ليلة الزفاف وصبيحة الليلة ((زواج النورين))
عن الإمام علي عليه السلام في حديث طويل، قال: ثم دخل إلى منزلي، فدخلت إليه ودنوت منه، فوضع كف فاطمة الطيبة في كفي وقال: ادخلا المنزل ولا تحدثا أمراً حتى آتيكما. قال: فدخلنا المنزل فما كان إلا أن دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وبيده مصباح، فوضعه في ناحية المنزل وقال لي: يا علي خذ في ذلك القعب ماء من تلك الشكوة، ففعلت ثم أتيته به، فتفل فيه، ثم ناولني القعب فقال: اشرب منه، فشربت، ثم رددته إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فناوله فاطمة وقال: اشربي حبيبتي، فشربت منه ثلاث جرعات، ثم رددته إليه، فأخذ ما بقي من الماء فنضحه على صدري وصدرها وقال:]إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا[ الأحزاب:33، ثم رفع يديه وقال: يا رب إنك لم تبعث نبياً إلا وقد جعلت له عترة، اللهم فاجعل عترتي الهادية من علي وفاطمة، ثم خرج.
قال علي عليه السلام: فبت ليلة لم يبت أحد من العرب بمثلها، فلما كان في آخر السحر أحسست برسول الله، فذهبت لأنهض، فقال: مكانك أتيتك في فراشك رحمك الله، فأدخل رجليه معنا في الدثار، ثم أخذ مدرعة كانت تحت رأس فاطمة، فاستيقظت، فبكى وبكت وبكيت لبكائهما، فقال لي: ما يبكيك؟ فقلت: فداك أبي وأمي يا رسول الله بكيت وبكت فاطمة وبكيت لبكائهما، فقال: أتاني جبرائيل فبشرني بفرخين يكونان لك، ثم عزيت بأحدهما وعلمت أنه يقتل غريباً عطشاناً، فبكت فاطمة حتى علا بكاؤهما -الحديث.
دخل رسول الله صلى الله عليه وآله على فاطمة ليلة عرسها بقدح من لبن فقال: اشربي هذا فداك أبوك، ثم قال لعلي عليه السلام: اشرب فداك ابن عمك.
قال علي عليه السلام: ومكث رسول الله صلى الله عليه وآله بعد ذلك ثلاثاً لا يدخل علينا، فلما كان في صبيحة اليوم الرابع جاءنا ليدخل علينا، (ثم ذكر محاورة بين رسول الله صلى الله عليه وآله وأسماء، ثم قال) وكانت غداة قرة، وكنت أنا وفاطمة تحت العباء، فلما سمعنا كلام رسول الله صلى الله عليه وآله لأسماء ذهبنا لنقوم، فقال: بحقي عليكما لا تفترقا حتى أدخل عليكما فرجعنا إلى حالنا، ودخل صلى الله عليه وآله وجلس عند رؤوسنا، وأدخل رجليه فيما بيننا، وأخذت رجله اليمنى فضممتها إلى صدري، وأخذت فاطمة رجله اليسرى فضمتها إلى صدرها، وجعلنا ندفئ رجليه من القر، حتى إذا دفئتا قال: يا علي ائتني بكوز من ماء، فأتيته فتفل فيه ثلاثاً وقرأ فيه آيات من كتاب الله تعالى ثم قال: يا علي اشربه واترك فيه قليلاً، ففعلت ذلك، فرش باقي الماء على رأسي وصدري.
إن النبي صلى الله عليه وآله صنع لها قميصاً جديداً ليلة عرسها وزفافها، وكان لها قميص مرقوع وإذا بسائل على الباب يقول: أطلب من بيت النبوة قميصاً خلقاً، فأرادت أن تدفع إليها القميص المرقوع فتذكرت قوله تعالى: ]لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ[آل عمران:92. فدفعت له الجديد، فلما قرب الزفاف نزل جبرائيل وقال: يا محمد إن الله يقرئك السلام وأمرني أن أسلم على فاطمة وقد أرسل لها معي هدية من ثياب الجنة من السندس الأخضر، فلما بلغها السلام وألبسها القميص الذي جاء به لفها رسول الله صلى الله عليه وآله بالعباءة ولفها جبرائيل بأجنحته حتى لا يأخذ نور القميص بالأبصار، فلما جلست بين النساء الكافرات ومع كل واحدة شمعة ومع فاطمة عليها السلام سراج، رفع جبرائيل جناحه ورفع العباءة وإذا بالأنوار قد طبقت المشرق والمغرب، فلما وقع النور على أبصار الكافرات خرج الكفر من قلوبهن وأظهرن الشهادتين.
عن الإمام علي عليه السلام في حديث طويل، قال: ثم دخل إلى منزلي، فدخلت إليه ودنوت منه، فوضع كف فاطمة الطيبة في كفي وقال: ادخلا المنزل ولا تحدثا أمراً حتى آتيكما. قال: فدخلنا المنزل فما كان إلا أن دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وبيده مصباح، فوضعه في ناحية المنزل وقال لي: يا علي خذ في ذلك القعب ماء من تلك الشكوة، ففعلت ثم أتيته به، فتفل فيه، ثم ناولني القعب فقال: اشرب منه، فشربت، ثم رددته إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فناوله فاطمة وقال: اشربي حبيبتي، فشربت منه ثلاث جرعات، ثم رددته إليه، فأخذ ما بقي من الماء فنضحه على صدري وصدرها وقال:]إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا[ الأحزاب:33، ثم رفع يديه وقال: يا رب إنك لم تبعث نبياً إلا وقد جعلت له عترة، اللهم فاجعل عترتي الهادية من علي وفاطمة، ثم خرج.
قال علي عليه السلام: فبت ليلة لم يبت أحد من العرب بمثلها، فلما كان في آخر السحر أحسست برسول الله، فذهبت لأنهض، فقال: مكانك أتيتك في فراشك رحمك الله، فأدخل رجليه معنا في الدثار، ثم أخذ مدرعة كانت تحت رأس فاطمة، فاستيقظت، فبكى وبكت وبكيت لبكائهما، فقال لي: ما يبكيك؟ فقلت: فداك أبي وأمي يا رسول الله بكيت وبكت فاطمة وبكيت لبكائهما، فقال: أتاني جبرائيل فبشرني بفرخين يكونان لك، ثم عزيت بأحدهما وعلمت أنه يقتل غريباً عطشاناً، فبكت فاطمة حتى علا بكاؤهما -الحديث.
دخل رسول الله صلى الله عليه وآله على فاطمة ليلة عرسها بقدح من لبن فقال: اشربي هذا فداك أبوك، ثم قال لعلي عليه السلام: اشرب فداك ابن عمك.
قال علي عليه السلام: ومكث رسول الله صلى الله عليه وآله بعد ذلك ثلاثاً لا يدخل علينا، فلما كان في صبيحة اليوم الرابع جاءنا ليدخل علينا، (ثم ذكر محاورة بين رسول الله صلى الله عليه وآله وأسماء، ثم قال) وكانت غداة قرة، وكنت أنا وفاطمة تحت العباء، فلما سمعنا كلام رسول الله صلى الله عليه وآله لأسماء ذهبنا لنقوم، فقال: بحقي عليكما لا تفترقا حتى أدخل عليكما فرجعنا إلى حالنا، ودخل صلى الله عليه وآله وجلس عند رؤوسنا، وأدخل رجليه فيما بيننا، وأخذت رجله اليمنى فضممتها إلى صدري، وأخذت فاطمة رجله اليسرى فضمتها إلى صدرها، وجعلنا ندفئ رجليه من القر، حتى إذا دفئتا قال: يا علي ائتني بكوز من ماء، فأتيته فتفل فيه ثلاثاً وقرأ فيه آيات من كتاب الله تعالى ثم قال: يا علي اشربه واترك فيه قليلاً، ففعلت ذلك، فرش باقي الماء على رأسي وصدري.
إن النبي صلى الله عليه وآله صنع لها قميصاً جديداً ليلة عرسها وزفافها، وكان لها قميص مرقوع وإذا بسائل على الباب يقول: أطلب من بيت النبوة قميصاً خلقاً، فأرادت أن تدفع إليها القميص المرقوع فتذكرت قوله تعالى: ]لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ[آل عمران:92. فدفعت له الجديد، فلما قرب الزفاف نزل جبرائيل وقال: يا محمد إن الله يقرئك السلام وأمرني أن أسلم على فاطمة وقد أرسل لها معي هدية من ثياب الجنة من السندس الأخضر، فلما بلغها السلام وألبسها القميص الذي جاء به لفها رسول الله صلى الله عليه وآله بالعباءة ولفها جبرائيل بأجنحته حتى لا يأخذ نور القميص بالأبصار، فلما جلست بين النساء الكافرات ومع كل واحدة شمعة ومع فاطمة عليها السلام سراج، رفع جبرائيل جناحه ورفع العباءة وإذا بالأنوار قد طبقت المشرق والمغرب، فلما وقع النور على أبصار الكافرات خرج الكفر من قلوبهن وأظهرن الشهادتين.