيل رضاهما وعدم إسخاطهما.
18- أنا فتاة تقدّم لي شباب كُثُر من أجل الزواج، ولم أوافق على أيّ واحد منهم، لا أدري ماذا أفعل.
ج- لم تذكر الأخت العزيزة أسباب رفضها للزواج بكلّ هؤلاء، فإن لم يكن هناك أسباب موضوعيّة لرفض بعضهم فإنّنا نقترح على الأخت أن تطلب مساعدة من بعض مَن يحسنون إدارة الأمور وتوجيهها نحو الأحسن، وأن تناقش معهم شؤون الخاطب، فإذا رأوا أنّ المتقدّم مناسب لها استجابت لرأيهم وأقدمت على الزواج، ولتترك التردّد جانباً. وإن لم تستطع، فالمناسب أن تشكو مشكلتها إلى عالم دين خبير، فإن لم يكن، فإلى اختصاصيّة في شؤون علم النفس. ولعلّ الرجوع إلى الخيرة يكون آخر الحلول، مع الاستعانة بالله تعالى أوّلاً وأخيراً.
19- هل يجوز للفتاة أن تحبّ خارج إطار الحياة الزوجيّة؟ وأنْ تحبّ أكثر من شابّ؟
ج- إذا كانت الفتاة متزوّجة فيكون هذا الأمر غاية في الخطورة، فليس من المقبول أبداً أن ترتبط المتزوّجة برجل آخر، فأين احترام الحياة الزوجيّة؟ بل أين قداستها؟ وهذا الأمر لا يرتّب ضرراً على بيت الزوجيّة فحسب، بل هو يساهم في تفكّك المجتمع، وضعف البنية الأساسيّة فيه، ما يضعف هكذا مجتمع، وقد يصير معرّضاً لسيطرة الأعداء عليه. ومن الناحية الشرعيّة فإنّ علاقة الزوجة مع غير زوجها خطيئة عظيمة. وقد تحدّثت الشريعة الإسلاميّة عن المتزوّجة المحصنة التي تزني. وقد أوجبت الشريعة رجم هكذا امرأة حتّى تُقتل. فأيّ خطيئة أكبر من هذه بالنسبة إلى المرأة؟ فاحذري أختي العزيزة من وساوس الشيطان، ولا تسلّميه نفسك، وإلاّ فيورثك الحسرة والندامة. وإذا لم تكن متزوجة فلا مجال لأي علاقة حبّ لأكثر من شابّ، ولا مجال لعلاقة حبّ مع شابّ واحد إذا كان يترتب على ذلك إثارة الغرائز.
20- تقدّم لخطبتي شاب، فنجلس معاً، ونتحدّث لنتفاهم على تفاصيل الحياة الزوجيّة، وأثناء الكلام يقول لي: حبيبتي، عمري، يعني كلام حبّ، فهل يجوز ذلك؟
ج- إنّ مجرّد البناء على الزواج بين شاب وشابّة لا يبرّر لأيّ منهما ما لا تجوز المحادثة به مع الأجنبيّة، كالكلام المثير للشهوة. وما دام العقد لم يتحقّق بينهما فهي أجنبيّة عنه، ويجب عليه وعليها مراعاة الضوابط الشرعيّة في المحادثة بينهما. وعليك أختي العزيزة بالمحافظة على العفّة والصلاح والاحترام، وبعد الزواج تتكلّمان بما تشاءان.
21- لماذا يتقدّم الشاب دائماً للفتاة الجميلة، ويترك الأخريات ممّن ليس لهنّ حظّ من الجمال؟ ألا يُعتبر هذا ظلماً في حين أنّهنّ من خلق الله؟
ج- إنّ الجمال أمر نسبيّ، فرُبَّ فتاة تكون جميلة بنظر شخص ولكنّها قد تكون غير جميلة بنظر شخص آخر، والقضيّة تتبع مزاج الشابّ ومعيار الجمال عنده. هذا أوّلاً.
وثانياً: في الواقع لو أجريت مقارنة بين الزيجات الحاصلة بين من تعتبرينهنّ جميلات وبين غيرهنّ، لوجدتِ أنّ كثيرات منهنّ لا يتمتعنّ بمقياس الجمال الذي تؤمنين به.
وثالثاً: إنّ من فقدت جمال الجسد "بحسب قناعتك" يمكنها أن تعوّض عنه بجمال الروح، فكم من إمرأة حسناء تربّت في منبت السوء، وهي لا تنفع كزوجة صالحة. ومن كان جمالها الجسديّ فقط هو رصيدها فسيأتي يوم تصبح فيه بلا رصيد، وأمّا جمال الروح فيبقى.
ورابعاً: إنّ كثيراً من الجميلات يتخلّفن عن تحصيل الكمال من الثقافة والعلم والوعي بينما غير الجميلات يحصلن على كمالات أخرى تعوّض بها ما فاتها من جمال الجسد.
22- هل الزواج بيد الله أم الإنسان؟ وما معنى أنّ الزواج قسمة ونصيب؟
ج- الزواج بيد الإنسان، إلّا أنّه لا يمكن لإنسان أن يتصرّف خارج قدرة الله ومشيئته. أمّا أنّ الزواج قسمة ونصيب فمعناه أنّ لكلّ شخص ما قسم الله تعالى له من شؤون الزواج، وأنّ الزواج مسألة حظّ وليست مسألة اختيار. ولكنّ هذا المثل لم يرد في نصّ معتبر، أو من أولياء الله تعالى. ونحن نعتقد أنّ الله تعالى يسّر لعباده أمورهم ما استعانوا به واعتمدوا عليه. وهذا المثل يُضرب في بعض المجتمعات لإسكات بعض النّاس الذين فشلوا في زواجهم، أو لم يتزوّجوا، ولكنّنا نؤمن بأنّ بإمكان الإنسان أن يسعى للوصول إلى الكمال، بمراجعة أهل الخبرة والحكمة، والاستعانة بالله تبارك وتعالى.