من إحدى محاضرات فضيلة الشيخ عبدالرضا معاش التي ألقاها في البحرين ،قام الشيخ بنقل ما سمعه من أحد الشيوخ وأئمة المساجد في المدينة المنورة حيث كان الأخير يقرأ على جماعة من شيعة القطيف مصيبة الزهراء عليها السلام في ذكرى وفاتها يقول شيخ المدينة:
قرأت المصيبة حيث بكى الجماعة وتوقفوا عن البكاء لدى انتهائي من القراءة إلا أن أحدهم لم يتوقف بل ظل يضج بالبكاء والنحيب فاقتربت منه بعد أن أيقنت أن وراء هذا الشخص سر وقضية . سألته عن سبب عدم توقفه عن البكاء فقال: إنما هي الزهراء أنقذتني من جهنم ، وأنا الآن هنا. ثم شرع في ذكر قصته.. قال:
أصبت في حادث سيارة ولم أحس بنفسي إلا وأنا في صحراء.. كنت وحدي حتى رأيت شخصين متجهين نحوي ولما اقتربا مني سمعت أحدهما يقول للآخر: ماذا نعمل له؟ فأجابه الآخر: لا فائدة... هذا ملفه أسود.. كله أعماله سيئة.. هذا أمره محسوم!
بعد ذلك طوقا عنقي بشيء غاية في الثقل لم أستطع معه الحراك ثم ضرباني ضربة قفزت معها من شدة الألم وأخذا يواصلان ضربي، وصرت على هذا الحال طوال الليل كلما كانا يضربانني كنت أطفر من الألم من بقعة لأخرى وبلغ الألم بي أن صرخت بهما: اتركووووووني... حتى أحسست وأنا في ظلمة الليل أنني على شفا حفرة ملتهبة فأدركت أنها النهاية... وفي تلك اللحظة جاءني الإلهام أن أصرخ: يا حبيبي يارسول الله... وأخذت أبكي وأخاطبه: أنا خادم ابنتك فاطمة...
وإذا بكرسي من نور جيء به إلى الطرف المقابل من الحفرة التي كنت عندها، فجاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجلس على الكرسي فجاءت امرأة جليلة القدر أدركت أنها فاطمة الزهراء عليها السلام همست في أذن أبيها فاستبشر وأظنني أنها قالت له أنني أخدم لأجلها في المجالس..أحضر وأكنس وأوزع وغيرها من الأمور.
بعدها نظر إلي رسول الله (صلى الله عليه وآله) و خاطبني قائلا: أتريد البقاء عندنا أم العودة لدار الدنيا؟ فقلت: سيدي أريد أن أكون معكم تحت رايتكم... أنا لا أريد الدنيا... وإذا بي أرى عمودا من نور نظر إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: في حياتك بقية. فتوسلت إلى رسول الله: سيدي .... أنا الدنيا لا أريدها بعد الآن.. فقال (صلى الله عليه وآله): أبوك وأمك جاءا إلي متوسلين بي إلى الله ويجب أن تعود للدنيا. في تلك اللحظة فتحت عيني على أصوات الصلوات على محمد وآله (اللهم صل على محمد وآل محمد) وقول المحيطين بي: (فتح عينيه).. وإذا بي على سرير في مستشفى وقيل لي أني أصبت في حادث سيارة فدخلت في غيبوبة لثلاثة أشهر حتى أفقت في تلك اللحظة وقد أدخلت إثر ذلك لمستشفى الدمام الذي كنت أرقد على أحد أسرته في العناية المركزة ولما سألت عن أبي وأمي قيل لي أنهما في زيارة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) في المدينة المنورة يتوسلان به إلى الله من أجلي. (اللهم صل على محمد وآل محمد)