هل أنت أخ حقاً؟
أهمية الاخوة:
يعتبر التآخي في الإسلام أمراً هاماً وحاجة لا يمكن للإنسان المؤمن الاستغناء عنها، حيث يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله:
"ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد فائدة الإسلام مثل أخ يستفيده في اللَّه"1.
فإن كون الاخوة بهذه المكانة التي تجعلها أعظم فائدة بعد الإسلام ليكشف عن جوانب عظيمة وأبعاد مختلفة يراد للمؤمن أن يحيا بها كجزء من كل، مجسداً في علاقته مع الآخرين أسمى المعاني التي تسير به نحو الكمال الذي ينشده ليلاً ونهاراً، متشوقاً إلى أن يكون ذلك الرجل الخالص من العيوب الذي طالما قرأ عنه في أحاديث المعصومين عليهم السلام:
"المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله لا يخونه ولا يظلمه ولا يغشه ولا يعده عدة فيخلفه"2.
كما جاء عن الصادق عليه السلام.
وليس اتخاذ الاخوان أمراً يمكن الزهد فيه أو الاقتصار على فردين أو ثلاثة، بل طالما أمكن ذلك وتيسّر فإن الواحد منايجدر به أن يبادر مع مراعاة موازين الإخاء وسلوك الطريق الصحيح في الاختيار إلى إضافة اسم جديد للائحة اخو انه في اللَّه رامياً إلى اكتساب ثمرتين أولاهما في الدنيا وثانيتهما في الآخرة ومما ورد في الحث على الاستكثار قول رسول اللَّه صلى الله عليه وآله:
"استكثروا من الاخوان فإن لكل مؤمن شفاعة يوم القيامة"3.
ويبرز عنصر جميل في التآخي هو السكينة والاطمئنان، لأن المؤمن يشعر شعوراً صادقاً براحة نفسية مع أخيه المؤمن كأنه المبحر في أمواج هائجة وقد وصل إلى شاطئ الأمان، أو كأنه التائه في الصحراء مع حرّ الظمأ وقد انتهى إلى ريّ الماء، في الحديث:
"إن المؤمن ليسكن إلى المؤمن كما يسكن الظمآن إلى الماء"4.
وعن الصادق عليه السلام:
"لكل شيء يستريح إليه وإن المؤمن ليستريح إلى أخيه المؤمن كما يستريح الطير إلى شكله"5.
ومن منا لا يرغب بهذه الراحة التي لو لم يكن للإخوة فائدة غيرها لكفت وأغنت، فكيف إذا كان لها من الثمرات ما لا يمكن عدّه وإحصاؤه من قبيل ما جاء في الحديث:
"من استفاد أخاً في اللَّه عزّ وجلّ استفاد بيتاً في الجنة"6.
أو قوله صلى الله عليه وآله:
"النظر إلى الأخ توده في اللَّه عزّ وجلّ عبادة"7.
دور التآخي في بناء الفرد:
إن للأخوة الدينية دوراً رائداً في بناء الشخصية المؤمنة، حيث تساعدها على الاتصاف بمجموعة من الفضائل وتشعرها بمسؤولية ولو على نطاق خاص انطلاقاً من معرفة ما لها من مدلول وعمق في الإسلام فيعرف الإنسان قدره من خلال معرفة قدر أخيه وما له من حق عليه، ويكون الالتزام بآداب العلاقة مع الآخرين باعثاً على إنتاج صورة متكاملة ومسلك مستقيم، أول المستفيدين منه صاحب هذا الدور مع ما يتركه من ذكر حسن وسمعة طيبة إن هو بقي على ما بدأ عليه في بداية الطريق، لذلك من وصف بأنه أخ حقاً وصدقاً، بحيث أنه أقام حدود الإخوة وراعى حقوقها والتزم آدابها فهو على الصعيد الفردي في سعادة وتقدم دائمين بيد أنه سيفتح له النجاح في هذه المدرسة الأخوية نجاحاً في مدارس ومجالات أخرى ربما اتسعت ميادينها إلى ساحة حياته جمعاء، وأما إذا لم يوفّق لاكتساب الأخوان وفشل في هذه المهمة التي تعتبر مفصلاً في دورة حياته، فإن ذلك ما سيترك عوامل سلبية ونتائج غير مرضية سرعان ما تظهر في كثير من قضاياه وربما حوّلتها إلى مشاكل مستعصية سيّما أن هذا العجز ليس بالشيء الذي يمكن التغاضي عنه وقد اعتبره أمير المؤمنين عليه السلام خطيراً ووصف صاحبه بأعجز الناس يقول عليه السلام:
"أعجز الناس من عجز عن اكتساب الاخوان، وأعجز منه من ضيّع من ظفر به منهم"8.
وهنا أوضح عليه السلام أن هناك صنفاً من الناس تكون درجة العجز لديهم أكبر وأخطر من الصنف الآخر وهم الذين لا يحسنون الاستمرار مع الآخرين في العلاقة الاخوية بعدما أن كان بينهم في بداية أمرهم ترابط وتازر ولكن ضاعت المودة وعادت كأن لم يكن بينهما شيء أو كأن الزمان لم يكن لأيامه ولياليه وجود ينبّههم إلى ما أنساهم الشيطان، وما هذه الظاهرة بعزيزة في الحياة، فكم نشاهد شخصين دامت العلاقة بينهما سنين عديدة ثم افترقا إلى غير رجعة حيث أخذت العداوة بينهما مأخذها وأبدت ثغرات، أحكم من خلالها غلق الباب الذي منه يسري نسيم المودة وتدوم ذكريات التعاون وهنا إذا قصرنا النظر على الجوانب السلبية في حدود ما تتركه هذه الأزمة من مشاكل على الصعيد الفردي بحيث لا يقر لشخصية الإنسان المؤمن قرار ولا يهدأ له بال حتى في علاقته مع اللَّه تعالى فيتخبط قائماً وقاعداً يستحضر ما لديه من الكم الهائل من سيرته مع أخيه سواء في محطاتها الجميلة التي يؤدي تذكرها إلى الرغبة والشوق لإعادة المياه إلى مجاريها وتجديد العلاقة معه، أو في المحطات السيئة وكان السوء صادراً من طرفه وليس من طرف أخيه فيؤدي ذلك إلى الندم والمؤاخذة ليظلّ معذباً وهو يقارن بين فترة المواصلة وفترة المقاطعة. فيتضح أن التخلي عن الأخ والزهد فيه هو عامل هدّام في حياة الفرد كما كان التآخي عاملاً بناءً على هذا الصعيد، فقد جاء عن مولانا الصادق عليه السلام في الحث والتأكيد على طلب المؤاخاة قوله عليه السلام:
"واطلب مؤاخاة الأتقياء ولو في ظلمات الأرض وإن أفنيت عمرك في طلبهم، فإن اللَّه عزّ وجلّ لم يخلق على وجه الأرض أفضل منهم بعد النبيين، وما أنعم اللَّه على العبد بمثل ما أنعم به من التوفيق لصحبتهم"9.
فنعمة مصادقة الاخوان هي نعمة إلهية لا مثيل لها على الإطلاق.
دور التآخي في بناء المجتمع:
إن اللَّه تعالى يحب لنا أن نعيش متماسكين، يساعد بعضنا بعضاً وليس أشتاتاً متفرقين قد ذهبت بنا المذاهب كل مذهب، فضاعت الأهداف ومعها فقدنا السبل والوسائل إليها، ولا يتصور مجتمع واحد يشترك أهله في تحمل شؤونه وشجونه، وهو لا تحكمه روح المؤاخاة، بل لو سادت روحية الاخوة فيه شكلاً لا مضموماً ومظهراً لا جوهراً كذلك لا يقدر لهذا المجتمع النجاح، فحتى يؤتي أكله ويتجه إلى حيث أراد اللَّه تعالى له لا بد أن تكون الأعمال ترجمان الأقوال، والمواقف معربة عما تحويه الضمائر وتكنّه السرائرفترى من يتغنى بالصلة المميّزة مع فلان من الناس ويعتبره أخاه، هو لا يخذله في وقت الشدة ولا يتركه للدهر فيكون عوناً له على الدهر لا عوناً للدهر عليه وكذلك من يكثر الثناء والمديح أو ابداء الاعجاب بشخص ما لما يتحلى به من صفات، لا يترك زيارته إذا مرض ولا السؤال عن حاله فيؤلمه ما آلمه ويسعده ما أسعده.
وهنا يتجلّى الدور الفعّال للتآخي في الحياة الاجتماعية، إذا قام كل فرد بما توجبه عليه أخوته الإيمانية اتجاه الآخرين يقول الصادق عليه السلام:
"المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد، إن اشتكى شيئاً منه وجد ألم ذلك في سائر جسده، وأرواحهما من روح واحدة، وإن روح المؤمن أشد اتصالاً بروح اللَّه من اتصال شعاع الشمس بها"10.
فالتآخي مما يكسب المجتمع قوة في جوانب عديدة منها:
1- القدرة العالية على تجاوز ما يعصف به من ملمّات صعبة وفتن ومحن.
2- الارتقاء إلى قمة البذل والعطاء والايثار.
3- توحيد المنطلق الإيماني في النظرية والتطبيق.
4- سيادة روحية الجماعة واضمحلال روحية الفرد والشخصانية.
5- الحصانة الأخلاقية في اتجاهاتها الثلاثة مع اللَّه تعالى ومع الناس ومع النفس.
ويمكننا قراءة هذه الجوانب بأجمعها عبر التاريخ الممتد من زمن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله مع صفوة أصحابه ومع أمير المؤمنين عليه السلام من خيرة من وقف معه في حربه وسلمه، وكذلك في حياة أصحاب الإمامين الحسن والحسين عليهم السلام خصوصاً في كربلاء حيث اجتمعت كل معاني الأخوة الجليلة والجميلة في تلك المواقف العظيمة المشهودة التي جعلت أصحاب السبط الشهيد عليه السلام في مقام خاص لا يبلغه غيرهم، وقلّدتهم وسام العطاء الأبدي.
لماذا سمّوا اخواناً؟
ليس خفياً على أحد من الناس ما معنى أن يكون المؤمن أخ المؤمن، لكن هذا الوضوح ظاهري، ما لم تنكشف حقيقة الاخوة كما يراها الإسلام في بعدها الجوهري كما حدّد معناها وأسس مبناها وكشف عن عمق الارتباط بين الاسم والمسمى حيث يقول الصادق عليه السلام:
"إنما سموا اخواناً لنزاهتهم عن الخيانة وسمّوا أصدقاء لأنهم تصادقوا حقوق المودة"11.
فمن يكون خائناً لا يُؤتمن هو ليس أخاً حقيقةً ولا يصح تسميته بذلك ومن لا يراعي حقوق المودة التي تدوم معها الاخوة وتستمر بحيث يكذب على الآخر ولا يصادقه فإن اطلاق اسم الصديق عليه ليس صحيحاً. وعليه لا تتحقق الاخوة بمجرد أن يقول الإنسان للآخر أنت أخي بل بالقيام بما يمليه هذا الرابط الديني المبارك عليه من التزامات لا يسوغ له تجاهلها وإلا خرج عن عهد الاخوة إلى نقضه وسمّي أخاً بالتجوّز لا الحقيقة.
لماذا تؤاخي؟
من الصواب أن نسأل أنفسنا لماذا نؤاخي فلان من الناس ونزهد بغيره، وربما كان الجواب أن يحمل مؤهلات أخلاقية عالية وقد تم اختباره قبل اختياره، بينما الآخر لا رغبة بإقامة علاقة معه لما هو المعروف عنه من سوء السمعة، وربما كان الجواب أيضاً أن لنا مصلحة مالية معه ولذلك قدّمنا العلاقة معه على غيره واثرناه بما يحقق لنا من نفع وكسب رغم ما تنطوي عليه شخصيته من رذائل الأخلاق بحيث يصعب أن يكمل الإنسان طريق الاخوة معه وسرعان ما يتعرض للتزلزل أو الشقاق وربما كان الجواب غير ذلك حيث أن تصور الأسباب الداعية للعلاقة مع الناس لا تكاد تحصى وتختلف وتتخلف من شخص إلى اخر. والذي نريد تسليط الضوء عليه هنا ليس إلا ميزان اتخاذ الاخوان كما أرشدتنا إليه الأحاديث الشريفة الواردة عن أئمتنا عليهم السلام والتي صنّفت نوعين من الاخوة أحدهما مذموم والآخر مطلوب، والمستفاد هو طالما كان الدافع إلهياً ولوجهه تعالى فالأخوة مرغوب بها وإلا إذا كان دنيوياً فهي مرغوب عنها.
ولذا حريّ بنا أن نقف موقف السؤال لأنفسنا ونقول لماذا نؤاخي فلان دون فلان.
والحقيقة أن الاخوة النفعية الدنيوية هي عداوة لأنها تستبطن خيانة للطرف الاخر حيث لا تقوم على الصدق في بذل المودة له لقاء ما حثّ عليه الدين الحنيف أو رجاء ثواب الاخرة، بل لأجل المكاسب التجارية والمصالح الزائلة وليس غريباً في حالة كهذه أن ينتهي الأمر بالفراق أو القطيعة حينما تنقضي المصالح أو يوجد بديل عنه يمكن الاستفاة منه أكثر من سابقه فقد جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال:
"كل مودة مبنية على غير ذات اللَّه ضلال والاعتماد عليها محال".12
وعنه عليه السلام:
"الناس اخوان فمن كانت اخوته في غير ذات اللَّه فهي عداوة".
وذلك قوله عزّ وجلّ:
"الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين".13
وليس بالامكان أن يزان نجاح الاخوة وفشلها بالغنم والغرم الدنيويين بل ما دامت لمحض المصلحة الدنيوية فهي فاشلة يبوء صاحبها بالحرمان في الحديث:
"من آخى في اللَّه غنم ومن آخى في الدنيا حرم".14
ومن يوقن أن الآخر إنما يزعم بأنه أخوه لكن ليس في اللَّه فإن عليه الحذر منه والانتباه الدائم، صيانة لنفسه وحفاظاً على دينه جاء في الخبر عنه عليه السلام :
"من لم تكن مودته في اللَّه فاحذره، فإن مودته لئيمة وصحبته مشؤومة"15.
وينشأ الشؤم في هذه الصحبة بلحاظ أهدافها والبواعث عليها باعتبارها غير منزهة عن اظهار شيء واضمار شيء آخر، إضافة إلى أنها في غير السبيل الذي أراده اللَّه لها حيث أراد أن تكون اخوة في ذاته لكن الإنسان إذا أرادها في غير اللَّه فما عساها تكون؟!
كيف تختار أخاً لك؟
في كثير من الأحيان يسارع الإنسان إلى إقامة علاقة ويتواصل مع غيره من دون أن تكون خطوته مدروسة وبتأنٍ، فيسارع إلى مدّ جسوره بشكل اعتباطي أو فوضوي دون حسبان لما يترتب على هذا التسرّع من نتائج إذ كثيراً ما يبدو في وجهة جمالية ملؤها الرغبة بالاستمرار والمكاشفة بالأسرار خصوصاً في فترة التعارف الأولى بسبب ابداء المناقب واخفاء المثالب وهذا النمط العجول يعتبر مغامرة ومخاطرة مع الاخر طالما لم تعرفه حق المعرفة ولم تختبره الاختبار الذي يؤدي إلى الاختيار، وهذا يشابه تماماً ما يحصل من فشل بين زوجين كان اختيار كل منهما لشريكه باستعجال، بل السبب عينه هو ما يؤدي إلى فشل علاقة بين أخوين مؤمنين أو وقوعهما بما لا يرغبان، من هنا كان للإسلام دوره في هذا الشأن إذ دلّنا كيف ينبغي أن نختار الاخوان وعرّفنا السبيل إلى هذا الأمر محذّراً من الوقوع في صحبة من لا ينبغي أن نصحبه أو معاشرة من لا يسوغ أن نعاشره فبيّن أن الاختبار هو ميزان على وفقه يتم الاختيار وإلا كان الواحد عرضة لما لا يحب أن يلقاه، أو مشى إلى حيث لا يريد الوصول. يقول أمير المؤمنين عليه السلام:
"قدّم الاختبار في اتخاذ الاخوان فإن الاختبار معيار يفرّق بين الأخيار والأشرار".16
فالواجب عدم إخاء الأشرار والانتباه منهم وهذا ما لا يتم إلا بعد معرفتهم ومعرفتهم تكون بالتفريق بينهم وبين الأخيار بحيث لا يختلط الأمر علينا من هو الخيّر ومن هو الشرير ونساوي بينهما والسبيل إلى ذلك هو الاختبار الذي ينتج من نؤاخي ومن لا نؤاخي. وإلا وقعنا في سوء الاختيار بمقارنتهم كما جاء في الحديث:
"قدّم الاختبار وأجد الاستظهار في اختيار الاخوان وإلا ألجأك الاضطرار إلى مقارنة الأشرار".17
ولا أظنني منصفاً إذا عدت باللائمة على غيري عندما لم يحفظ حق الاخوة وضيّعه، فيما إذا كنت لم اعتمد الطريق القويم في حسن اختياره، بل إن الجزء الأكبر الذي قدّم لهذه المشكلة ومهّد لهذا الفشل هو الانتقاء دون التعرف عليه حق المعرفة، والسير في الظلام الذي ربما أودى إلى الهلكة، أو المفاجات غير المحبّذة. وهنا تتجدد أسئلة عديدة وهي: بماذا اختبر الاخوان وفي أي ميدان وما هي عناصر الاختبار الذي يعتبر الخطوة الأولى؟ وكم هي المدة؟ وهل يشمل ذلك علاقته مع نفسه إضافة إلى علاقته مع الغير؟ وما شاكل ذلك.
إن هذا ما يتضح الجواب عنه فيما يأتي ضمن عنوان (لا تؤاخِ هؤلاء). ولنأخذ نموذجاً واحدً ينظر إلى جنبتين: الأولى ترتبط بالبعد العبادي الفردي والثانية بالبعد الحياتي الاجتماعي وقد جمعهما حديث مولانا الصادق عليه السلام حينما يرشدنا إلى هذين الموردين الهامين للاختبار للكشف عن مدى اهتمام هذا الإنسان بالصلة الإلهية كميدان خاص وبالصلة البشرية كميدان عام قائلاً:
"اختبروا اخوانكم بخصلتين فإن كانتا فيهم وإلا فاعزب ثم اعزب ثم اعزب محافظة على الصلوات في مواقيتها، والبرّ بالاخوان في العسر واليسر".18
*أخوة الإيمان، سلسلة الاجتماعيات الاسلامية، إعداد ونشر جمعية المعارف الاسلامية الثقافية، ط2، ت2، 2004م-1425هـ، ص9-21.
أهمية الاخوة:
يعتبر التآخي في الإسلام أمراً هاماً وحاجة لا يمكن للإنسان المؤمن الاستغناء عنها، حيث يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله:
"ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد فائدة الإسلام مثل أخ يستفيده في اللَّه"1.
فإن كون الاخوة بهذه المكانة التي تجعلها أعظم فائدة بعد الإسلام ليكشف عن جوانب عظيمة وأبعاد مختلفة يراد للمؤمن أن يحيا بها كجزء من كل، مجسداً في علاقته مع الآخرين أسمى المعاني التي تسير به نحو الكمال الذي ينشده ليلاً ونهاراً، متشوقاً إلى أن يكون ذلك الرجل الخالص من العيوب الذي طالما قرأ عنه في أحاديث المعصومين عليهم السلام:
"المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله لا يخونه ولا يظلمه ولا يغشه ولا يعده عدة فيخلفه"2.
كما جاء عن الصادق عليه السلام.
وليس اتخاذ الاخوان أمراً يمكن الزهد فيه أو الاقتصار على فردين أو ثلاثة، بل طالما أمكن ذلك وتيسّر فإن الواحد منايجدر به أن يبادر مع مراعاة موازين الإخاء وسلوك الطريق الصحيح في الاختيار إلى إضافة اسم جديد للائحة اخو انه في اللَّه رامياً إلى اكتساب ثمرتين أولاهما في الدنيا وثانيتهما في الآخرة ومما ورد في الحث على الاستكثار قول رسول اللَّه صلى الله عليه وآله:
"استكثروا من الاخوان فإن لكل مؤمن شفاعة يوم القيامة"3.
ويبرز عنصر جميل في التآخي هو السكينة والاطمئنان، لأن المؤمن يشعر شعوراً صادقاً براحة نفسية مع أخيه المؤمن كأنه المبحر في أمواج هائجة وقد وصل إلى شاطئ الأمان، أو كأنه التائه في الصحراء مع حرّ الظمأ وقد انتهى إلى ريّ الماء، في الحديث:
"إن المؤمن ليسكن إلى المؤمن كما يسكن الظمآن إلى الماء"4.
وعن الصادق عليه السلام:
"لكل شيء يستريح إليه وإن المؤمن ليستريح إلى أخيه المؤمن كما يستريح الطير إلى شكله"5.
ومن منا لا يرغب بهذه الراحة التي لو لم يكن للإخوة فائدة غيرها لكفت وأغنت، فكيف إذا كان لها من الثمرات ما لا يمكن عدّه وإحصاؤه من قبيل ما جاء في الحديث:
"من استفاد أخاً في اللَّه عزّ وجلّ استفاد بيتاً في الجنة"6.
أو قوله صلى الله عليه وآله:
"النظر إلى الأخ توده في اللَّه عزّ وجلّ عبادة"7.
دور التآخي في بناء الفرد:
إن للأخوة الدينية دوراً رائداً في بناء الشخصية المؤمنة، حيث تساعدها على الاتصاف بمجموعة من الفضائل وتشعرها بمسؤولية ولو على نطاق خاص انطلاقاً من معرفة ما لها من مدلول وعمق في الإسلام فيعرف الإنسان قدره من خلال معرفة قدر أخيه وما له من حق عليه، ويكون الالتزام بآداب العلاقة مع الآخرين باعثاً على إنتاج صورة متكاملة ومسلك مستقيم، أول المستفيدين منه صاحب هذا الدور مع ما يتركه من ذكر حسن وسمعة طيبة إن هو بقي على ما بدأ عليه في بداية الطريق، لذلك من وصف بأنه أخ حقاً وصدقاً، بحيث أنه أقام حدود الإخوة وراعى حقوقها والتزم آدابها فهو على الصعيد الفردي في سعادة وتقدم دائمين بيد أنه سيفتح له النجاح في هذه المدرسة الأخوية نجاحاً في مدارس ومجالات أخرى ربما اتسعت ميادينها إلى ساحة حياته جمعاء، وأما إذا لم يوفّق لاكتساب الأخوان وفشل في هذه المهمة التي تعتبر مفصلاً في دورة حياته، فإن ذلك ما سيترك عوامل سلبية ونتائج غير مرضية سرعان ما تظهر في كثير من قضاياه وربما حوّلتها إلى مشاكل مستعصية سيّما أن هذا العجز ليس بالشيء الذي يمكن التغاضي عنه وقد اعتبره أمير المؤمنين عليه السلام خطيراً ووصف صاحبه بأعجز الناس يقول عليه السلام:
"أعجز الناس من عجز عن اكتساب الاخوان، وأعجز منه من ضيّع من ظفر به منهم"8.
وهنا أوضح عليه السلام أن هناك صنفاً من الناس تكون درجة العجز لديهم أكبر وأخطر من الصنف الآخر وهم الذين لا يحسنون الاستمرار مع الآخرين في العلاقة الاخوية بعدما أن كان بينهم في بداية أمرهم ترابط وتازر ولكن ضاعت المودة وعادت كأن لم يكن بينهما شيء أو كأن الزمان لم يكن لأيامه ولياليه وجود ينبّههم إلى ما أنساهم الشيطان، وما هذه الظاهرة بعزيزة في الحياة، فكم نشاهد شخصين دامت العلاقة بينهما سنين عديدة ثم افترقا إلى غير رجعة حيث أخذت العداوة بينهما مأخذها وأبدت ثغرات، أحكم من خلالها غلق الباب الذي منه يسري نسيم المودة وتدوم ذكريات التعاون وهنا إذا قصرنا النظر على الجوانب السلبية في حدود ما تتركه هذه الأزمة من مشاكل على الصعيد الفردي بحيث لا يقر لشخصية الإنسان المؤمن قرار ولا يهدأ له بال حتى في علاقته مع اللَّه تعالى فيتخبط قائماً وقاعداً يستحضر ما لديه من الكم الهائل من سيرته مع أخيه سواء في محطاتها الجميلة التي يؤدي تذكرها إلى الرغبة والشوق لإعادة المياه إلى مجاريها وتجديد العلاقة معه، أو في المحطات السيئة وكان السوء صادراً من طرفه وليس من طرف أخيه فيؤدي ذلك إلى الندم والمؤاخذة ليظلّ معذباً وهو يقارن بين فترة المواصلة وفترة المقاطعة. فيتضح أن التخلي عن الأخ والزهد فيه هو عامل هدّام في حياة الفرد كما كان التآخي عاملاً بناءً على هذا الصعيد، فقد جاء عن مولانا الصادق عليه السلام في الحث والتأكيد على طلب المؤاخاة قوله عليه السلام:
"واطلب مؤاخاة الأتقياء ولو في ظلمات الأرض وإن أفنيت عمرك في طلبهم، فإن اللَّه عزّ وجلّ لم يخلق على وجه الأرض أفضل منهم بعد النبيين، وما أنعم اللَّه على العبد بمثل ما أنعم به من التوفيق لصحبتهم"9.
فنعمة مصادقة الاخوان هي نعمة إلهية لا مثيل لها على الإطلاق.
دور التآخي في بناء المجتمع:
إن اللَّه تعالى يحب لنا أن نعيش متماسكين، يساعد بعضنا بعضاً وليس أشتاتاً متفرقين قد ذهبت بنا المذاهب كل مذهب، فضاعت الأهداف ومعها فقدنا السبل والوسائل إليها، ولا يتصور مجتمع واحد يشترك أهله في تحمل شؤونه وشجونه، وهو لا تحكمه روح المؤاخاة، بل لو سادت روحية الاخوة فيه شكلاً لا مضموماً ومظهراً لا جوهراً كذلك لا يقدر لهذا المجتمع النجاح، فحتى يؤتي أكله ويتجه إلى حيث أراد اللَّه تعالى له لا بد أن تكون الأعمال ترجمان الأقوال، والمواقف معربة عما تحويه الضمائر وتكنّه السرائرفترى من يتغنى بالصلة المميّزة مع فلان من الناس ويعتبره أخاه، هو لا يخذله في وقت الشدة ولا يتركه للدهر فيكون عوناً له على الدهر لا عوناً للدهر عليه وكذلك من يكثر الثناء والمديح أو ابداء الاعجاب بشخص ما لما يتحلى به من صفات، لا يترك زيارته إذا مرض ولا السؤال عن حاله فيؤلمه ما آلمه ويسعده ما أسعده.
وهنا يتجلّى الدور الفعّال للتآخي في الحياة الاجتماعية، إذا قام كل فرد بما توجبه عليه أخوته الإيمانية اتجاه الآخرين يقول الصادق عليه السلام:
"المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد، إن اشتكى شيئاً منه وجد ألم ذلك في سائر جسده، وأرواحهما من روح واحدة، وإن روح المؤمن أشد اتصالاً بروح اللَّه من اتصال شعاع الشمس بها"10.
فالتآخي مما يكسب المجتمع قوة في جوانب عديدة منها:
1- القدرة العالية على تجاوز ما يعصف به من ملمّات صعبة وفتن ومحن.
2- الارتقاء إلى قمة البذل والعطاء والايثار.
3- توحيد المنطلق الإيماني في النظرية والتطبيق.
4- سيادة روحية الجماعة واضمحلال روحية الفرد والشخصانية.
5- الحصانة الأخلاقية في اتجاهاتها الثلاثة مع اللَّه تعالى ومع الناس ومع النفس.
ويمكننا قراءة هذه الجوانب بأجمعها عبر التاريخ الممتد من زمن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله مع صفوة أصحابه ومع أمير المؤمنين عليه السلام من خيرة من وقف معه في حربه وسلمه، وكذلك في حياة أصحاب الإمامين الحسن والحسين عليهم السلام خصوصاً في كربلاء حيث اجتمعت كل معاني الأخوة الجليلة والجميلة في تلك المواقف العظيمة المشهودة التي جعلت أصحاب السبط الشهيد عليه السلام في مقام خاص لا يبلغه غيرهم، وقلّدتهم وسام العطاء الأبدي.
لماذا سمّوا اخواناً؟
ليس خفياً على أحد من الناس ما معنى أن يكون المؤمن أخ المؤمن، لكن هذا الوضوح ظاهري، ما لم تنكشف حقيقة الاخوة كما يراها الإسلام في بعدها الجوهري كما حدّد معناها وأسس مبناها وكشف عن عمق الارتباط بين الاسم والمسمى حيث يقول الصادق عليه السلام:
"إنما سموا اخواناً لنزاهتهم عن الخيانة وسمّوا أصدقاء لأنهم تصادقوا حقوق المودة"11.
فمن يكون خائناً لا يُؤتمن هو ليس أخاً حقيقةً ولا يصح تسميته بذلك ومن لا يراعي حقوق المودة التي تدوم معها الاخوة وتستمر بحيث يكذب على الآخر ولا يصادقه فإن اطلاق اسم الصديق عليه ليس صحيحاً. وعليه لا تتحقق الاخوة بمجرد أن يقول الإنسان للآخر أنت أخي بل بالقيام بما يمليه هذا الرابط الديني المبارك عليه من التزامات لا يسوغ له تجاهلها وإلا خرج عن عهد الاخوة إلى نقضه وسمّي أخاً بالتجوّز لا الحقيقة.
لماذا تؤاخي؟
من الصواب أن نسأل أنفسنا لماذا نؤاخي فلان من الناس ونزهد بغيره، وربما كان الجواب أن يحمل مؤهلات أخلاقية عالية وقد تم اختباره قبل اختياره، بينما الآخر لا رغبة بإقامة علاقة معه لما هو المعروف عنه من سوء السمعة، وربما كان الجواب أيضاً أن لنا مصلحة مالية معه ولذلك قدّمنا العلاقة معه على غيره واثرناه بما يحقق لنا من نفع وكسب رغم ما تنطوي عليه شخصيته من رذائل الأخلاق بحيث يصعب أن يكمل الإنسان طريق الاخوة معه وسرعان ما يتعرض للتزلزل أو الشقاق وربما كان الجواب غير ذلك حيث أن تصور الأسباب الداعية للعلاقة مع الناس لا تكاد تحصى وتختلف وتتخلف من شخص إلى اخر. والذي نريد تسليط الضوء عليه هنا ليس إلا ميزان اتخاذ الاخوان كما أرشدتنا إليه الأحاديث الشريفة الواردة عن أئمتنا عليهم السلام والتي صنّفت نوعين من الاخوة أحدهما مذموم والآخر مطلوب، والمستفاد هو طالما كان الدافع إلهياً ولوجهه تعالى فالأخوة مرغوب بها وإلا إذا كان دنيوياً فهي مرغوب عنها.
ولذا حريّ بنا أن نقف موقف السؤال لأنفسنا ونقول لماذا نؤاخي فلان دون فلان.
والحقيقة أن الاخوة النفعية الدنيوية هي عداوة لأنها تستبطن خيانة للطرف الاخر حيث لا تقوم على الصدق في بذل المودة له لقاء ما حثّ عليه الدين الحنيف أو رجاء ثواب الاخرة، بل لأجل المكاسب التجارية والمصالح الزائلة وليس غريباً في حالة كهذه أن ينتهي الأمر بالفراق أو القطيعة حينما تنقضي المصالح أو يوجد بديل عنه يمكن الاستفاة منه أكثر من سابقه فقد جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال:
"كل مودة مبنية على غير ذات اللَّه ضلال والاعتماد عليها محال".12
وعنه عليه السلام:
"الناس اخوان فمن كانت اخوته في غير ذات اللَّه فهي عداوة".
وذلك قوله عزّ وجلّ:
"الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين".13
وليس بالامكان أن يزان نجاح الاخوة وفشلها بالغنم والغرم الدنيويين بل ما دامت لمحض المصلحة الدنيوية فهي فاشلة يبوء صاحبها بالحرمان في الحديث:
"من آخى في اللَّه غنم ومن آخى في الدنيا حرم".14
ومن يوقن أن الآخر إنما يزعم بأنه أخوه لكن ليس في اللَّه فإن عليه الحذر منه والانتباه الدائم، صيانة لنفسه وحفاظاً على دينه جاء في الخبر عنه عليه السلام :
"من لم تكن مودته في اللَّه فاحذره، فإن مودته لئيمة وصحبته مشؤومة"15.
وينشأ الشؤم في هذه الصحبة بلحاظ أهدافها والبواعث عليها باعتبارها غير منزهة عن اظهار شيء واضمار شيء آخر، إضافة إلى أنها في غير السبيل الذي أراده اللَّه لها حيث أراد أن تكون اخوة في ذاته لكن الإنسان إذا أرادها في غير اللَّه فما عساها تكون؟!
كيف تختار أخاً لك؟
في كثير من الأحيان يسارع الإنسان إلى إقامة علاقة ويتواصل مع غيره من دون أن تكون خطوته مدروسة وبتأنٍ، فيسارع إلى مدّ جسوره بشكل اعتباطي أو فوضوي دون حسبان لما يترتب على هذا التسرّع من نتائج إذ كثيراً ما يبدو في وجهة جمالية ملؤها الرغبة بالاستمرار والمكاشفة بالأسرار خصوصاً في فترة التعارف الأولى بسبب ابداء المناقب واخفاء المثالب وهذا النمط العجول يعتبر مغامرة ومخاطرة مع الاخر طالما لم تعرفه حق المعرفة ولم تختبره الاختبار الذي يؤدي إلى الاختيار، وهذا يشابه تماماً ما يحصل من فشل بين زوجين كان اختيار كل منهما لشريكه باستعجال، بل السبب عينه هو ما يؤدي إلى فشل علاقة بين أخوين مؤمنين أو وقوعهما بما لا يرغبان، من هنا كان للإسلام دوره في هذا الشأن إذ دلّنا كيف ينبغي أن نختار الاخوان وعرّفنا السبيل إلى هذا الأمر محذّراً من الوقوع في صحبة من لا ينبغي أن نصحبه أو معاشرة من لا يسوغ أن نعاشره فبيّن أن الاختبار هو ميزان على وفقه يتم الاختيار وإلا كان الواحد عرضة لما لا يحب أن يلقاه، أو مشى إلى حيث لا يريد الوصول. يقول أمير المؤمنين عليه السلام:
"قدّم الاختبار في اتخاذ الاخوان فإن الاختبار معيار يفرّق بين الأخيار والأشرار".16
فالواجب عدم إخاء الأشرار والانتباه منهم وهذا ما لا يتم إلا بعد معرفتهم ومعرفتهم تكون بالتفريق بينهم وبين الأخيار بحيث لا يختلط الأمر علينا من هو الخيّر ومن هو الشرير ونساوي بينهما والسبيل إلى ذلك هو الاختبار الذي ينتج من نؤاخي ومن لا نؤاخي. وإلا وقعنا في سوء الاختيار بمقارنتهم كما جاء في الحديث:
"قدّم الاختبار وأجد الاستظهار في اختيار الاخوان وإلا ألجأك الاضطرار إلى مقارنة الأشرار".17
ولا أظنني منصفاً إذا عدت باللائمة على غيري عندما لم يحفظ حق الاخوة وضيّعه، فيما إذا كنت لم اعتمد الطريق القويم في حسن اختياره، بل إن الجزء الأكبر الذي قدّم لهذه المشكلة ومهّد لهذا الفشل هو الانتقاء دون التعرف عليه حق المعرفة، والسير في الظلام الذي ربما أودى إلى الهلكة، أو المفاجات غير المحبّذة. وهنا تتجدد أسئلة عديدة وهي: بماذا اختبر الاخوان وفي أي ميدان وما هي عناصر الاختبار الذي يعتبر الخطوة الأولى؟ وكم هي المدة؟ وهل يشمل ذلك علاقته مع نفسه إضافة إلى علاقته مع الغير؟ وما شاكل ذلك.
إن هذا ما يتضح الجواب عنه فيما يأتي ضمن عنوان (لا تؤاخِ هؤلاء). ولنأخذ نموذجاً واحدً ينظر إلى جنبتين: الأولى ترتبط بالبعد العبادي الفردي والثانية بالبعد الحياتي الاجتماعي وقد جمعهما حديث مولانا الصادق عليه السلام حينما يرشدنا إلى هذين الموردين الهامين للاختبار للكشف عن مدى اهتمام هذا الإنسان بالصلة الإلهية كميدان خاص وبالصلة البشرية كميدان عام قائلاً:
"اختبروا اخوانكم بخصلتين فإن كانتا فيهم وإلا فاعزب ثم اعزب ثم اعزب محافظة على الصلوات في مواقيتها، والبرّ بالاخوان في العسر واليسر".18
*أخوة الإيمان، سلسلة الاجتماعيات الاسلامية، إعداد ونشر جمعية المعارف الاسلامية الثقافية، ط2، ت2، 2004م-1425هـ، ص9-21.