بسم الله الرحمن الرحيم
اللهمّ صلّي على محمّد وآلِ محمّد وعجِّل فرجهُم
من أقوال الإمام الحسن بن علي عليهما السلام " إنّ الشّاة أعقل من أكثر النّاس، تنزجر بصياح الرّاعي عن هواها، والإنسان لا ينزجر بأوامر الله وكتبه ورسله "
في تعيين اليوم والشهر والسنة التي ولدت فيها فاطمة الزهراء صلوات الله عليها
أعلم أن الإمامية ذهبوا إلى أن ولادتها كانت بعد البعثة بخمس سنين ، كما في الكافي : ولدت فاطمة بعد مبعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بخمس سنين ، وبعد الإسراء بثلاث سنين .
وروى محمد بن جرير بن رستم الطبري في « دلائل الإمامة » عن أبي بصير ، عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ولدت فاطمة سنة خمس وأربعين من مولد النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
وكذا قال صاحب « المناقب » محمد بن شهرآشوب .
وقال صاحب « كشف الغمة » علي بن عيسى الأرب لي : ولدت فاطمة بعد ما أظهر الله نبوة نبيه وأنزل عليه الوحي بخمس سنين وقريش تبني البيت .
أمّا شهر ويوم ولادتها: أما شهر ولادتها ( عليها السلام ) فقد وقع الخلاف فيه بين شهر رمضان، ورجب، وربيع الأول، وجمادى الأولى، وجمادى الآخرة، ولكن الأغلب والأكثر والأشهر بين الفريقين أنه في العشرين من جمادى الآخرة.
وأما الطائفة الإمامية المحقة - وخصوصا قدماؤهم - فقد اتفقوا على شهر ولادتها بلا خلاف - أي جمادى الثاني - كصاحب الكافي والدلائل والحدائق والمناقب والمصباح وغيرهم من المتأخرين ، حيث أجمعوا على هذا اليوم ، وعليه عمل العلماء والمعاصرين في هذا الزمان .
والمراد باليوم: إنه يوم الجمعة العشرون من جمادى الآخرة، وذهب بعض العامة والخاصة إلى أنه الثلاثاء، والحق القول الأول.
وفي الختام فإنّ وأغلب الأخبار لم تعين يوم الولادة، لأن المناط والمهم تعيين سنة ولادة حبيبة ذي الجلال، لا اليوم والشهر ، لكن أحببتُ ذِكر الموضوع بُغية الإحاطة الكاملة بمجمل المواضيع المتعلِّقة بآية الله الحُجّة الصديقة الطاهرة السيِّدة فاطمة الزهراء سلام الله تعالى عليها .
تحيّة وتقدير للجميع، لا تنسوني من صالح دعائكم، السلام عليكم.
