الاستغفار من متممات صلاة الليل حيث ورد فيها أن يستغفر المصلي سبعين مرة (أستغفر الله ربي وأتوب إليه) ولقد أكد القرآن الكريم على الاستغفار عند السحر لأن أبواب السماء مفتحة لإجابة الداعين والراجين والراغبين والمطيعين والعارفين والمتوسلين والمفتقرين إلى رحمة الله وعفوه فطوبى لمن وفق للنهوض والاستغفار في ذلك الوقت والاعتراف بالذنب أمام ساحة القدس الإلهية.
وتلك الحالات القدسية التي تجل عن الوصف والتعريف فإنها مناجاة يشعر الانسان معها كأنه يتطهر ثانية بعد ثانية ويتقرب إلى مقامات القدس آناً بعد آن لاسيما إذا تخلل ذلك الاستغفار شيء من الدموع فإن هذا أحسن غذاء روحي يتغذى به الانسان روحياً لكي تتولد له ملكة تصده عن الوقوع في المغريات والآثام لتصبح أنواراً يستضاء بها ونبراساً للحق والواقع وتخرجه من حضيض المادة إلى عوالم القدس والملكوت، لتنال من الفيوضات الإلهية ما لا يمكن وصفه.
والاستغفار هو أحد أعمدة صلاة الليل والركن البارز فيها لأنه اعتراف صريح من قبل المصلي المستغفر في حضرة الله تعالى لكي ترى الملائكة كيفية خضوعه وذلّه وهو يستغفر معترفاً بذنوبه وما ارتكبه من خطايا وما جنته نفسه من آثام فتعمل الملائكة حينئذ على محو ذنوبه.
الشيخ مجيد الصايغ